احتجاجات في أوديني قبل مباراة إيطاليا وإسرائيل لدعم فلسطين

تعيش مدينة أوديني الإيطالية، مساء اليوم الثلاثاء، أجواء متوترة سياسياً وأمنياً قبيل المباراة المرتقبة بين منتخبي إيطاليا وإسرائيل ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وسط انقسام واضح في الموقف الأوروبي من مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية.

وذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن المنتخب الإيطالي، بقيادة جيانلويجي دوناروما ونيكولو باريلا، يخوض اللقاء في ظل تضامن شعبي واسع مع الفلسطينيين، ما يجعل المواجهة تتجاوز حدود الرياضة إلى أبعاد سياسية وإنسانية حساسة.

وتحتل إيطاليا المركز الثاني في المجموعة التاسعة برصيد 12 نقطة، خلف النرويج المتصدّرة بـ18 نقطة، بينما تأتي إسرائيل ثالثة بـ9 نقاط، لتكون المباراة ذات طابع حاسم في صراع التأهل إلى المونديال.

وشهدت عدة مدن إيطالية، من بينها روما وميلانو، مظاهرات حاشدة ترفض مشاركة إسرائيل، مع دعوات من المحتجين إلى الفيفا واليويفا لتعليق نشاط المنتخب الإسرائيلي، على غرار العقوبات المفروضة على روسيا عقب حرب أوكرانيا.

وتشير التقارير إلى أن نحو 10 آلاف متظاهر سيشاركون في مسيرة مركزية مؤيدة لفلسطين في أوديني، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تشمل أكثر من 1000 عنصر من الشرطة والجيش، إضافة إلى طائرات مسيّرة لمراقبة الأجواء حول الملعب.

ووفقاً لصحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت"، فإن الحضور الجماهيري لن يتجاوز 9 آلاف متفرج في ملعب يتسع لـ25 ألفاً، وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات، ما دفع السلطات إلى إغلاق المتاجر في وسط المدينة وتحويل المنطقة المحيطة بالملعب إلى "منطقة حمراء".

من جانبه، دعا مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو إلى احترام حرية التظاهر، مؤكداً أن “كرة القدم يجب أن تكون جسراً لا جداراً”، فيما اعتبر عمدة أوديني أن إقامة المباراة في هذه الظروف “لا تخدم صورة الرياضة ولا قيمها”.

وبذلك تتحول المباراة التي يفترض أن تكون مناسبة رياضية خالصة إلى حدث سياسي بامتياز، حيث تتجه الأنظار في أوديني إلى الشوارع أكثر من الملعب، في مشهد يجسد التوتر الأوروبي بين شغف الكرة ومساءلة الضمير الإنساني.