بعد 31 عامًا خلف القضبان.. إسرائيل تُطلق سراح أبو البراء أبرز قيادات كتائب القسام
في تطور لافت ضمن المرحلة الجديدة من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير الفلسطيني محمود عيسى، المعروف بلقبه الحركي "أبو البراء"، أحد أبرز مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس في مدينة القدس، والذي يُعد من أخطر قادة "كتائب القسام" وأقدمهم في السجون الإسرائيلية.
ويُعتبر عيسى من القيادات التاريخية التي ساهمت في تأسيس البنية العسكرية الأولى لكتائب القسام داخل القدس المحتلة، حيث أشرف على إنشاء الخلية المعروفة باسم "الوحدة الخاصة 101"، التي نفذت عمليات نوعية استهدفت جنود الاحتلال بهدف أسرهم لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين.
وُلد أبو البراء في عام 1968 ببلدة عناتا شمال شرق القدس، وتخرج في كلية الشريعة بجامعة أبو ديس بتخصص الفقه وأصوله. قبل اعتقاله، عمل في المجال الصحفي وتولى إدارة مكتب جريدة "صوت الحق والحرية" في القدس، قبل أن ينخرط في صفوف المقاومة منذ بدايات تأسيس حركة حماس.
وكان عيسى قد قاد في عام 1992 عملية خطف الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو للمطالبة بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة. وبعد فشل المفاوضات ومقتل الجندي، طاردته قوات الاحتلال لأشهر عدة قبل أن تتمكن من اعتقاله عام 1993.
أصدرت المحاكم الإسرائيلية بحقه ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد إلى جانب أحكام إضافية، ليصبح من بين أكثر الأسرى الفلسطينيين مكوثًا في السجون، وظل اسمه مستبعدًا من صفقات التبادل السابقة، بما في ذلك صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، بسبب ما وصفته تل أبيب بـ"خطورته الأمنية العالية".
وعقب الإفراج عنه في صفقة "طوفان الأحرار 3"، وجّه أبو البراء رسالة مؤثرة إلى أبناء قطاع غزة، مشيدًا بصمودهم وبطولاتهم، ومؤكدًا أن غزة "ستنهض من تحت الركام لتصنع المجد من جديد"، واصفًا ثبات أهلها بأنه "مدرسة في العزة والكرامة".
عودة "أبو البراء" إلى الميدان بعد أكثر من ثلاثة عقود في الأسر تمثل وفق مراقبين لحظة رمزية تعيد إلى الأذهان بدايات التأسيس العسكري لحركة حماس، وتفتح صفحة جديدة في مسار المقاومة الفلسطينية.
