الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

توافدت عشرات العائلات الفلسطينية لاستقبال أبنائها المفرج عنهم

الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 11:17 م
الإفراج عن الأسرى
الإفراج عن الأسرى اليوم الاثنين

امتزجت الدموع بالزغاريد في ساحة قصر رام الله الثقافي مساء اليوم، حين توافدت عشرات العائلات الفلسطينية لاستقبال أبنائها المفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، غير أن الفرح لم يكن كاملًا؛ فقد غاب بعض الوجوه المنتظَرة، تاركة خلفها وجعًا لا يُحتمل.

وسط الزحام كانت الحافلات التابعة للصليب الأحمر تدخل تباعًا محمّلة بالأسرى الفلسطينيين القادمين من سجون الاحتلال. وعند كل محطة نزول، تعالت صيحات الفرح والعناق، لكن سرعان ما اختلطت تلك اللحظات بصرخات الفقد والخذلان، بعد أن تبيّن أن عشرات الأسرى أُبعدوا قسرًا إلى غزة ومصر بدلًا من عودتهم إلى الضفة الغربية.

على مقعد في زاوية الساحة جلست ابتسام عمران، أخت الأسير محمد عمران، ترقب كل الوجوه الخارجة من الحافلات بعينين مثقلتين بالدموع. ومع آخر دفعة من الأسرى، خارت قواها وسقطت أرضًا من شدة الانتظار. وبعد أن استعادت أنفاسها، قالت بصوت مرتجف:
"انتظرت حتى آخر أسير نزل من الحافلة، لكنني لم أره... أحد المفرج عنهم قال إنه شاهده، لكنه لا يعلم إلى أين نُقل. وعدني في مكالمته الأخيرة أنه سيصل إلى الضفة لكنه اختفى، لا أعرف أين أخذوه."

بهذه الكلمات لخصت ابتسام وجع عشرات العائلات التي حُرمت لحظة العناق المنتظَرة. فبحسب بيانات الجهات الفلسطينية، شملت الصفقة الإفراج عن 250 أسيرًا .

ورغم الهتافات التي علت ترحيبًا بالمفرج عنهم، ظلّ القلق مخيمًا على الأجواء. كثير من الأسرى التزموا الصمت خوفًا من الملاحقة. يقول الأسير المحرر سامي الفتيلة، الذي قضى أكثر من عشرين عامًا خلف القضبان:
"الحياة في السجن كانت قاسية جدًا... لكن لا أستطيع التحدث عنها. هددونا بإعادة اعتقالنا إذا تكلمنا."

وهكذا، لم تكن الليلة في رام الله ليلة فرح خالص، بل خليطًا من الأمل والخذلان، ومن الحرية المشروطة بالحذر.