الحرية تعانق الأسير ناجي الجعفراوي.. ودم صالح ما زال يصوّر وجع غزة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن الأسير الفلسطيني ناجي الجعفراوي، شقيق الشهيد الصحفي صالح الجعفراوي ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي جرت بوساطة مصرية وقطرية، في مشهد امتزجت فيه دموع الفرح بوجع الفقد في شوارع غزة.
وشهدت لحظة الإفراج عن ناجي مشهدًا مؤثرًا بين عائلته وأهالي الحي الذين استقبلوه بالهتافات والزغاريد، بينما خيّم صمت حزين حين ذُكر اسم شقيقه صالح، الذي لم يُتح له رؤيته حيًا بعد أن رحل قبل أشهر قليلة برصاص العدوان الإسرائيلي خلال عمله الميداني في تغطية أحداث الحرب.
وكان الشهيد صالح الجعفراوي قد برز كأحد أبرز الصحفيين الشباب في قطاع غزة، حيث بدأ رحلته الإعلامية منذ عام 2019 مصورًا وموثقًا للحياة اليومية تحت الحصار، ليصبح لاحقًا أحد أصوات الحقيقة الأكثر تأثيرًا عبر المنصات الرقمية، عُرف بجرأته في نقل مشاهد القصف والمعاناة الإنسانية دون خوف.
استُشهد الجعفراوي في أكتوبر 2024 إثر إصابته المباشرة بعدة رصاصات في الصدر والرأس أثناء تغطيته عمليات الإنقاذ في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بحسب ما أكدته مصادر طبية وشهود عيان، فيما وصفت مؤسسات إعلامية دولية الحادثة بأنها “اغتيال متعمد لصحفي حمل الكاميرا كسلاح للحقيقة”، مطالبة بتحقيق مستقل في الجريمة.
ورغم التحذيرات التي تلقاها قبل استشهاده بعد حملة تحريض إسرائيلية استهدفته عبر وسائل إعلام عبرية، واتهامه بـ"تلفيق الروايات"، ظل صالح مصرًّا على عمله الميداني، مرددًا عبارته التي تحولت إلى شعار يتناقله الصحفيون: “إذا متّ، لا تبكوا عليّ… الكاميرا لا تموت.”
وعقب الإعلان عن الإفراج عن شقيقه ناجي، تداول نشطاء فلسطينيون وصية صالح التي كتبها قبل رحيله قائلاً فيها:
"لا تبكوا عليّ، بل ابكوا على وطنٍ يُقتل فيه الصحفي لأنه يروي الحقيقة."
وبينما يعود ناجي إلى أحضان عائلته، تبقى ذكرى صالح الجعفراوي حاضرة في الوجدان الفلسطيني كرمزٍ لجيلٍ من الصحفيين الذين اختاروا أن يوثقوا الحقيقة بعدساتهم، فدفعوا أرواحهم ثمنًا للصورة.





