الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

هنا كلم الله موسى.. العالم يجتمع فى أرض السلام لإقرار السلام عامان غيّرا خريطة الشرق الأوسط

الأحد 12/أكتوبر/2025 - 01:37 م
شعار قمة شرم الشيخ
شعار قمة شرم الشيخ للسلام

هنا كلم الله موسى.. في السابع من أكتوبر عام 2023، دوّى فجر غزة بأصوات الانفجارات حين انطلقت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية، وما إن بدأت العملية حتى ردت إسرائيل بعدوان شامل على قطاع غزة، معلنة بداية واحدة من أعنف وأطول الحروب التي شهدتها المنطقة منذ عقود.

 

على مدار سنتين تحول القطاع إلى ركام، وسقط مئات الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح، فيما انهارت البنية التحتية كاملة لغزة، وانهارت  المستشفيات معلنة خروجها عن العمل بكافة أطقمها الطبية، العالم كله ظل يتابع المشهد، لكن مصر كانت كعادتها في قلب الحدث، تحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه، وتمنع امتداد النار إلى ما هو أبعد من حدود غزة.

 

بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، فقد أسفرت حرب غزة  عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف آخرون مفقودين تحت الركام.

 

كما دُمرت أكثر من 95% من البنية التحتية لقطاع غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، مما فاقم من المعاناة الإنسانية وجعل القطاع على حافة الانهيار الكامل.

 

من جهة أخرى، تشير بيانات اقتصادية إلى أن الخسائر المالية تجاوزت 68 مليار دولار، بينما يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف إنسانية قاسية، يعانون نقص الغذاء والدواء وغياب أبسط مقومات الحياة.

 

منذ الساعات الأولى للحرب، أدركت القاهرة أن ما يجري ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل محاولات لتهجير سكان غزة إلى سيناء . فتحت معبر رفح أمام قوافل الإغاثة، واستقبلت الجرحى والنازحين الذين كانوا بحاجة لعلاج سريع داخل مستشفيات العريش.أطلقت جسورًا جوية وبحرية لنقل المساعدات من كل أنحاء العالم،

 

مع استمرار القصف وتصاعد أعداد الضحايا، بدأ الرئيس ترامب في طرح مقترحات "التهجير المؤقت" لسكان غزة إلى شمال سيناء، بحجة حماية المدنيين من القتال، كان الموقف المصري واضحًا منذ اللحظة الأولى: لا تهجير على أرض مصر، ولا قبول بأي حلول على حساب السيادة أو الكرامة،  الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلنها صريحة:

 

مصر لن تسمح بأن تُحل القضية الفلسطينية على حسابها، ولن تكون أرضنا ملاذًا لأي تهجير قسري.”

 

وفي الوقت نفسه، شهدت العواصم لقاءات مكثفة، كان أبرزها اجتماع جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض لملك عبد الله الثاني في واشنطن، حاول ترامب حينها إقناع الأردن بالموافقة على استقبال الفلسطينيين ضمن الخطة الأمريكية لتوطين اللاجئين، لكن الملك الأردني أغلق الباب أمامه بجملة أصبحت شهيرة في الأوساط الدبلوماسية:

"لدي مصر خطة ونحن نوافق عليها"

 

أكد موقف الملك عبدالله أن القاهرة هي محور القرار، مؤكداً أن   الأردن مازالت ثابتة على مبدأ رفض التهجير، ودعم الحل السياسي العادل الذي تقوده مصر، ورغم أن قناة “الجزيرة” آنذاك حاولت تحريف الترجمة لتوحي بأن الملك وافق على المقترح الأمريكي، إلا أن الحقيقة كانت دعمًا صريحًا للموقف المصري واعترافًا بريادتها في إدارة الملف الفلسطيني.

 

فيما كانت ألسنة الحرب تتصاعد في غزة، واجهت القاهرة حملة شرسة من الإعلام في الخارج، اتهمت فيها مصر  بعقد "صفقة تهجير" سرية مع واشنطن وتل أبيب، لكن مصر لم تنجر إلى الرد، مكتفية بالعمل على حل النزاع.

الرئيس يرفض دعوة الرئيس الأمريكى مرتين

رفض الرئيس السيسي مرتين دعوات ترامب لعقد لقاءات مغلقة لبحث “تسويات تهجير سكان غزة”، مؤكدًا أن مصر لا تتاجر بالأرض ولا تساوم على ثوابتها.

 

في منتصف عام 2025 ، وبعد شهور طويلة من القتال، بدأت القاهرة أولى جولات الوساطة الجادة بين إسرائيل وحماس، كانت المفاوضات معقدة، لكنها كشفت مجددًا عن قدرة مصر .

جولان متتالية من وفود دولية لوقف الحرب

استضافت مصر جولات متتالية بحضور وفود من قطر والأردن والأمم المتحدة، وبفضل ضغوط مصرية مدروسة.
انطلقت في 6 و7 أكتوبر 2025 جولة من المحادثات بين ممثلين عن الجانبين، في مدينة شرم الشيخ، تركزت فيها المرحلة الأولى من النقاشات على التوصل إلى اتفاق مرحلي لتبادل الأسرى والرهائن، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما تم السماح بإدخال المساعدات وتبادل الأسرى ووقف الغارات على المدن السكنية.

 

وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مدينتهم المنكوبة في غزة، في مشهد إنساني مؤثر أعاد إلى الأذهان حجم الدمار الذي خلّفته الحرب.


ففي اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ نحو نصف مليون فلسطيني صباح السبت العودة إلى أحيائهم المدمّرة، بينما تتأهب الأطراف المعنية لمرحلة جديدة من تنفيذ الاتفاق، تشمل تسليم الرهائن صباح الإثنين المقبل.

قمة السلام فى أرض السلام “ شرم الشيخ”

وفي تطور سياسي بارز، أعلنت الرئاسة المصرية مساء السبت عن عقد قمة دولية للسلام حول غزة يوم الإثنين المقبل من أكتوبر الجاري في مدينة شرم الشيخ للتجه أنظار العالم إلى مدينة السلام شرم الشيخ، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة عدد كبير من قادة العالم.

 

وأكد بيان الرئاسة المصرية أن القمة، التي تُعقد تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام", تهدف إلى تثبيت الهدنة وبلورة رؤية دولية لإعادة إعمار غزة واستئناف مسار السلام في الشرق الأوسط.

 

ومن المقرر أن يشارك في القمة كلٌّ من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية.

 

وتأتي هذه القمة في وقتٍ يشهد فيه قطاع غزة حالة ترقب كبيرة، بين آمال الفلسطينيين ببدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، وتطلع المجتمع الدولي لترسيخ الهدوء وتحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى سلام دائم يعيد الأمل لشعبٍ أنهكته الحروب

 

استغرقت المفاوضات شهورًا، شهدت خلالها المنطقة تغيرات سياسية كبرى، إلى أن نجحت مصر في مطلع أكتوبر 2025 في جمع الأطراف المعنية في مفاوضات حاسمة بشرم الشيخ أرض السلام، توصلت إلى اتفاق غزة 2025.

 

جاء اختيار شرم الشيخ  بسيناء ، لاستضافة القمة كونها الأرض التي شهدت أول حوار بين الله ونبيه موسى، والأرض التي عرفت الحرب والسلام معًا، اليوم، تعود سيناء لتكون أرض الرسالة من جديد، حيث يلتقي العالم على أرض مصر بحثًا عن نهاية عادلة لأطول صراع في الشرق الأوسط.