أحمد كريمة يروي قصة لقاء الفاروق عمر بامرأة عجوز أثناء عودته من الشام
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، عن عدل فاروق الأمة، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكيف كان اهتمامه بالرعية نموذجا فريدا في تاريخ الحكم، مستعرضا مجموعة من القصص والأحداث التي تُجسد المسؤولية المباشرة للخليفة، بدءاً من تفضيله تسلم مفاتيح بيت المقدس بنفسه، دون غيرها من الأمصار المفتوحة، لأهمية المكان.
وروى الدكتور أحمد كريمة، خلال لقاء تليفزيوني، قصة لقاء عمر رضي الله عنه بامرأة عجوز أثناء عودته من الشام، حيث كانت لا تعرفه، وسألها عن حالها مع الخليفة، فأجابت: "والله لم يصل إليّ درهم ولا دينار منذ ولي أمر المسلمين.. كيف يلي أمرنا ولا يعرف بنا؟"
وبدلاً من أن يكشف عن هويته، ساومها عمر على مظلمتها، قائلاً: "بكم تبيعيني مظلمتك من عمر؟"، حتى اتفق معها على مبلغ 25 ديناراً من الذهب، مبرراً تصرفه النادر بالقول: "أفعل هذا رحمة بعمر من عذاب الله"، وبعد أن كاد أن يبرأ من ذمته بكتابة وثيقة على قطعة قماش من أسفل جلبابه، شهد عليها علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، أوصى ابنه قائلاً: "يا بني إن أنا مت، فضع هذه الرقعة بين لحمي وبين كفني، ألقى بها ربي يوم القيامة".
وتناول حرص الخليفة على تفقد أحوال الأطفال، مستشهداً بقصة الطفل الباكي ليلاً، حين اكتشف عمر أن الأم كانت تُكره طفلها على الفطام لكي تستحق له عطاء من بيت مال المسلمين، الذي كان مخصصاً فقط لمن فطم، وحينها بكى عمر قائلاً: "كم أمتّ من أطفال المسلمين يا ابن الخطاب"، وأمر مناديه بأن ينادي بـ"جعل عطاء في بيت مال المسلمين لكل مولود في الإسلام" فور ولادته.
وفي مجال الإصلاح الإداري، أشار الدكتور كريمة، إلى إنشاء عمر الدواوين، مثل "ديوان الجند" لتسجيل أسماء المقاتلين وتخصيص رواتب لهم، و"ديوان بيت المال"، مؤكدًا على المبدأ الذي أرساه عمر في توزيع العطاء، برفضه التسوية بين الناس كما فعل أبو بكر، قائلاً: "لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه، فكان عطاء السابقين في الإسلام كأهل بدر والعقبتين يفوق عطاء مسلمة الفتح.



