الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

لماذا خسِر ترامب جائزة نوبل للسلام 2025 رغم" ترويجه" بإيقاف 7 حروب؟

الجمعة 10/أكتوبر/2025 - 02:02 م
جائزة نوبل للسلام
جائزة نوبل للسلام

الفائز بجائزة نوبل للسلام 2025.. منحت لجنة نوبل النرويجية جائزة نوبل للسلام 2025 إلى الفنزويلية مارينا كورينا ماشادو، حسبما نقلته وسائل إعلام.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يأمل في التتويج بالجائزة مدعياً ،«أنهى سبع حروب»،  ويسعى أن «يُنهي حربًا ثامنة» إذا أنهت خطته للسلام الحرب في غزة.

من جانبه قال الخبير في الشؤون الدولية الأمريكية أحمد سيد أحمد، إن عدم فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام لعام  2025، يعود إلى مجموعة من الأسباب الشكلية والموضوعية، رغم التوقعات الواسعة التي رُوّجت لاحتمال حصوله على الجائزة.

مبررات غير كافية لمنح ترامب جائزة نوبل

وأوضح أحمد سيد أحمد في تصريحات لـ مصر تايمز، أن الرئيس ترامب كان يروّج لنفسه باعتباره الأحق بجائزة نوبل للسلام، مستنداً إلى ما وصفه بإنهاء عدد من النزاعات الدولية، منها الصراع بين الهند وباكستان، وبين الكونغو ورواندا، وكذلك بين إسرائيل وإيران، فضلاً عن دوره في وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن تلك المبررات بحسب الخبير لم تكن كافية لترجيح كفته لدى لجنة نوبل.

وأضاف أحمد ، أن الأسباب الشكلية لعبت دوراً أساسياً في استبعاده .
من الترشح، موضحاً أن  آخر موعد لقبول الترشيحات هو 31 يناير من كل عام، بينما لم يكن ترامب قد استكمل خطوات يمكن أن تؤهله للترشح في هذا التوقيت، إذ إن أغلب تحركاته السياسية المرتبطة بملفات السلام جاءت بعد هذا الموعد.

 

الفائز بجائزة نوبل للسلام 2025 

وتابع، إن نظام الجائزة لا يسمح للمرشح بترشيح نفسه، بل يتم ذلك من خلال مؤسسات وشخصيات معتمدة، ولم يتقدم أحد رسمياً بترشيح ترامب هذا العام، رغم دعوات بعض السياسيين،  بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمنحه الجائزة.

وأشار الخبير والمحلل السياسي إلى أن الأسباب الموضوعية، لا تقل أهمية، فمعايير جائزة نوبل للسلام تعتمد على مدى مساهمة الشخصية أو المنظمة في دعم السلام العالمي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومحاربة التمييز والعنصرية، وتمكين المرأة، وغيرها من القيم الإنسانية.

وأوضح،  أن هذه المعايير لم تنطبق على الرئيس ترامب بشكل واضح، سواء خلال ولايته الأولى أو في تحركاته الأخيرة.

معايير جائزة نوبل للسلام 2025 لا تنطبق على ترامب

ولفت إلى أن ما يصفه ترامب بـ«إنهاء سبعة حروب» لا يعكس الواقع بدقة، موضحاً أن بعض تلك النزاعات لم تكن حروباً فعلية، مثل ما ذكره عن الحرب بين مصر وإثيوبيا، كما أن دوره في أزمات أخرى كان محدوداً أو ثانوياً، في ظل وجود وساطات دولية متعددة.

وأضاف أحمد أن بعض سياسات ترامب الخارجية أثارت تحفظات كبيرة داخل الأوساط الدولية، خاصة فيما يتعلق بـانسحابه من منظمات الأمم المتحدة مثل «اليونسكو» واتفاقيات المناخ، وتقويضه لجهود السلام متعدد الأطراف، الأمر الذي جعل لجنة نوبل تتعامل مع ملفه بكثير من التحفظ.

كان مالك فرنسيس، وهو عضو بارز في الحزب الجمهوري الأمريكي، قد أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو المرشح الذي يستحق جائزة نوبل للسلام لعام 2025، شدّداً على أن جهوده الدبلوماسية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية، وخاصة في غزة، تتفوق جوهرياً على ما يعرضه الرئيس السابق دونالد ترامب من إنجازات، التي وصفها بأنها مدفوعة بمكاسب شخصية وسياسية.

قال فرنسيس في لقاء مع قناة القاهرة الإخباريةإن ترامب يتصرّف كما لو أنه يستحق جائزة عن كل خطوة يخطوها، وإن منحه نوبل سيكون وصمة عار للمؤسسة التي تمنحها، خصوصاً في ظل تواطؤ إدارته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب رأيه.

واعتبر أيضاً أن ما يُمنح من جائزة نوبل في السنوات الأخيرة بات مرهوناً بإرادات سياسية إعلامية أكثر من كونه تكريماً لأعمال فعلية ترسخ السلام، مستشهداً بحالات مثل باراك أوباما وياسر عرفات، رغم استمرار النزاعات في فترات تكريمهم.
يرى فرنسيس أن السيسي يبذل جهوداً مستمرة لمنع تهجير فلسطينيين، والمحافظة على وجود المدنيين في غزة من خلال تحرّكاته الإنسانية والدبلوماسية

جذور الجائزة ومعاييرها

تعود قصة الجائزة إلى ألفريد نوبل، الصناعي والمخترع السويدي الذي قرر في وصيته تخصيص ثروته لإنشاء جوائز تُمنح «لمن قدموا أعظم المنافع للبشرية»، بحسب شبكة CBS News.
 

ونصت وصيته على أن جائزة السلام تُمنح للشخص الذي قدّم أكبر الجهود في تعزيز الأخوة بين الشعوب، وتقليص التسلح، وتنظيم مؤتمرات السلام الدولية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الجائزة رمزًا لتكريم الجهود السياسية والإنسانية التي تخدم السلام العالمي.

يشار إلى أن الناطق باسم مؤسسة نوبل النرويجية، إريك أوسايم، كان قد أكد سابقاً لوكالة «فرانس برس»، «عُقد الاجتماع الأخير للجنة نوبل الاثنين الماضي»، مؤكداً،  «وقد وضعت اللمسات الأخيرة الإثنين الماضي، لكننا لا نحدد مطلقا متى تتخذ لجنة نوبل قرارها»