عاجل| استقالات جماعية واتهامات بالإقصاء وبيع المقاعد.. الأزمات تعصف بالأحزاب قبل انطلاق ماراثون انتخابات النواب 2025

مشهد حزبي مرتبك ينذر بتحولات حاسمة في خريطة البرلمان المقبل

مستقبل وطن على صفيح ساخن

حماة وطن في قلب العاصفة

أمانة كفر الشيخ بالعدل: الحزب مات.. والمبادئ غابت

أزمات داخلية من شأنها تفككك تحالف الأحزاب المصرية

الوفد يطير على جناح يمامة
 

مع  انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025، تعصف بالأحزاب السياسية في مصر موجة غير مسبوقة من الأزمات الداخلية، استقالات جماعية، واتهامات بالإقصاء وبيع المقاعد، وصراعات علنية واتهامات بالفساد، في مشهد سياسي مشتعل ينذر بتحولات قد تعيد رسم خريطة التوازنات البرلمانية بالكامل.

من حزب مستقبل وطن، الذي ظل لسنوات القوة السياسية الأكثر حضورًا في البرلمان، إلى حماة الوطن والعدل والجبهة الوطنية، تتوالى الانشقاقات والاستقالات والانتقادات، بينما يواجه تحالف الأحزاب المصرية خلافات عميقة بشأن خوض الانتخابات على المقاعد الفردية.

مستقبل وطن يفقد قياداته وسط اتهامات بالإقصاء

في محافظة أسوان، تقدم 7 من قيادات حزب مستقبل وطن باستقالاتهم فور إعلان قائمة مرشحي الحزب للانتخابات المقبلة، وجاءت البداية من أمين الحزب بمركز نصر النوبة، وتوالت بعدها استقالات أمين مركز إدفو وأمين المجالس المحلية، وآخرين، بوعضهم أعلن نيته خوض الانتخابات كمستقل بعد "تهميشه" داخل الحزب.

في موازاة ذلك، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بعد غياب عدد من الأسماء البرلمانية اللامعة عن القوائم الأولية للحزب، مثل:طارق رضوان، محمود حسين، فخري الفقي، أحمد السجيني، محمد الحسيني، محمد السلاب، عبد الهادي القصبي، مايسة عطوة، رياض عبد الستار، وأحمد عثمان، وعلاء عابد.

وسط هذه العاصفة، خرج القيادي السابق في الحزب المهندس سامي حربي برسالة نارية للمستبعدين، قال فيها:"قلنا لكم احترموا كرامتكم فلم تسمعوا… من صنع الفرعون عليه أن يصرفه".

ووجهت منى صدقي مازن، الأمين العام المساعد للحزب بسوهاج، انتقادات لاذعة، متهمة الحزب بـإقصاء الكفاءات لصالح وجوه غير معروفة، وطالبت بمراجعة آليات الاختيار لضمان تمثيل حقيقي للكوادر.

وفي البحيرة، أعلن حسام زهدي الطنيخي انسحابه من الترشح بعد أيام من إعلانه خوض الانتخابات، كما أعلن النائب الأسبق إيهاب غطاطي اعتزاله السياسة نهائيًا بعد ساعات من إعلان ترشحه عن دائرة الهرم.

تم توجيه ضربة أخرى للحزب بعد القبض على القيادي محمد عبد الحكيم الناعوتي، أمين عام الحزب بمصر القديمة، بتهمة توظيف الأموال في عمليات مالية مشبوهة.

حماة الوطن: استقالات جماعية واتهامات ببيع مقاعد البرلمان

لم يكن المشهد أقل حدة داخل حزب حماة الوطن، الذي تلقى ضربة موجعة بعد استقالة جماعية لأمانة الوراق بالكامل، احتجاجًا على ترشيح مرشحين من خارج الحزب، أثارت الاستقالة  جدلًا واسعًا بعدما اتهمت العضوة المستقيلة حنان شرشر الحزب بطلب 25 مليون جنيه مقابل مقعد برلماني.

وفي الفيوم، تقدم النائب ممدوح الحسيني، الأمين العام المساعد للحزب، باستقالة جماعية له ولأمانتي مركزي سنورس وسنهور، مؤكدًا أن المال السياسي طغى على الكفاءة، قائلاً: "بذلنا الغالي والنفيس لنرتقي بالحزب، فقوبلنا بالتهميش وإنكار الجهود".

العدل في كفر الشيخ: الحزب مات.. والمبادئ غابت

في كفر الشيخ، فجّرت أمانة حزب العدل قنبلة سياسية، بعدما أعلنت استقالة جماعية مرفقة ببيان حمل عبارات شديدة اللهجة، جاء فيه: "لقد انحرف الحزب عن مساره الوطني والاجتماعي وتحول إلى كيان نخبوي مغلق تحكمه المصالح والديكتاتورية"

وأضاف: "نؤمن أن الأوطان لا تُبنى بالولاءات الزائفة، بل بالصدق والمواقف، وأن الكرامة الحزبية جزء من كرامة الوطن. عاشت مبادئ العدل وسقطت الديكتاتورية الحزبية".

الجبهة الوطنية في بني سويف: الحزب وُلد عملاقًا ويموت بالتصرفات الفردية

لم تسلم الجبهة الوطنية من رياح الانقسام، فقد أعلنت أمانة مركز الواسطى بمحافظة بني سويف استقالة جماعية، بسبب تعنت أمين عام الحزب بالمحافظة، وغياب الدعم المعنوي والمادي.

وجاء في بيان الاستقالة: "شاركنا من أجل المبادئ لا المصالح، وحين غابت المبادئ وحضر المال السياسي، أصبح الانسحاب هو الخيار الوحيد احترامًا لضمائرنا وتاريخنا"

وشملت الاستقالة كافة الأمانات النوعية والوحدات الحزبية بالمجالس القروية، في تصعيد غير مسبوق.

تحالف الأحزاب المصرية.. أزمة داخلية تبحث عن توافق قبل انطلاق السباق

في ظل هذا المشهد المربك، يشهد تحالف الأحزاب المصرية، المكون من 42 حزبًا، خلافات حادة حول آليات المشاركة في الانتخابات، خاصة على المقاعد الفردية.

ودعا النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل وأمين عام التحالف، إلى عقد اجتماع طارئ عقب تلقيه اتصالات مكثفة من رؤساء الأحزاب، لمناقشة مستقبل المشاركة السياسية وتمثيل قيادات التحالف في البرلمان المقبل.

أعضاء بالهيئة العليا لحزب الوفد يطالبون رئيس الحزب بالاستقالة ويدعون لتغيير القيادة

في تطور لافت داخل المشهد الحزبي المصري، طالب عدد من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، في بيان رسمي شديد اللهجة، رئيس الحزب عبدالسند يمامة بتقديم استقالته الفورية، مؤكدين أن المرحلة الراهنة تتطلب تغييرًا جذريًا في القيادة يعكس إرادة جموع الوفديين.

وأوضح البيان أن الحزب يعيش مرحلة دقيقة تستدعي مراجعة شاملة للمسار السياسي والتنظيمي، مشيرًا إلى ما التراجع الكبير في الأداء العام للحزب، وفشله في تحقيق تمثيل فعّال ضمن القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب 2025.

ووجّه الموقعون على البيان انتقادات حادة لرئيس الحزب، متهمين إدارته بغياب المؤسسية، وافتقاد آليات الحوار الداخلي، بالإضافة إلى ضعف واضح في التواصل مع الشارع، وهو ما انعكس، بحسب البيان، على الحضور السياسي للحزب خلال السنوات الأخيرة.

وعبّر البيان عن قلق متزايد داخل صفوف الوفديين من حالة الغموض التي تحيط بالشؤون المالية للحزب، مطالبين بكشف آليات الإنفاق وتقديم تقرير شفّاف عن الوضع المالي والإداري.

وأضاف أعضاء الهيئة العليا أن استمرار الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى مزيد من التآكل في شعبية الحزب، مؤكدين أن الوقت قد حان لتحرك داخلي حاسم يعيد لحزب الوفد توازنه ودوره التاريخي في الحياة السياسية المصرية.

ودعا البيان إلى ضرورة تشكيل لجنة مستقلة تتولى الإعداد لدعوة الجمعية العمومية للحزب من أجل انتخاب رئيس جديد، يكون قادرًا على إعادة الروح للحزب، وترسيخ مبادئه التي قامت على التعددية والديمقراطية واحترام المؤسسات.