في ذكرى نصر حرب أكتوبر الـ52.. حكايات إنسانية من حياة الرئيس الراحل "السادات" بين أهله بميت أبو الكوم
في أجواء مفعمة بالوفاء والحنين، ومن داخل متحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، كشف الشيخ إبراهيم الدسوقي، إمام مسجد الرئيس وأحد أبناء القرية الذين تكفل السادات بتعليمهم تزامنَا مع الاحتفال بالذكرى الـ52 لنصر أكتوبر المجيدة، عن جوانب إنسانية مؤثرة في حياة الزعيم الراحل، مؤكداً أن علاقته بأهل قريته تجاوزت حدود السياسة لتلامس أعماق الروح والوجدان.
تعليم بلا مقابل.. ورعاية ممتدة

أكد الشيخ الدسوقي أن الرئيس السادات لم يقتصر فضله على تعليمه شخصياً، بل تكفل بتعليم 50 شاباً وفتاة من أبناء القرية في المرحلة الجامعية، في تخصصات متنوعة شملت الشريعة والقانون، الهندسة، الطب، والتجارة. وكان يمنحهم مبالغ مالية تكفيهم لشراء الكتب وتغطية تكاليف السكن والمعيشة، قائلاً لهم دائمًا: "أنتم أبنائي، أبناء قرية ميت أبو الكوم."
تنمية القرية.. من الطوب النيئ إلى التطوير
وفي إطار حرصه على تطوير قريته، أشار الدسوقي إلى أن السادات تبرع بكامل إيرادات كتابه "البحث عن الذات" وجائزة نوبل للسلام لصالح تنمية ميت أبو الكوم، التي كانت مبنية بالطوب النيئ، دون أن يحتفظ لنفسه بجنيه واحد.
قائد متواضع.. وأب حنون
وصف الشيخ الدسوقي الرئيس بأنه كان "أخاً" لمن هم في سنه و"أباً" لمن هم أصغر منه، وكان يرفض اصطحاب الحرس أثناء تجواله في القرية، قائلاً لقائدهم: "إذا كان الحرس في رئاسة الجمهورية ألف أو ألفين، فأنا أمتلك 10,000 حارس في قرية ميت أبو الكوم."
روحانيات السادات.. صلاة الفجر بلا حراسة

لم تقتصر علاقة السادات بالقرية على الجوانب المعيشية، بل امتدت إلى الروحانيات، حيث كان يحرص على أداء صلاة الفجر في أحد ثلاثة مساجد دون حراسة: المسجد العام في ميت أبو الكوم، مسجد السيد البدوي (يبعد 20 إلى 25 كم)، أو مسجد الشهيد سيدي الشبل (يبعد 10 كم).
موقف حاسم في خطبة الجمعة
وفي موقف يعكس احترامه لأهل قريته، أصر السادات على أن يكون الشيخ الدسوقي خطيباً لخطبة الجمعة، رغم وجود وزير الأوقاف ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر، مؤكداً أن قراره لا رجعة فيه.
وفاء للمعلم.. كرسي خاص للشيخ عبد الحميد عيسى

وكشف الدسوقي عن سر يدل على تقدير السادات لمعلمه الشيخ عبد الحميد عيسى، الذي علّمه القرآن الكريم. فقد أمر بصنع كرسي كبير خصيصاً له داخل المتحف، نظراً لانحناء ظهره بسبب كبر السن، حتى لا تعلو رؤوس ضيوف الرئيس رأس الشيخ، قائلاً: "لا يوجد أحد، حتى لو كان أكبر رئيس، رأسه تبقى أعلى من رأس الشيخ عبد الحميد عيسى."
السادات في قلوب الجميع
واختتم الشيخ الدسوقي حديثه قائلاً إن صورة الرئيس السادات تملأ كل بيت في القرية، حيث يشعر كل مواطن بأنه "حتة منك"، وكان أباً للكبير وأخاً لمن في سنه.



