قيادي بحزب العدل لـ "مصر تايمز": المعارضة ليست ضد الدولة.. والأحزاب عاجزة عن بناء قاعدة جماهيرية واسعة
أكد عبد الغني الحايس، مساعد رئيس حزب العدل للاتصال السياسي، أن الأحزاب السياسية تلعب دورًا محوريًا في دعم الحياة السياسية والتحول الديمقراطي، باعتبارها الوسيط بين الشعب والسلطة، إذ تنقل هموم المواطنين وتطلعاتهم وتقترح السياسات البديلة التي تعبر عن احتياجات الشارع المصري.
قيادي بـ حزب العدل: المعارضة ليست ضد الدولة
وأوضح الحايس في تصريح خاص لـ "مصر تايمز" أن لكل حزب برنامجه وأهدافه التي يفترض أن تشكل الأساس لعلاقته بجمهوره، متسائلًا: هل نجحت الأحزاب بالفعل في تكوين ظهير شعبي حقيقي مؤمن بأفكارها وبرامجها؟، مشيرًا إلى أن هذا الظهير الشعبي هو جموع الناخبين الذين يعبرون عن ثقتهم بالأحزاب في صناديق الاقتراع.
وقال الحايس: "علي الأحزاب السياسية أن تعيد بناء الثقة بين المواطن والأحزاب السياسية، وأن تسعى إلى كسب ثقة المواطنين تأييدا لمواقفها وبرامجها، ولا تبني الديمقراطية الا من خلال التعددية السياسية الحقيقية، وقيام حياة حزبية حيوية نشيطة، واتمني اليوم التي يذهب فيه الناخبين لاختيار الحزب السياسي طبقا لقناعاته وايمانه ببرنامجه.
وشدد على انه يجب أن يكون البرلمان القادم واضح به التعددية السياسية ليسمح بأصوات مختلفة تقدم سياسات اخرى بديلة، فالمعارضة ليست نقص ولسنا ضد الدولة بل داعمين لها انما نختلف في السياسات وطرق التطبيق.
وقال إن التجارب الديمقراطية الراسخة في العالم تقوم على تصويت الناخب للحزب الذي ينتمي إليه، لأنه يؤمن بأفكاره وبرنامجه السياسي، ويعلم أنه يستطيع محاسبته حال إخفاقه، بينما في مصر ما زال التصويت يعتمد في كثير من الأحيان على الاعتبارات العائلية والقبلية والمال السياسي، فضلًا عن الوعود الخدمية التي يقدمها بعض المرشحين خارج اختصاصهم النيابي، ما يؤدي إلى انصراف النائب عن دوره التشريعي والرقابي ليتحول إلى "نائب خدمات".
الحايس: الأحزاب في مصر ما زالت عاجزة عن بناء قاعدة جماهيرية واسعة مؤمنة بأفكارها
وأضاف مساعد رئيس حزب العدل أن الأحزاب في مصر ما زالت عاجزة عن بناء قاعدة جماهيرية واسعة مؤمنة بأفكارها، مؤكدًا أن بعض أحزاب الأغلبية تمتلك حضورًا برلمانيًا كبيرًا، لكن التساؤل يبقى حول مدى إيمان قواعدها الشعبية ببرامجها ومبادئها، مؤكدًا ان أحزاب أخرى استسلمت لعجزها، وابتعدت عن الشارع دون محاولة التواصل الحقيقي مع المواطنين.
وأشار "الحايس" إلى أن بعض الأحزاب التي نشأت بعد ثورة يناير، مثل حزب العدل والمصري الديمقراطي الاجتماعي، سعت بجدية لإثبات وجودها والمشاركة في القضايا الوطنية، وقدمت سياسات بديلة وبرامج واضحة، وأعلنت مواقفها من مختلف الملفات الداخلية والخارجية، داعمةً الدولة المصرية في مواجهة التحديات، ومعتبرة نفسها أحزابًا إصلاحية تمثل المعارضة الوطنية، التي تختلف في الرؤى والسياسات ولكنها لا تعارض الدولة.
وشدد على ضرورة منح هذه الأحزاب مساحات معقولة للتعبير عن أفكارها وبرامجها لتعزيز التعددية السياسية والديمقراطية الحقيقية، موضحًا أن النظام الانتخابي الحالي الذي يعتمد على القائمة المطلقة والنظام الفردي لم يمنح هذه الأحزاب فرصًا كافية للتمثيل البرلماني، مؤكدًا أن تبني نظام القوائم النسبية سيحقق التعددية السياسية المطلوبة ويضمن النسب الدستورية المنصوص عليها.
ودعا الحايس الناخبين إلى تحمّل مسؤوليتهم الوطنية في اختيار من يمثلهم بوعي، من خلال البحث في خلفيات المرشحين وتوجهاتهم وبرامجهم الحزبية، مؤكدًا أن التصويت حق دستوري وواجب وطني لا يجب التهاون فيه، وأن على المواطنين المشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار من يعبر عن مصالحهم الحقيقية.
وفي ختام حديثه، شدد على أن بناء الديمقراطية لن يتحقق إلا من خلال حياة حزبية نشطة وتعددية سياسية حقيقية، مؤكدًا أمله في أن يأتي اليوم الذي يصوّت فيه المواطن المصري للحزب الذي يؤمن ببرنامجه، وأن يعكس البرلمان القادم تنوعًا سياسيًا يعبر عن مختلف الأصوات والتيارات.
القائمة الوطنية تخلي 46 دائرة للمعارضة
جاء حديث عبد الغني الحيث بعد ان توافقت أحزاب القائمة الوطنية خلال اجتماعها النهائى، بمقر حزب مستقبل وطن، على إخلاء نحو 46 دائرة فردية لأحزاب المعارضة والمستقلين فى المحافظات للمنافسة عليها.




