رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق يكشف لـ"مصر تايمز" أبرز أساليب الخداع الاستراتيجي التي حققت نصر أكتوبر (حوار)
تحل اليوم الذكرى الـ 52 لانتصار حرب أكتوبر المجيدة، ذلك النصر الذي حققته القوات المسلحة المصرية على العدوان الإسرائيلي، ويُعد عبور قناة السويس لحظةً فارقة في تاريخ الحرب، إذ جسد قوة الإرادة وصلابة عزيمة الجيش المصري الذي استطاع فيها أن يعيد للعسكرية المصرية والعربية كرامتها بعد سنوات من الاحتلال.
وفي إطار الحديث عن حرب أكتوبر التي شاركت فيها كل مؤسسات الدولة والشعب، أجرى موقع "مصر تايمز" حوارًا صحفيًا مع اللواء محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق وأحد المشاركين في حرب أكتوبر، للحديث عن أبرز أساليب الخداع الاستراتيجي التي حققت نصر أكتوبر، وإلى نص الحوار.
حدثنا عن الدور الذي لعبه سلاح الحرب الكيميائية في معركة العبور المجيدة؟
سلاح الحرب الكيميائية كان أحد الأسلحة المهمة في القوات المسلحة في الحرب، ولعب دورًا فعالًا في معركة العبور المجيدة، بيما كانت مهمة هذا السلاح عبارة عن تأهيل وتدريب القوات المسلحة على القتال تحت ظروف استخدام العدو أسلحة الدمار الشامل.
إسرائيل هي العدو الرئيسي لمصر، وكانت تستخدم أسلحة محرمة دوليًا في حربها على البلاد، بينما شاركت القوات المسلحة في موجات العبور الأولى باستخدام سلاح قاذف اللهب الخفيف الذي كان يُستخدم لتقليل الروح المعنوية للعدو وإشعال الحرائق داخل النقاط القوية، ما أدى إلى استسلامها رغم سقوط عدد كبير من الشهداء من وحدات الحرب الكيميائية في هذا اليوم.
كيف شارك سلاح الحرب الكيميائية فعليًا في موجات العبور الأولى؟
الحرب الكيميائية استخدمت صواريخ دخان لتعمية نقاط ملاحظة العدو على خط بارليف لمدة 15 دقيقة، وهو ما أتاح للقوات المصرية تنفيذ مخططاتها واقتحام الدفاعات المعادية بنجاح.
والسلاح الكيميائي كان له دورا بارزا في إخفاء الكباري الحقيقية والخداعية التي عبرت عليها الدبابات المصرية، عبر إنشاء سحب دخانية تحجب الرؤية عن طائرات العدو وتقلل من فرص استهدافها.
كيف استخدمت إسرائيل الحرب النفسية في الضغظ على المصريين؟
الحرب النفسية والشائعات التي شنتها إسرائيل قبل الحرب بعامين، عندما قامت في أكتوبر 1971 بتجربة اشعال قناة السويس بالنيران لبث اليأس في نفوس الجنود المصريين، خاصة أن حرارة اللهب آنذاك بلغت نحو 700 درجة مئوية، وارتفع لخمسة أمتار.
حرب أكتوبر هدمت نظرية الأمن الإسرائيلي وكسرت ذراع إسرائيل الطولى، وكانت معجزة على أي مقياس عسكري، مؤكدًا ان هذا حدث بفضل الجندي المصري البطل وروحه القتالية العالية.
ويعد اختيار توقيت ساعة الصفر يوم السادس من أكتوبر والساعة الثانية ظهرًا كان جزءًا من عبقرية خطة الخداع الاستراتيجي.
كيف ساهم نصر أكتوبر في تحقيق انتصارات لاحقة مثل تحرير سيناء من الإرهاب؟
روح أكتوبر المتمثلة في العزيمة والصبر والمصابرة هي التي مكنت المصريين من تحرير سيناء من الاحتلال، ثم تطهيرها من الإرهاب خلال العملية الشاملة.
حرب أكتوبر ما زالت تُدرَّس في الأكاديميات والمعاهد العسكرية لقوة التخطيط العسكري وعبقرية التنفيذ، مشيرًا إلى أن سلاح الحرب الكيميائية ساهم في إعداد وتأهيل القوات المسلحة للتعامل مع أسلحة الدمار الشامل، من خلال منظومات استطلاع وتطهير متقدمة، وتجهيز كل جندي بمهمات وقاية شخصية وقناع واقٍ يتم ارتداؤه في ثوانٍ معدودة.
كيف تقيمون قدرة الجيش المصري اليوم مقارنة بعام 1973؟
القدرة القتالية للجيش المصري اليوم تضاعفت مئة مرة عمّا كانت عليه في عام 1973، وتنوع مصادر التسليح عزز من قوة القوات المسلحة حتى أصبحت في المرتبة الثانية عشرة عالميًا.
على الشعب المصري أن يطمئن ويثق لأن جيشه قادر على مواجهة أي خطر يهدد الأمن القومي.





