مستشار وزير الصحة للأشعة: الأشعة التدخلية تعالج الجلطات والسرطان دون جراحة
أكد الدكتور محمد فوزي، مستشار وزير الصحة للأشعة، أن التطور السريع في مجال الأشعة التدخلية يمثل طفرة طبية كبرى في طرق التشخيص والعلاج، موضحًا أن هذا التخصص لا يُعد بديلًا عن الجراحة، بل هو امتداد وتطور طبيعي لها، إذ يسمح بعلاج العديد من الأمراض دون الحاجة إلى فتح جراحي أو لمس جلد المريض.
وقال فوزي، خلال لقائه في برنامج "ملفات طبية" على قناة الشمس، إن الاتجاه العالمي في الطب حاليًا يسير نحو تقليل التدخل الجراحي، بدءًا من العمليات الجراحية المفتوحة، إلى المناظير، ثم إلى الأساليب الأقل تدخلًا مثل الأسطرة والأشعة التدخلية، وصولًا إلى العلاجات غير التدخلية بالكامل.
وأضاف موضحًا: "زمان كان المريض بيشيل المرارة بالجراحة المفتوحة، دلوقتي بيشيلها بالمنظار. ومع التطور الطبي الكبير، بقينا بنعالج أمراض كتير من غير ما نفتح الجلد ولا نلمس المريض، زي الأسطرة القلبية اللي حلت محل جراحات القلب المفتوح في حالات كثيرة."
وأشار مستشار وزير الصحة إلى أن الأشعة التدخلية أصبحت تُستخدم الآن في علاج أمراض متعددة تشمل الغدة الدرقية، والدوالي، وأورام الكبد والرحم والبروستاتا، فضلًا عن التطور الكبير في علاج أمراض المخ والأعصاب، حيث تُستخدم الأسطرة المخية في علاج الجلطات وتمدد الشرايين وتركيب الدعامات بدقة عالية.
وكشف الدكتور محمد فوزي عن إنجاز طبي بارز يتمثل في إمكانية علاج مرض الشلل الرعاش بالأشعة التدخلية باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة من خلال جهاز يُعرف باسم “هايفو”، مشيرًا إلى أن هذا الجهاز لا يلامس الجلد مطلقًا، وإنما يرسل موجات مركزة على مناطق محددة في المخ لعلاج الخلل العصبي.
وقال فوزي: "التجارب العالمية أثبتت أن المريض المصاب بالشلل الرعاش يمكن أن يستعيد حركته بعد هذا النوع من العلاج. وإحنا في مصر بنسعى جاهدين لتوفير جهاز الهايفو قريبًا، لأنه يمثل نقلة نوعية في علاج الأمراض العصبية."
وأوضح أن نتائج الأشعة التدخلية أصبحت فورية في بعض الحالات، مستشهدًا بمرضى الجلطات المخية الذين "يصلون إلى الطوارئ وهم في حالة شلل كامل، وخلال إجراء الأسطرة المخية يبدأون في تحريك أطرافهم من جديد"، مؤكدًا أن هذه التقنية تُحدث "استجابة فورية ومبهرة" لدى كثير من المرضى.
واختتم الدكتور محمد فوزي حديثه بالتأكيد على أن الجراحة لن تختفي أبدًا من المجال الطبي، لكنها تتطور لتصبح أكثر دقة وأمانًا، مشيرًا إلى أن الأشعة التدخلية تمثل مستقبل الطب الحديث، لما توفره من علاج فعال وسريع التعافي، دون الحاجة إلى العمليات الجراحية التقليدية ومضاعفاتها.
