أعتراضات على إختيار الشاعر مدحت العدل رئيساً لمؤتمر أدباء مصر بالأقاليم
أثار السيناريست والشاعر مدحت العدل جدل كبيراً في الأوساط الثقافية وعلى صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، خلال الأيام الماضية، بعد اختياره رئيساً لمؤتمر أدباء مصر بالاقاليم، في دورته السابعة والثلاثين، والتي من المقرر انعقادها نهاية العام الحالي.
عن اختيار مدحت العدل رئيسا المؤتمر أدباء مصر
قال الشاعر جمال بخيت غبر صفحته "فيسبوك" إن انتخاب مدحت العدل رئيسا المؤتمر أدباء مصر لهذه الدورة والذي يحمل عنوان الأدب والدراما، في مقابل محمد السيد عيد اختيار غير موفق ويدل علي تراجع قيمة المؤتمر الذي ترأسه من قبل شوقي ضيف وعبد القادر القط وشكري عياد وطاهر أبوفاشا وفؤاد زكريا ورجاء النقاش ومحمود أمين العالم وعبد الوهاب المسيري وخيري شلبي وغيرهم ومع كامل احترامي للدكتور مدحت العدل لكني اري أن الأستاذ محمد السيد عيد هو الأنسب لعنوان المؤتمر مالم تكن هناك مصالح مشتركة أو تحقيق مكاسب شخصية وراء هذا الاختيار"

بينما نشر الروئي مصطفي البلكي عبر حسابه قال : "مدحت العدل رئيساً لمؤتمرأدباء مصر"

في المقابل، كتب الشاعر عمرو الشيخ عبر صفحته على فيسبوك تعليقًا لافتًا حول ما وصفه بـ "الحنجوري الثقافي" في الجلسة الختامية.
وقال لم أفاجأ بترشيح الدكتور مدحت العدل لرئاسة مؤتمر أدباء مصر (المعروف شعبيًا بمؤتمر أدباء الأقاليم)، فهو بما يملكه من شهرة وثروة وحضور واسع في دوائر التأثير، كان اختياره متوقعًا، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.
لكن ما أدهشني حقًا هو موافقته وقبوله بهذا المنصب، وما أدهشني أكثر هو حالة الغضب والاعتراض التي أبداها عدد من الأدباء في الأقاليم.
الحقيقة أن هذا المؤتمر، منذ تأسيسه وحتى اليوم، لم يحقق منجزًا يُذكر، وربما لن يحقق. لكنه ظل بالنسبة للكثيرين رحلة ثقافية خفيفة: إقامة في فندق مريح، أجواء ودودة، وجبات فندقية، جلسات مقاهٍ مجاورة لقاعة المؤتمر، ثم توصيات ختامية اعتاد الحضور ترديدها في كل دورة.

بينما رأى الكاتب والشاعر سعيد عبد المقصود ، أن المؤتمر تم "توريطه" باختيار الدكتور مدحت العدل رئيسًا على حساب شخصية أدبية كبرى، معتبرًا أن المسألة لم تكن تصويتًا على المنجز الأدبي بقدر ما جاءت نتيجة تدخلات وروابط سياسية وعائلية
وأضاف خلال منشور له عبر صفحته أن هذا المنصب كان جديرًا بأن يذهب إلى شخصية ذات حضور مباشر في المشهد الثقافي المصري.

وأكد عبد المقصود أن تعليقه لا يستهدف شخص مدحت العدل، الذي يملك رصيدًا مقدرًا في مجاله الفني، وإنما يستهدف منهجية الاختيار وما رآه من إقصاء لأسماء تستحق هذا الموقع.
ويبقى المشهد برمته أقرب إلى ما وصفه الرئيس الراحل أنور السادات حين قال إن التعامل مع المثقفين يحتاج إلى قدر خاص من الحكمة والعمق.
فيما كتب حول الجدل في اختيار رئيساً للمؤتمر أدباء مصر في الأقاليم" محمد السيد عيد لا يحتاج لكي يكون رئيسًا لأي مؤتمر، ولكن المؤتمرات هي التي تسعى إليه، الرجل له مسيرة طيبة وحافلة بالعطاء والإنجازات"

مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم
يُعد مؤتمر أدباء مصر أحد أهم الفعاليات الثقافية التي تُنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ انطلاقه في أوائل الثمانينيات (1983م).
و جاءت فكرته لتكون مظلة تجمع الأدباء والمبدعين من مختلف المحافظات، وخاصة أقاليم مصر، بهدف:
-إتاحة منصة للحوار الأدبي والثقافي.
- مناقشة قضايا الأدب والفكر والمجتمع.
- دمج الأقاليم في المشهد الثقافي الوطني.
- تكريم رموز الأدب والفن الذين تركوا بصمة في الثقافة المصرية.
ويقوم على إدارة المؤتمر الأمانة العامة التي تضم الأمين العام والأمناء المساعدين، إلى جانب لجان متخصصة (البحوث – الإعلام – التنظيم). يتم انتخاب أعضاء الأمانة العامة كل دورة من بين الأدباء والمثقفين.
- الأمانة العامة تشرف على وضع البرنامج، اختيار المحور الفكري، والتنسيق مع وزارة الثقافة.
- كل دورة تُسمى باسم شخصية أدبية كبيرة رحلت عن عالمنا، تخليدًا لمسيرتها.
رؤساء المؤتمر
منذ انطلاقه، ترأس المؤتمر عدد من رموز الفكر والأدب والفن في مصر. ومن أبرز الأسماء:
-الناقد د. صلاح فضل (في دورات سابقة).
-المفكر د. جابر عصفور
الكاتب الرحل صنع الله إبراهيم الذي كُرِّم وترأس إحدى الدورات.
- الفنان التشكيلي أحمد نوار (رئيس الدورة 36 بمحافظة المنيا).
- وأخيرًا، أعلن المؤتمر اختيار د. مدحت العدل رئيسًا لدورته السابعة والثلاثين (2025).
كما تقرر أن تكون شخصية الدورة المقرر انعقاده نهاية العام الأديب الكبير محمد جبريل.
تفاصيل هذه الدورة من المؤتمر
أعلنت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، اختيار الشاعر والسيناريست الكبير د. مدحت العدل رئيسا للمؤتمر في دورته السابعة والثلاثين، والمقرر انعقادها نهاية العام الحالي.
جاء قرار اختيار العدل خلال الاجتماع الأخير لأمانة المؤتمر، حيث حظي بموافقة أغلبية الأعضاء، وقد تواصل معه اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة الجهة المنظمة للمؤتمر؛ حيث أعرب د. مدحت العدل عن اعتزازه بالمؤتمر، وبالتعاون مع وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة في هذا الحدث الكبير.
ووجه العدل الشكر لأعضاء الأمانة العامة للمؤتمر، مشيرا إلى تقديره لاختيارهم إياه لرئاسة هذه الدورة المهمة، وكذلك لاختيارهم عنوان المؤتمر في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ المجتمع المصري وتحولاته المتسارعة، مؤكدا أنه سيعمل مع الأدباء على إنجاح المؤتمر والوصول به إلى المكانة اللائقة بمصر وأدبائها، وبما يعكس عراقة وريادة الدراما المصرية.
وأوضح الشاعر عزت إبراهيم، الأمين العام للمؤتمر أن اختيار د. مدحت العدل يأتي تقديرا لقيمته الكبرى ولارتباطه الوثيق بفنون الأدب والدراما، ولدوره البارز في المجالين الإبداعيين، خصوصا وأن عنوان المؤتمر ومحوره العام يدور حول "الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل"، ويناقش مشكلات ورؤى تطوير صناعة الدراما المصرية، وهو ما يدعم دور المؤتمر ويعكس اهتمامه بالقضايا الثقافية والفنية المعاصرة.
وكانت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، قد استقرت على اسم الأديب الكبير الراحل محمد جبريل ليكون شخصية الدورة المقبلة، وتم اختيار عنوان "الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل" عنوانا رئيسيا لهذه الدورة، ليكون إطارا جامعا لأعمال المؤتمر ونقاشاته، ويهدف المحور إلى تسليط الضوء على قضايا الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة، والبحث في التحديات.
وأكد اللواء خالد اللبان أن المؤتمر يعد الفعالية الثقافية الأهم في مجال النشاط الثقافي والأدبي وأنه بمثابة برلمان إبداعي لكتاب مصر وأن الهيئة على استعداد كامل لإنجاح هذه الدورة لاستكمال الدور الثري الذي يلعبه المؤتمر في الحركة الأدبية في مصر.
وأشار الشاعر د. مسعود شومان أن اختيار المؤتمر لهذا العنوان يؤكد حيويته واتصاله بقضايا جوهرية وطرح الأسئلة المهمة حول قضايا الدراما والأدب وسنقدم لهذه الدورة كل الدعم لخروجها بالشكل الذي يليق بمؤتمر عريق.
ومدحت العدل كاتب وشاعر وطبيب مصري، ولد في 13 يناير 1955 بمدينة المنصورة. بعد أن عمل في مجال الطب لمدة 11 عاما، قرر أن يتجه إلى عالم الفن، مختارا طريق الكتابة والإبداع، حيث قدم العديد من السيناريوهات والأغاني الثرية.
شارك في كتابة حوار فيلم "آيس كريم في جليم" عام 1992 وألف أغانيه، وهو الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا، وشارك في عدة أفلام أخرى مع المخرج خيري بشارة مثل "أمريكا شيكا بيكا"، إلى جانب عدد من الأفلام السينمائية البارزة منها: "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، "شورت وفانلة وكاب"، "همام في أمستردام"، و"الديلر". كما ألف عددا من الأغاني لنجوم الغناء في مصر والعالم العربي، وهو ينتمي إلى عائلة فنية تركت بصمات واضحة في الحقل الفني.
كتب العدل كلمات أغنيات لعدد من المطربين الكبار، من بينهم: عمرو دياب، محمد فؤاد، محمد منير، وسميرة سعيد. وصدر له ثلاثة دواوين شعرية هي: "رصيف نمرة خمسة" 2014، "شبرا مصر" 2017، و"فوضى المشاعر" 2021. ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين.
عزت إبراهيم
وعزت محمد إبراهيم عطا الله، شاعر عامية وكاتب وأديب وعضو اتحاد كتاب مصر، ولد في 23 ديسمبر 1964 بالشرقية. انتخب أمينا عاما لمؤتمر أدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين في 28 يوليو 2025. صدر له عدة دواوين شعرية منها بنحب موت الحياة 1999، حاجات مفقودة كتير 2000، مشهد قديم 2002، الروح اللي طلعت النهارده 2004، وأوضتين وصالة 2023. وفي أدب الطفل قدّم أعمالا مثل كوخ صغير وشجرة كبيرة 2006 وحكايات في محبة مصر 2016، إيد واحدة 2011، أرض الشمس 2017، وله نص مسرحي بعنوان الحلبة الخضراء 2009.
نال عزت إبراهيم، عدة جوائز منها جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة في الشعر العامي 1999 وجائزة مجلة النصر في أدب الطفل 2003. وشغل مناصب تحريرية وثقافية بارزة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وأسهم في تأسيس المحتوى الثقافي لموقع الهيئة وإدارة مشروعات كبرى مثل "المليون قارئ" و"كشك كتابك"، وشارك في إعداد فعاليات ثقافية كبرى مثل مؤتمر أدباء مصر ومحكى القلعة ومعرض القاهرة الدولي للكتاب.

