الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

طبول الحرب تدق.. مخاوف من انضمام روسيا وتركيا للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا

الإثنين 28/سبتمبر/2020 - 04:47 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الوقت الذي دعت جميع القوى الإقليمية والدولية، روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران والاتحاد الأوروبي، باستثناء تركيا حليفة باكو «عاصمة أذربيجان»، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفق ما ذكرت غالبية وسائل الاعلام الغربية، ما زالت هناك مخاوف متصاعدة من احتدام الازمة لتصل الي حد دخول تركيا وروسيا إلى حلبة النزاع العسكري.

وبلغت حصيلة قتلى المواجهات العنيفة بين اذربيجان وأرمينيا منذ أيام إلى 39 شخصا خلال 24 ساعة الماضية في منطقة "قره باغ" المتنازع عليها، بينما تدور مخاوف حول احتمال تحول النزاع المسلح إلى حرب بالوكالة بين كلاً من روسيا التي تؤيد أرمينيا، وتركيا المناصرة لأذربيجان. 

وتقع أرمينيا على الحدود الشرقية لتركيا، غير أن الأخيرة تؤيد أذربيجان في هذه الحرب، ما أدى إلى انزعاج أرمينيا ومطالبة أنقرة بعدم «إشعال الحرب»؛ فيما تميل موسكو إلى أرمينيا برغم محاولتها أن تبدو كطرف محايد بين الجانبين.

وأقرت وزارة الدفاع في منطقة "قره باغ" بمقتل 32 مسلحا منذ بداية المواجهات صباح أمس الأحد، وهي المنطقة التي تقع ضمن أراضي أذربيجان، ويقطنها غالبية من الأرمينيين.

وانتزع الانفصاليون الأرمينيون منطقة قره باغ من أذربيجان في حرب في التسعينات أودت بحياة 30 ألف شخص. كما لقي خمسة مدنيين أذربيجانيين ومدنيان أرمينيان من قره باغ مصرعهم، وفقا حصيلة أُعلن عنها الأحد.

خسائر في المعدات والأرواح

ولم تعلن أذربيجان عن خسائرها العسكرية. وقد تكون الخسائر أكبر بكثير، حيث يؤكد كل طرف أنه ألحق مئات الخسائر بالطرف الآخر، ونشر الجانبان صورا لدبابات مدمرة، وفق الوكالة الفرنسية. 

وأكدت باكو أنها قتلت 550 مسلحا معاديا فيما أوردت يريفان «عاصمة أرمينيا» أنها أودت بأكثر من 200 قتيل، كما ذكرت وزارة الدفاع في قره باغ أنها استعادت المواقع التي خسرتها في اليوم السابق، لكن أذربيجان أكدت أنها سيطرت على المزيد من الأراضي.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، البلد القوقازي الذي أنفق بسخاء على التسلح في السنوات الأخيرة بفضل الثروة النفطية، إن قواتها «قصفت مواقع العدو بالصواريخ والمدفعية والطيران وسيطرت على عدة مواقع إستراتيجية في ضواحي قرية تاليش»، مضيفة أن «العدو يتراجع»، كما اتهمت القوات المعادية بقصف أهداف مدنية في بلدة ترتار.

مواجهات دامية

وتتبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإشعال المواجهات الدامية، حيث تقول أذربيجان إنها شنت «عملية مضادة» ردا على «العدوان» الأرميني، مستخدمة القصف المدفعي والمدرعات والقصف الجوي على الإقليم الذي خسرته منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.

وأثارت هذه المعارك، وهي الأكثر دموية منذ العام 2016، قلقًا دوليًّا، حيث دعت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار.

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأحد، أذربيجان بـ«إعلان الحرب» على شعبه، فيما توعده الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بـ«الانتصار»، وأبدت تركيا دعمها الكامل لأذربيجان، واتهمت يريفان أنقرة بالتدخل السياسي والعسكري في الصراع، مشيرة إلى أنها ترسل مرتزقة وأسلحة تركية.

وقال رئيس إقليم "قره باغ"، أرايك هاروتيونيان، مساء الأحد إن «تركيا تقاتل ضد قره باغ وليس فقط أذربيجان»، مشيرا إلى وجود «مروحيات تركية وطائرات إف -16 وقوات ومرتزقة من دول مختلفة».

الأحكام العرفية
وموسكو، التي تحافظ على علاقات ودية مع الطرفين المتحاربين وتُعتبر الحكم الإقليمي الأبرز، دعت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وتعد روسيا أقرب إلى أرمينيا، حيث إن البلدين ينتميان إلى نفس التحالف العسكري الذي تهيمن عليه روسيا، منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وفشلت جميع جهود الوساطة التي بذلتها مجموعة «مينسك» في حل هذا النزاع، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة في شكل متقطع، كما حدث في العام 2016.

توترات مستمرة
وفي يوليو 2020، حصلت مواجهات بين الأرمينيين والأذربيجانيين لعدة أيام على حدودهما الشمالية. أدى هذا التصعيد القصير أيضًا إلى إثارة مخاوف من صراع دائم وشهد على التوترات المتزايدة لأشهر.

وأعلنت الدولتان الأحكام العرفية، وأقرت أرمينيا التعبئة العامة، فيما فرضت أذربيجان حظر تجول في جزء كامل من البلاد، وبخاصة في العاصمة باكو.

وتثير حرب مفتوحة بين البلدين المخاوف من زعزعة استقرار المنطقة، خصوصا إذا تدخلت تركيا وروسيا، اللتان لهما مصالح متباينة في جنوب القوقاز، في النزاع، حسب الوكالة الفرنسية.