الجدل يتصاعد حول “زواج النفحة”: بين التحريم الشرعي والممارسات الاجتماعية
الجدل يتصاعد حول "زواج النفحة" أثار ما يعرف بـ”زواج النفحة” موجة واسعة من النقاش عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية خلال الفترة الأخيرة بعدما تزايدت بعض الحالات التي يتم فيها هذا النوع من الزواج.
ويطلق هذا المصطلح على اتفاق يتم بين رجل وامرأة، يتزوجها لفترة قصيرة جدًا، أحيانًا ليوم أو يومين فقط، مقابل مال أو “نفحة” مادية أو هدية يقدمها الزوج، ثم يطلقها بعد ذلك مباشرة.
ويصف البعض هذا الشكل من الارتباط بأنه “زواج مؤقت” لا يختلف عن زواج المتعة، بينما يراه آخرون “تحايلاً” على عقد الزواج الشرعي لتحقيق مصالح مادية أو جسدية لا أكثر.
وفيما يلي يستعرض لكم موقع مصر تايمز، خلال السطور التالية تفاصيل زواج النفحة بين التحريم الشرعي والممارسات الاجتماعية
الفتوى الشرعية التحريم القاطع
دار الإفتاء المصرية وهيئات دينية عدة أكدت بشكل واضح أن ما يُسمى بـ”زواج النفحة” حرام شرعًا وباطل قانونيًا، لأنه يفتقد إلى أحد أهم أركان الزواج وهو “النية الدائمة للاستمرار”.
وأوضحت الفتاوى أن هذا الزواج لا يحقق مقاصد الشريعة من المودة والسكن والرحمة، بل يقوم على الاستغلال، ويحوّل العلاقة الزوجية إلى مجرد صفقة وقتية، وهو ما يجعله في حكم “العلاقات غير المشروعة” المقنعة.
كما شددت المؤسسة الدينية على أن أي عقد زواج يُبرم بنيّة الطلاق المسبق، سواء أعلن ذلك أو أخفي، يعد مخالفًا لروح الشريعة الإسلامية التي جعلت الزواج ميثاقًا غليظًا لا صفقة تجارية.

البعد الاجتماعي والقانوني
اجتماعيًا يرى خبراء علم الاجتماع أن مثل هذه الممارسات تسيء إلى صورة الزواج في المجتمع وتؤدي إلى تفكك القيم الأسرية، لاسيما مع إمكانية استغلال فتيات صغيرات أو نساء محتاجات للمال في مثل هذه العلاقات.
أما من الناحية القانونية، فإن قوانين الأحوال الشخصية في مصر ومعظم الدول العربية لا تعترف بهذا الزواج، وقد تترتب عليه مشكلات تتعلق بالنسب والميراث وحقوق الزوجة في النفقة، ما يجعله بابًا للنزاعات القضائية.
دعوات لمواجهة الظاهرة
في ظل الجدل، يطالب متخصصون بضرورة تكثيف التوعية الدينية والمجتمعية لمواجهة هذا النوع من الزواج، مع تشديد الرقابة القانونية لمنع التحايل على العقود الشرعية، وحماية الفتيات من الوقوع ضحية لمثل هذه الممارسات.
ويرى آخرون أن معالجة جذور الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بعض النساء لقبول هذا النوع من الزيجات هو الحل الحقيقي للقضاء عليه، حتى لا يتحول الزواج إلى مجرد “نفحة” عابرة تفقده قدسيته وغايته الكبرى.
اقرأ أيضاً:
دنيا ماهر تكشف لأول مرة كواليس انفصالها بعد 10 سنين زواج
مسلسل فات الميعاد الحلقة 16.. زواج أسماء أبو اليزيد من أحمد صفوت




