الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

أخرها الأساور الذهبية.. المتحف المصري بالتحرير تاريخ حافل من السرقات الغامضة

الأربعاء 17/سبتمبر/2025 - 02:35 م
المتحف المصري بالتحرير
المتحف المصري بالتحرير

لم يكن المتحف المصري بالتحرير، قلب القاهرة الأثري النابض، مجرد مكان لحفظ وعرض كنوز الفراعنة، بل تحول عبر عقود طويلة إلى مسرح لأحداث مثيرة، بعضها ارتبط بأشهر السرقات والاختفاءات التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي، واخرهم اختفاء الأساور الذهبية للملك بسوسنس الأول.

 

سرقة الـ38 قطعة ذهبية

من  أبرز سرقات المتحف المصري بالتحرير، ما جرى عام 2004، حين كشفت لجنة جرد عن اختفاء 38 قطعة أثرية ذهبية من المتحف، بينها 36 سوارًا وخاتمان يعودان للعصرين اليوناني والروماني، وقدرت قيمة هذه المقتنيات حينها بنحو 150 مليون جنيه، وأثارت الحادثة جدلاً واسعًا، وصل إلى البرلمان الذي طالب بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال.

 

سرقة 18 قطعة أثرية 

أعلنت وزارة الآثار في وقت سابق، أن نحو 18 قطعة أثرية قد سرقت من المتحف المصري بالتحرير، بينها تمثال خشبي مذهب للملك توت عنخ آمون تحمله إحدى الآلهات على رأسها، وأجزاء من تمثال آخر للملك وهو يصطاد السمك برمح، وهي الضربة الأكبر التي تلقاها المتحف المصري بالتحرير وجاءت أثناء أحداث ثورة يناير 2011، حين استغل لصوص حالة الفوضى، فتسللوا عبر سطح المبنى باستخدام الحبال، واقتحموا بعض القاعات وكسروا عدداً من الفاترينات الزجاجية، وقاموا بسرقة عدد كبير من القطع الأثرية، وعلى الرغم من استعادة معظم القطع بعد ذلك، فإن بعض المقتنيات لا تزال مفقودة حتى اليوم.

 

اختفاء تمثال صغير للملك إخناتون

أثارت الحادثة موجة من الغضب، بعد اختفاء تمثال صغير للملك إخناتون، حيث ظل مفقودًا لأسابيع قبل أن يُعثر عليه ملقى في حقيبة قمامة بالقرب من ميدان التحرير.

 

اختفاء خاتم ذهبي ملكي

ففي يناير 2017 ترددت أنباء عن اختفاء خاتم ذهبي ملكي من المتحف المصري بالتحرير، ووزارة السياحة والاثار سارعت حينها لنفي الخبر، مؤكدة أن الخاتم موجود بالفعل، وتم تصويره للرد على الشائعات، موضحة أنه كان ضمن مجموعة مختارة لمعرض مؤقت عام 2002 ولم يتم عرضه في المتحف.

 

تورط موظفة بسرقة المتحف

لم تقتصر الحوادث على السرقات الغامضة، بل طالت أيضًا قضايا فساد وتلاعب بالسجلات، فقد كشفت التحقيقات في إحدى القضايا،عن تورط موظفين في سرقة تمثال أثري برونزي للإله أوزوريس من داخل المتحف المصري بالتحرير، والتلاعب في الأوراق الرسمية لإخفاء الجريمة؛ وهذه القضية أحيلت إلى المحاكمة، ما أثار المزيد من الجدل حول ضوابط الرقابة الداخلية.

 

اختفاء الأساور الذهبية للملك بسوسنس الأول

وخلال الأيام الماضية، أعلنت وزارة السياحة والآثار،عن اختفاء أساور ذهبية مرصعة تعود للملك بسوسنس الأول، أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين.

وتعد هذه الأساور امن أثمن ما تركه الملك في مقبرته بمدينة تانيس، ولم يكشف حتى الآن عن مصيرها، وسط  وتحقيقات موسعة من قبل الوزارة.

 

 حماية المتاحف من السرقة

وهذه الحادثة أعادت إلى الأذهان تساؤلات حول مدى قدرة الدولة على حماية مقتنياتها الأثرية في المتاحف والمخازن؛ منذ تأسيس المتحف المصري في القرن التاسع عشر، ظل الهدف الأسمى هو حماية التراث المصري وإتاحته أمام العالم، لكن الواقع أظهر أن المتحف، رغم قيمته التاريخية، كان في بعض الفترات عرضة للإهمال والثغرات التي سمحت بوقوع سرقات كبرى.

وبينما تبذل الدولة جهودًا متواصلة لتعزيز إجراءات الحماية وملاحقة المسروقات في الخارج، تبقى بعض القضايا مثل  "أساور بسوسنس" شاهدًا على أن أمن المتاحف قضية تحتاج إلى يقظة دائمة وإرادة سياسية قوية.