"بغدادي": "يا أيها النبي".. نداء اختص الله به سيدنا محمد دلالةً على الكمال والرحمة
قال الشيخ جابر بغدادي، الداعية الإسلامي، إن نداء الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قوله "يا أيها النبي" يحمل من المعاني والدلالات ما لا يُصرف لغيره من الخلق، مشيرًا إلى أن هذا النداء دليل على مكانة النبي العظمى وخصوصيته في الخطاب الديني
وأوضح الشيخ جابر بغدادي، الداعية الإسلامي، عبر قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الله جل جلاله خاطب نبيه بقوله: "يا أيها النبي إنا أرسلناك"، في نداء لا يصح توجيهه لغيره، حتى وإن توقف القارئ عند كلمة "النبي" متعمدًا، فالهمة لا تنصرف إلا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: "هذا نداءٌ بالتكريم والدلال، نداءٌ يعلو فوق كل ألقاب النبوة والرسالة، فيه تربية ورفق ومحبة من الله لنبيه، فهو لم يخاطبه باسمه مجردًا، كما خاطب باقي الأنبياء، بل قال: يا أيها النبي، ويا أيها الرسول، وهي خصوصية فريدة في القرآن الكريم".
وأشار إلى أن قوله تعالى: "إنا أرسلناك شاهداً"، فيه تأكيد على أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى وعاين وشهد ما كلّفه الله به، فهو شاهد لله بالتوحيد، وشاهد على الخلق بالتكليف، وشاهد على الأمم بالتصديق، بل وشاهد على الأنبياء بالبلاغ، كما قال تعالى: "وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا".
وتابع: "رسالته صلى الله عليه وسلم ليست عابرة، بل هي رسالة مكاشفة ومشاهدة، رسالة يقين، لا تحمل غموضًا ولا التباسًا.. هي رسالة علَت على كل الشهادات، وارتقت من مرتبة العلم إلى مرتبة المشاهدة".
واستكمل: "إذا كانت شهوديّاته صلى الله عليه وسلم على الحق، فهو أول العابدين، وإذا كانت شهوديّاته على الخلق، فهو رحمة للعالمين، مصداقًا لقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)".
