الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل.. تفاصيل أحدث الطرق لتدريس الذكاء الاصطناعي في مصر وسر تصحيح الامتحان باليابان (خاص)

السبت 06/سبتمبر/2025 - 11:19 م
تدريس مادة الذكاء
تدريس مادة الذكاء الاصطناعي والبرمجة للطلاب في مصر

يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح الحجر الأساسي في مختلف مجالات الحياة من صناعة واقتصاد وتعليم وصحة. 

 

وفي هذا الإطار تسعي وزارة التربية والتعليم، لتدريس مادة الذكاء الاصطناعي والبرمجة ، ضمن مناهج المرحلة الثانوية، كخطوة استراتيجية تهدف إلى تأهيل الأجيال القادمة لفهم هذه التقنية الحديثة واستثمارها بالشكل الأمثل. 

 

وتأتي هذه الخطوة استجابة لمتطلبات سوق العمل المستقبلي، وإيمانا بأن بناء الوعي الرقمي يبدأ من المدرسة.

 

تفاصيل تدريس تدريس مادة الذكاء الاصطناعي

قال الكاتب الصحفي رفعت فياض، مدير تحرير جريدة أخبار اليوم والخبير في شؤون التعليم، إن مادة الذكاء الاصطناعي تعد من أحدث التخصصات عالميًا وقد انتشرت بسرعة كبيرة في مختلف المجالات مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم والتجارة والحاسبات وغيرها، ما يجعل تدريسها أمرًا ضروريًا لمواكبة التطور السريع.

 

وأكد الخبير في شؤون التعليم في تصريحات خاصة لـ “ مصر تايمز” أن وزارة التربية والتعليم قررت بدءًا من هذا العام إدخال موضوعات مبسطة عن الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى للتعليم، على غرار ما يتم في المدارس اليابانية بدءًا من الصفين الرابع والخامس الابتدائي.

 الكاتب الصحفي رفعت فياض

وأضاف فياض أن المادة ستكون مادة أساسية لكنها خارج المجموع لطلاب الصف الأول الثانوي، سواء الملتحقين بنظام البكالوريا أو الثانوية العامة التقليدية، وهذا القرار جاء عقب اتفاق وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبداللطيف مع الجانب الياباني خلال زيارته الأخيرة لليابان، حيث تقرر تدريس المادة من خلال منصة إلكترونية وفق النموذج الياباني، على أن يشارك مدرسو الكمبيوتر بالمدارس الثانوية في تدريس الجزء النظري الخاص بتكنولوجيا المعلومات، بينما يتلقى الطلاب الجزء الخاص بالبرمجة والذكاء الاصطناعي عبر المنصة بنظام التعلم الذاتي.

 

وأشار فياض إلى أن المادة ستتكون من ثلاثة أجزاء: تكنولوجيا المعلومات، البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وستُخصص لها أربع حصص أسبوعيًا؛ وسيكون هناك امتحانان في نهاية كل فصل دراسي؛ الأول يشرف عليه المدرسون في المدارس المصرية للجزء النظري، بينما الامتحان العملي التطبيقي سيتم عبر المنصة ويُصحح في اليابان، ويحصل الطالب الناجح على شهادة معتمدة من الجانب الياباني تفيد اجتيازه أساسيات البرمجة، ما يتيح له التوسع لاحقًا في هذا المجال واستثمار مهاراته فيه.

 

وأوضح فياض أنه اعتبارًا من العام المقبل، سيستكمل الطلاب دراسة هذه المادة وفق المسارات الأربعة لشهادة البكالوريا: الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسبات، الأعمال، والآداب والفنون، و اختار الطالب مسار الهندسة وعلوم الحاسبات فسيكون لزامًا عليه دراسة مادة البرمجة ضمن مواد التخصص الأساسية التي تدخل في المجموع، أما طلاب باقي المسارات فلن يستمروا في دراسة هذه المادة.

 

خطوة مهمة مادة الذكاء الاصطناعي

من جانبه قال المهندس محمود فرج، خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، إن تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية يُعد خطوة مهمة للغاية، نظرا لما لهذا المجال من تأثير بالغ خلال الفترة الأخيرة على الاقتصاد العالمي.

المهندس محمود فرج، خبير تكنولوجيا المعلومات 

وأضاف خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، في  تصريحات خاصة لـ “ مصر تايمز”   أن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد العناصر المحورية في التطور التكنولوجي، لدرجة أنه أثار صراعات عالمية كبرى، مثلما حدث في الفترة التي شهدت توترات بين الولايات المتحدة والصين.

 

وأوضح فرج أن إدخال مثل هذه المناهج في مرحلة الثانوية خطوة جيدة للتعريف بماهية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وكيفية استخدامه، خاصة في مرحلة عمرية يحتاج فيها الطلاب لتوسيع مداركهم وفهمهم للتقنيات الحديثة.

 

وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات إلى أن مرحلة الثانوية العامة تعد من أهم وأصعب المراحل الدراسية بالنسبة للطلاب وأسرهم، حيث يتركز اهتمام الجميع على المواد الأساسية المؤهلة للالتحاق بالكليات الكبرى،  إضافة مادة جديدة مثل الذكاء الاصطناعي قد تتحول من فرصة للتعلم والفهم الحقيقي إلى عبء إضافي، إذا لم يراعي  تخفيف الضغط الدراسي عن الطلاب في المواد الأخرى.

 

وشدد فرج على ضرورة أن يترافق إدخال مثل هذه المواد مع إعادة النظر في عبء المناهج الدراسية، بما يتيح للطلاب فرصة التخصص المبكر واكتساب المعرفة الحقيقية.

 

طفرة تكنولوجية هائلة

وفي هذا السياق قالت الدكتورة عبير عبدالله، الخبير التربوي والاجتماعي، إن تدريس مادة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في المراحل الدراسية المبكرة، بدءًا من الصف الأول الثانوي أو حتى قبله، تعتبر خطوة ممتازة وضرورية لمواكبة العصر الحديث.

 

وأضافت الخبير التربوي والاجتماعي  في  تصريحات خاصة لـ “ مصر تايمز”  أن الجيل الجديد يعيش وسط طفرة تكنولوجية هائلة، وسيواجه مستقبلاً مختلفًا تمامًا عما واجهته الأجيال السابقة، لذا يجب أن يكون مؤهلًا بالعلم والمعرفة الصحيحة في هذا المجال.

 الدكتورة عبير عبدالله، الخبير التربوي 

وأوضحت أن إدخال مادة مثل الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية يساهم في إعداد الطلاب لسوق العمل المستقبلي وتأهيلهم للتكنولوجيا الحديثة، مؤكدة أن التعليم التقليدي لم يعد كافيا، كما  أن بعض المناهج العالمية بدأت بالفعل تدريس هذه المفاهيم من الصفوف الابتدائية، لكن بشكل مبسط ومرحلي.

 

وأكدت الدكتورة عبير ضرورة أن يتم تطبيق هذه الخطوة تدريجيًا، بحيث لا تتحول المادة إلى عبء إضافي على الطلاب، مقترحة أن تكون في البداية مادة تعريفية غير مضافة للمجموع، ثم تتطور مع السنوات الدراسية المقبلة بما يتناسب مع مستوى استيعاب الطلاب، ولابد من  توجيه الطلاب لاستخدام هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح والآمن، وعدم استغلالها في أغراض سلبية.

 

وأشارت  أن إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يساهم في اكتشاف مواهب الطلاب مبكرا، بل وقد يبرز منهم مخترعون صغار قادرون على تطوير منصات وبرمجيات تخدم المجتمع،  إضافة  إلى أن أطفال هذا الجيل لديهم ذكاء وميول رقمية واضحة تحتاج فقط إلى التوجيه والدعم المناسبين.