الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

عاجل.. "بشارة بحبح" لـ"مصر تايمز": أي حديث عن مستقبل غزة دون مشاركة الفلسطينيين "كلام فارغ" والخطة العربية التي طرحتها مصر هي الأكثر واقعية| حوار

الجمعة 05/سبتمبر/2025 - 07:08 م
بشارة بحبح
بشارة بحبح

منذ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة، والجدل لا يهدأ.. حول ما إذا كنا على أعتاب صفقة شاملة توقف نزيف الدم في القطاع أم أن ما يُطرح مجرد أوراق ضغط سياسي عابرة؟.

 

وبين رفض حماس لأي إملاءات أو مشاريع تهجير أو خروجها من المشهد، وصمت إسرائيلي يزداد الوضع غموضا، يظهر على الساحة اسم رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي “بشارة بحبح”، الوسيط غير الرسمي بين حماس والبيت الأبيض بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، الذي يتحرك في أخطر المساحات ما بين واشنطن والحركة.

 

وفي هذا الصدد، أجرى موقع “مصر تايمز”، حوارا صحفيًا مع “بشارة بحبح”، لنضعه أمام الأسئلة الصعبة.. ما بين امتلاك ترامب مفاتيح الضغط على نتنياهو، وفرص إنجاح مبادرة عربية في ظل التجاذبات الدولية، فضلًا عن المستقبل الذي ينتظر مليوني فلسطيني يعيشون على حافة الفناء سيرا على الأقدام في غزة، وغيرهم العديد من الأسئلة التي تشغل ذهن المهتمين بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإلى نص الحوار.

 

بعد التصريحات الاخيرة لـ"ترمب" و رد حماس.. هل ترى أن هناك صفقة مرتقبة تلوح في الأفق لإنهاء الصراع في غزة؟ 

بعد تصريحات الرئيس ترامب، برز أمل في التوصل إلى اتفاق شامل، باعتبار أن العامل الوحيد القادر على التأثير على إسرائيل هو الضغط الأمريكي، فبدون هذا الضغط، لن تُبرم أي صفقة، خاصة في ظل عدم استعجال نتنياهو لإبرام اتفاق، الفلسطينيون يأملون أن يقود التدخل الأمريكي، وتحديدا من جانب الرئيس، إلى اتفاقية شاملة تضع حدا للحرب.

 

تصريحات "نتنياهو" التي أفصح فيها عن رغبته في تهجير الفلسطينيين  من  غزة واستعداده لفتح معبر رفح لهذا الأمر.. هل ترى أنه يسير قدما نحو ذلك تحت رؤية ورعاية أمريكية؟

تصريحات نتنياهو الأخيرة عكست نواياه في تهجير الفلسطينيين، غير أن هذه مجرد أوهام؛ فالشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولن يغادرها مهما كانت الظروف،  الوضع في غزة مأساوي، حيث يعيش الناس حياة لا تليق بالبشر، لكن حب الوطن متجذر في نفوسهم، ولن يكون هناك تهجير، وإذا كان نتنياهو يريد فتح المعابر، فلتكن معابر فلسطين التاريخية، حيفا ويافا وعكا والنقب وبئر السبع، أمّا مصر، فلا تتحمل مسؤولية تهجير الفلسطينيين، فهي مسؤولية الاحتلال وحده.

 

التسريبات الأخيرة حول رؤية ترامب لغزة بعد انتهاء الحرب تكشف ما يدور في أروقة البيت الأبيض في اليوم التالي لانتهاء الحرب .. ما تعليقك على ذلك؟ 

بشأن التسريبات الأخيرة المنسوبة للبيت الأبيض، فمن غير المؤكد أنها تمثل رؤية ترامب، قد تكون مجرد سيناريوهات مطروحة للنقاش.

ومع ذلك، تبقى الخطة العربية التي طرحتها مصر هي الأكثر واقعية، لأن أي حديث عن مستقبل غزة دون مشاركة الفلسطينيين يُعد كلاما فارغا لا يؤدي إلى نتيجة.

 

السيناريوهات القادمة.. هل يمكن أن يكون هناك ضغوط من الرئيس ترامب على نتنياهو لوقف نزيف الحرب؟

ترامب من جانبه؛ يريد إنهاء الحرب في غزة، ويبدو مستعدا لممارسة الضغط على جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف.

 

كيف تقيمون الوضع الإنساني بقطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي؟

الوضع الإنساني في القطاع تجاوز حدود المأساوية؛ فبعد ما يقارب العامين يعيش السكان بلا خدمات صحية أو بنى تحتية أساسية، ويعانون من ظروف قاسية تفتقد لأبسط مقومات الحياة، الأخطر من ذلك هو تفشي الأمراض وانتشار آثار الصدمات النفسية، إذ يعيش الناس منذ 22 شهرا تحت تهديد دائم بفقدان حياتهم في أي لحظة، مما يترك آثارًا عقلية ونفسية عميقة يصعب معالجتها.

 

ما أبرز التحديات التي تواجه جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين هناك؟

أكبر التحديات أمام وصول المساعدات الإنسانية هو القيود الإسرائيلية، حيث تستخدم إسرائيل الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة، وهو انتهاك صريح للقانون الدولي، لم يشهد العالم في القرنين الماضيين حربًا استُخدمت فيها المجاعة بهذا الشكل كسلاح.

 

ما العقبات الأساسية التي تعرقل التوصل إلى هدنة شاملة؟

العقبات الرئيسية أمام وقف إطلاق نار شامل ودائم، فتتمثل في المطالب الإسرائيلية باستسلام حركة حماس، وهو أمر غير واقعي، ومع ذلك، قد يكون هناك حل وسط يتمثل في إعلان وقف شامل لإطلاق النار، يتبعه دخول قوات عربية إلى غزة لفترة مؤقتة حتى استقرار الأوضاع.

 

هل ترى أن الظروف مهيأة حاليا للوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار؟

دعيني أخبرك.. أن إسرائيل  قادرة على إنهاء الحرب غدا إذا أرادت، لكن ذلك لن يتم دون ضغط أمريكي مباشر.
 

في رأيك.. ما الضمانات المطلوبة لإنجاح أي وقف لإطلاق النار وعدم تكرار التصعيد؟

 إذا ما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، فإن الضمانة الوحيدة الفاعلة لالتزام إسرائيل به هي الضمانة الأمريكية، إذ لا تملك أي جهة أخرى القدرة على إلزامها.

في خضم هذا المشهد المليء بالتعقيدات، تبدو غزة عنوانا لأزمة تتجاوز حدودها الجغرافية، وتختصر صراع الإرادات بين واشنطن وتل أبيب وحماس، وبين حسابات السياسة وحقوق الإنسان، لكن ما بين الضغوط الأمريكية والمبادرات العربية، تبقى الحقيقة الأوضح أن مصير مليوني إنسان في القطاع لا يحتمل المزيد من المساومات.

قد تنجح الجهود في فرض هدنة أو صياغة اتفاق، غير أن السؤال الجوهري سيبقى حاضرا.. هل تكفي الضمانات الدولية لإخراج غزة من دائرة الدم والحصار، أم سيظل أهلها معلقين بين الوعود على حافة الفناء؟.