الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

مختار غباشي: إسرائيل استغلت لحظة ضعف سوريا لتنفيذ 480 غارة في عام واحد

الخميس 04/سبتمبر/2025 - 11:40 م
 الدكتور مختار غباشي
الدكتور مختار غباشي

قال الدكتور مختار غباشي ، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن إسرائيل تستغل اللحظات التاريخية الحرجة والانشغالات الدولية لفرض وقائع جديدة على الأرض، موضحا أن ما يجري في سوريا مثال واضح، حيث كثفت إسرائيل اعتداءاتها العسكرية في ظل حالة الانقسام والضعف التي تمر بها الدولة السورية، مشيراً إلى أن عامًا واحدًا شهد أكثر من 480 غارة إسرائيلية داخل دمشق.

 

وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن الكيان الإسرائيلي يسعى دائماً لتفتيت الجيوش العربية وإضعاف منظومة الأمن القومي، مستفيدًا من حالة العجز والانقسام العربي، وكذلك من انشغال العالم بحروب كبرى مثل أوكرانيا وأزمة تايوان.

 

وأشار غباشي إلى أن الدول العربية والإسلامية تمتلك إمكانيات مالية هائلة تفوق قدرات الغرب، إذ تتجاوز استثماراتها في الولايات المتحدة نحو 2.4 تريليون دولار، وفي العالم الغربي أكثر من 2.8 تريليون دولار، إضافة إلى سندات خزانة أميركية تملكها عشر دول عربية تتجاوز قيمتها 252 مليار دولار. وقال إن جزءًا يسيرًا من هذه الأموال لو وُجه للاستثمار داخل العالم العربي لتغيّر ميزان القوى في المنطقة.

 

وأكد أن إسرائيل لا تنوي إقامة دولة فلسطينية بجوارها، لأن وجود هذه الدولة يمثل تهديداً وجودياً لها، لافتًا إلى أن ردود الفعل العربية والإسلامية لا تزال أقل بكثير من مستوى التحديات التي يفرضها الاحتلال.


وانتقد غباشي فشل المجتمع الدولي في منع تجويع مليوني إنسان في غزة، أو ضمان إدخال المساعدات الإنسانية رغم الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل. 


وكشف أن التقارير الأخيرة تشير إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، بينما تواصل تل أبيب إخفاء الحقائق كما فعلت في حرب الخليج عام 1991 عندما نفت سقوط قتلى نتيجة صواريخ صدام حسين، قبل أن تعترف لاحقاً بمقتل 14 شخصاً وإصابة 38 آخرين.

وأكد الدكتور مختار غباشي، أن إسرائيل تعيش اليوم تحت وطأة ما يسميه الخبراء بـ"لعنة العقد الثامن"، إذ لم يسبق لأي كيان يهودي في التاريخ أن تجاوز عمر الثمانين عاماً، فيما يقترب عمر إسرائيل الحالي من 78 عاماً.

وأشار إلى أن هذا الهاجس التاريخي يدفع إسرائيل إلى ممارسة سياسات توسعية متطرفة وارتكاب جرائم في محيطها الإقليمي والدولي، موضحاً أن ضربها لمدن عربية مثل دمشق وبيروت وصنعاء، إلى جانب اعتداءاتها المستمرة في فلسطين، يكشف عن خوفها من زوال محتمل ومحاولتها الهروب من شبح الفناء.

وشدد غباشي على أن الكيان الإسرائيلي لا يخوض صراعات مصالح بل صراعات وجود، وأنه يوظف "العصا الغليظة" بدعم مباشر من الولايات المتحدة لتعويض هشاشته البنيوية، في ظل عجز النظام العربي عن صياغة موقف موحد يردع هذه التهديدات المتصاعدة للأمن القومي العربي.

وأكد أن ما تمارسه إسرائيل في المنطقة لا يمكن وصفه بسياسات دفاعية عن النفس، بل هو نهج توسعي متطرف قائم على الرعب من لعنة تاريخية تُلاحقها، حيث لم يسبق في التاريخ أن استمرت أي دولة يهودية أكثر من ثمانين عاماً، بينما يقترب عمر إسرائيل اليوم من 78 عاماً.