الذهب يسجل رقمًا قياسيًا عالميا والسندات العالمية تهتز
تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من الاضطراب الشديد مع صعود الذهب إلى مستويات تاريخية، وارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل إلى قمم جديدة، ما يثير مخاوف من أزمة تمويل دولية ويضع الحكومات والبنوك المركزية تحت ضغط غير مسبوق.
الذهب يلمع كملاذ آمن
تجاوزت أسعار الذهب 3,500 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ كما أشارت رويترز بتاريخ 3 سبتمبر 2025.
وجاء الارتفاع مدفوعًا بمخاوف من اتساع العجز المالي في الاقتصادات الكبرى، وعدم اليقين السياسي.
يُنظر إلى الذهب الآن على أنه الملاذ الاستثماري الأول، في ظل اهتزاز الثقة في أسواق الدين.
قفزة في عوائد السندات
ارتفعت عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل في الأسواق المتقدمة، حيث سجلت السندات الأمريكية والبريطانية واليابانية زيادات قوية.
والسندات لأجل 30 عامًا في بريطانيا شهدت قفزة واضحة، ما دفع محافظ بنك إنجلترا (أندرو بيلي) للتحذير من التدخل السياسي في استقلالية البنوك المركزية، نقلًا عن الجارديان بتاريخ 3 سبتمبر 2025.
هذه الزيادات تعني أن تكلفة الاقتراض العالمي ترتفع، وهو ما يهدد الدول النامية بشكل خاص.
خلفية الأزمة
- الحرب الروسية – الأوكرانية أعادت تشكيل خريطة التجارة والتحالفات العالمية (سكاي نيوز – 3 سبتمبر 2025).
- اضطرابات سياسية في الولايات المتحدة، منها انتقادات دونالد ترامب للبنوك المركزية، زادت حالة عدم اليقين.
- الضغوط المالية المتراكمة أدت إلى موجة بيع واسعة في أسواق السندات العالمية.
تداعيات على الاقتصادات العالمية
الدول المتقدمة: ارتفاع كلفة خدمة الدين العام، وضغوط على ميزانيات الحكومات.
الأسواق الناشئة: قد تواجه صعوبة في جذب رؤوس الأموال مع تفضيل المستثمرين لأدوات الدين في الاقتصادات الكبرى.
المستثمرون: يتجهون بقوة إلى الذهب والملاذات الآمنة على حساب الاستثمارات عالية المخاطر.
المستقبل القريب
ينتظر المستثمرون قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة لمحاولة تهدئة الأسواق.
في حال استمرار صعود العوائد، قد نشهد تراجعًا في نمو الاقتصادات الناشئة وزيادة في احتمالات أزمات ديون.
بقاء الذهب فوق مستوى 3,500 دولار يعكس مستوى عالٍ من القلق العالمي، ومن غير المتوقع تراجعه سريعًا ما لم تهدأ المخاوف المالية.