مسئول بنادى الأسير الفلسطينى يكشف لـ"مصر تايمز" تفاصيل استشهاد الأسير الجريح مصعب العيدة
من الخليل إلى مستشفى "شعاري تصيدق"، امتدت حكاية الأسير الجريح مصعب عبد المنعم العيدة (20 عاماً) ، الذي اعتقله الاحتلال وهو ينزف بجراحه البالغة، قبل أن يُعلن عن استشهاده بعد أيام، لتتحول قضيته إلى شاهد جديد على توغل سياسة الإعدامات الميدانية التي يواصلها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
الإعدامات الميدانية
حمل رائد عامر، مسؤول العلاقات الخارجية في نادي الأسير الفلسطيني، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد العيدة، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أنّ عقد جلسة لتمديد اعتقاله في محكمة عوفر رغم وضعه الصحي الخطير يُعد جريمة مركّبة تضاف إلى سجل الجرائم المتصاعدة ضد الأسرى.
وأوضح رائد عامر مسؤول العلاقات الخارجية في نادي الأسير الفلسطيني، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، أنّ هذه الجريمة تكشف بوضوح أنّ منظومة الاحتلال ماضية في "توحشها"، عبر سياسات ممنهجة تقوم على الإعدامات الميدانية، والتي بلغت ذروتها مع استمرار حرب الإبادة منذ نحو عامين، مطالباً المجتمع الدولي بتحرك عاجل لمحاسبة قادة الاحتلال وفرض عقوبات واضحة تعزل إسرائيل دولياً.
من جانبها، شددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك، على أنّ تصاعد وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين يؤكد أنّ الاحتلال سخّر منظومته الكاملة لقتل المعتقلين، في ظل ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. وأوضح البيان أنّ الأسرى يتعرضون يومياً لشتى أنواع الانتهاكات، من التعذيب والتجويع والاعتداءات الجسدية والجنسية، إلى الإهمال الطبي وفرض بيئة صحية متعمدة تؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة ومعدية أبرزها الجرب (السكابيوس).
ومع استشهاد العيدة، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة إلى 77 شهيداً من الذين عُرفت هوياتهم، فيما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 حتى اليوم 314 شهيداً وفق البيانات الرسمية للمؤسسات الحقوقية. كما لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 85 شهيداً، من بينهم 74 بعد اندلاع الحرب الأخيرة، في مشهد يوثّق إحدى أكثر المراحل دموية في تاريخ الحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني.
وهكذا، لا يقف استشهاد مصعب العيدة عند حدود جريمة فردية، بل يفتح مجدداً ملفّ الإعدامات الميدانية والانتهاكات الممنهجة داخل سجون الاحتلال، ليؤكد أن حياة الأسرى الفلسطينيين باتت على محكّ الفناء في كل لحظة، وأن صمت المجتمع الدولي لم يعد تواطؤاً فحسب، بل شراكة فعلية في استمرار حرب الإبادة.