السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا لعقد قمة قد تعيد تشكيل الأمن الأوروبي

الجمعة 15/أغسطس/2025 - 11:04 م
بوتين وترامب
بوتين وترامب

داخل قاعدة إلمندورف ريتشاردسون العسكرية في ألاسكا، انطلقت اليوم الجمعة 15 أغسطس قمة غير عادية تجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء مباشر يوصف بأنه بالغ الخطورة، ليس فقط لما قد يحمله من تداعيات على الحرب الدائرة في أوكرانيا، بل لما قد يترتب عليه من تغييرات في موازين الأمن الأوروبي بأسره. القمة تحظى بترقب عالمي واسع، في ظل توتر العلاقات الدولية وتضارب المصالح بين القوتين.

غياب زيلينسكي يثير التساؤلات

وسط تحضيرات اللقاء، شكل استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حضور القمة صدمة سياسية للعديد من العواصم الغربية، واعتُبر صفعة للمبدأ الذي طالما ردّده الغرب: "لا شيء يخص أوكرانيا دون أوكرانيا". هذا الغياب أثار موجة من الانتقادات حول مصير المشاركة الأوكرانية في أي تسوية محتملة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت القرارات الكبرى باتت تُتخذ دون إشراك كييف مباشرة.

تشكيل الوفود: حذر أمريكي واضح

وفي خطوة لافتة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن اللقاء بين ترامب وبوتين، الذي كان مخططًا له أن يكون ثنائيًا، سيتحول إلى اجتماع موسّع يضم ثلاثة مسؤولين من كل طرف. ويمثل الجانب الأمريكي كل من وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، إلى جانب الرئيس ترامب. أما الوفد الروسي فيضم وزير الخارجية سيرجي لافروف ومستشار الشؤون الخارجية للرئيس، يوري أوشاكوف.

استحضار هلسنكي وتحول في التكتيك

التغيير في طبيعة اللقاء يعكس توجهًا أمريكيًا أكثر حذرًا، لا سيما بعد الانتقادات الواسعة التي طالت قمة هلسنكي عام 2018، حين التقى ترامب وبوتين بشكل ثنائي وسري لمدة ساعتين دون وجود مستشارين أو مترجمين رسميين أمريكيين. هذه المرة، يبدو أن إدارة ترامب تسعى لتفادي تكرار تلك التجربة المثيرة للجدل، عبر إشراك كبار المسؤولين في الحوار لضمان الشفافية وتوسيع النقاش حول القضايا المعقدة.

ترقب عالمي لمخرجات القمة

مع انعقاد القمة في ألاسكا، يترقب العالم ما سيخرج من هذا الاجتماع الحاسم: هل يمهد لتفاهمات قد تخفف من حدة التصعيد في أوكرانيا؟ أم أنه سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الجيوسياسي؟ في كل الأحوال، ستشكل هذه القمة علامة فارقة في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وقد تحدد المسار الذي ستسلكه الأزمة الأوكرانية في الأشهر القادمة.