الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

السفير جمال بيومي: العلاقات المصرية السعودية راسخة.. وممتدة عبر قرون من التاريخ والمصير المشترك

الأحد 20/يوليو/2025 - 11:31 ص
الملك سلمان والرئيس
الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي

أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية ليست وليدة اللحظة، بل تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مستندةً إلى روابط عربية وإسلامية قوية، بدأت منذ دخول الإسلام إلى مصر، وظلت تتطور عبر العصور حتى أصبحت اليوم نموذجًا متكاملاً للتعاون العربي.

 

المحمل النبوي وكسوة الكعبة.. ذاكرة حية للتاريخ المصري السعودي

وأشار السفير جمال بيومي في تصريح خاص لـ"مصر تايمز" إلى أن الوجدان الشعبي في مصر والسعودية يحتفظ بصور تاريخية تؤكد عمق العلاقة، وعلى رأسها احتفالات مصر بالمحمل النبوي الشريف، الذي كان ينقل كسوة الكعبة المشرفة المصنوعة في مصر إلى الأراضي المقدسة، مصحوبًا بالهدايا والطعام والمؤن.


وقال: “أتذكر وأنا طفل مشهد قافلة الجِمال وهي تمر في دمياط حاملة المحمل النبوي، كان مشهدًا مهيبًا يُجسّد روح التواصل بين الشعبين”.

 

التكية المصرية في مكة والمدينة.. شاهد على العمق الإنساني

واستعاد السفير بيومي ذكريات زيارته للمملكة عام 1980، قائلاً: "سعدت كثيرًا عندما استضافتني التكية المصرية في مكة والمدينة، حيث وجدت فيها مسجدًا وغرفًا مخصصة للزائرين، مما يعكس احتضان المملكة للجانب الإنساني والثقافي المصري."

 

تعاون مؤسسي في العمل العربي المشترك

وأضاف بيومي أن التعاون المصري السعودي شهد تطورًا مؤسسيًا منذ منتصف القرن الماضي، حين ساهم البلدان في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، وتبنيا معًا اتفاقيات محورية أبرزها معاهدة الدفاع العربي المشترك عام 1950، فضلًا عن إنشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، ومنطقة التجارة الحرة العربية، إلى جانب توقيع اتفاقيات ثنائية لحماية وتشجيع الاستثمارات.

 

استثمارات سعودية واسعة في مصر.. ولغة مشتركة تزيل الحواجز

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: "يُفضل آلاف المستثمرين السعوديين الاستثمار في مصر، لما يجدونه من ترحاب وتفاهم ثقافي ولغوي، وأتذكر حوارًا دار في الكويت مع مستثمرين من السعودية والإمارات والكويت، حين سألتهم عن سبب تفضيلهم لمصر، قالوا: في مصر لا نشعر بالغربة، نتحدث نفس اللغة، ويمكننا القدوم بأسرنا، ونستأجر بسهولة شقة في المهندسين أو شارع جامعة الدول."

 

ملايين المصريين في السعودية.. ركيزة للتنمية والتحويلات

وأوضح بيومي أن المملكة العربية السعودية تستضيف ملايين العاملين المصريين في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والبنية التحتية، وهؤلاء يمثلون ركيزة مهمة في دعم الاقتصاد المصري من خلال تحويلاتهم المالية، ويسهمون أيضًا في النهضة التنموية داخل السعودية.

 

تجارب فردية لا تُختزل فيها العلاقات

وفيما يخص بعض التجارب الفردية السلبية، شدد السفير جمال بيومي على ضرورة التفريق بين الاستثناء والقاعدة، موضحًا أن بعض الحوادث الفردية لا يمكن أن تُستخدم للحكم على العلاقة بين البلدين، التي تقوم على أسس استراتيجية وإنسانية عميقة.

 

التاريخ الإسلامي يؤكد التكافل.. والمملكة ردت الجميل

ولفت بيومي إلى مواقف تاريخية تعكس هذا التكافل، قائلًا: "حين وقعت المجاعة في جزيرة العرب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كتب إليه عمرو بن العاص والي مصر قائلًا: والله لأرسلن لك قافلة أولها عندك وآخرها عندي، وقد أرسلت مصر قوافلها حينها، كما ردّت المملكة هذا الجميل في أوقات احتاجت فيها مصر إلى الدعم والتمويل."

 

مصر والسعودية.. جناحا الأمة العربية

وختم بيومي تصريحه بالتأكيد على أن مصر والسعودية ستظلان دائمًا ركيزتين أساسيتين في العالم العربي، تربطهما إرادة سياسية مشتركة تهدف إلى توسيع العلاقات، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.