الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"الفنتانيل" يشعل نار الحرب الباردة بين واشنطن وبكين

الأحد 13/يوليو/2025 - 02:13 م
أمريكا والصين
أمريكا والصين

تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب استمرار تدفق الفنتانيل ومشتقاته المخدرة إلى الأراضي الأمريكية، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

 

وتحمّل الإدارة الأمريكية الصين المسؤولية عن استمرار دخول هذه المادة الأفيونية المصنعة مخبريًا، والتي تُعد أقوى بعشرات المرات من الهيروين، إلى السوق الأمريكي، مما أدى إلى تفاقم أزمة الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة.

 

ورغم انخفاض عدد الضحايا العام الماضي، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الفنتانيل الصيني يظل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة.

 

الصين ترد: مستعدون للتعاون ولكن بشروط

وفقًا لشبكة CNN، بدأت الصين في الرد على الاتهامات الأمريكية بإعلان استعدادها للتعاون في هذا الملف، لكنها أكدت رفضها لما وصفته بـ"الابتزاز والضغط السياسي" الأمريكي.

 

ورغم هذا، أعلنت بكين عن إضافة مادتين أوليتين تُستخدمان في تصنيع الفنتانيل إلى قوائم الرقابة الشهر الماضي، معتبرة ذلك خطوة نحو الالتزام بالمعايير الدولية.

 

كما قامت الحكومة الصينية مؤخرًا بتوسيع الرقابة على مجموعة من المخدرات الاصطناعية تُعرف بـ"النيتازينات"، والتي أثارت قلقًا عالميًا لخطورتها العالية.

 

عصابات المكسيك تدخل على الخط بدعم من موردين صينيين

رغم هذه الإجراءات، سرعان ما تكيفت الشبكات الإجرامية مع الأوضاع الجديدة، حيث اتجهت بعض العصابات الصينية إلى تصدير المواد الكيميائية الأولية إلى مختبرات غير شرعية في المكسيك، والتي تقوم بتصنيع الفنتانيل وتصديره إلى الولايات المتحدة عبر الحدود.

 

ترامب يربط قضية الفنتانيل بالحرب التجارية

تسببت أزمة الفنتانيل في زيادة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، إذ استخدمها الرئيس ترامب كأحد المبررات الرئيسية لفرض رسوم جمركية جديدة على الصين، ضمن سياسة أشمل تهدف إلى الضغط الاقتصادي.

 

وشملت الإجراءات فرض تعريفات جمركية على الصين والمكسيك وكندا، بسبب اتهامهم بعدم بذل الجهد الكافي لمكافحة تهريب الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، مع منح إعفاءات لبعض المنتجات.

 

كما صنفت الإدارة الأمريكية العصابات المكسيكية المتورطة في تجارة الفنتانيل كمنظمات إرهابية أجنبية.

 

الصين ترد بتقارير ودفاعات دبلوماسية

في مواجهة الضغط الأمريكي، أصدرت الصين ورقة بيضاء مكوّنة من 7000 كلمة استعرضت فيها جهودها لضبط إنتاج وتصدير المواد الأفيونية، ردًا على موجة الاتهامات من الإدارة الأمريكية.

 

ورفضت بكين ما ورد في تقرير سابق للكونغرس الأمريكي يتهم الحزب الشيوعي الصيني بتسهيل تصنيع وتصدير الفنتانيل عبر منح إعفاءات ضريبية للشركات الموردة.