ميركل تنتقد ميرتس بسبب اقتراح الهجرة الذي تم تمريره بأصوات اليمين المتطرف
وجهت المستشارة الألمانية السابقة"أنجيلا ميركل" اليوم الخميس، انتقادات علنية نادرة لخليفتها في زعامة تيار يمين الوسط في البلاد، والمرشح الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية المقررة الشهر المقبل، لتقديمه مقترحات للبرلمان بشأن قواعد جديدة صارمة للهجرة، لم يتم تمريرها إلا بمساعدة أصوات حزب يميني متطرف.
وقد أثارت أحزاب تيار يسار الوسط الحاكمة في ألمانيا، شكوكا بشأن ما إذا كان يمكن الوثوق في الزعيم المحافظ"فريدريش ميرتس"فيما يتعلق بعدم إدخال حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في الحكومة بعد أحداث أمس الأربعاء.
وقام زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، ميرتس - الذي عزم على التأكيد على التزام كتلة تحالف يمين الوسط بخفض الهجرة غير النظامية، بعد هجوم الطعن المميت الذي ارتكبه طالب لجوء مرفوض، الأسبوع الماضي - بطرح اقتراح غير ملزم للتصويت، يدعو ألمانيا إلى إعادة المزيد من المهاجرين على حدودها، رغم أنه قد يحتاج إلى أصوات حزب "البديل من أجل ألمانيا" لتمريره. وقد تم تمرير الإجراء بفارق ثلاثة أصوات، بفضل دعم الحزب اليميني المتطرف.
وفي وقت سابق أكد مرشح التحالف المسيحي المحافظ" ميرتس" تمسكه باقتراحاته أمام البرلمان الاتحادي (بوندستاج) لتبني سياسة هجرة أكثر صرامة على الرغم من الانتقادات الحادة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي بعد مشاورات مع قيادة الحزب في برلين في إشارة إلى هجوم الطعن في مدينة أشافنبورج، والذي أودى بحياة شخصين: "سأناقش في البرلمان الألماني بصورة حاسمة هذا الأسبوع القضايا التي لدينا والتي اكتسبت إلحاحا جديدا منذ الأربعاء الماضي".
وأضاف ميرتس: “لن نسمح للاشتراكيين الديمقراطيين والخضر وبالتأكيد حزب البديل من أجل ألمانيا بأن يخبرونا ما هي المقترحات ومشاريع القوانين التي سنطرحها للتصويت في البرلمان الألماني،مضيفا أن "الصحيح لا يصبح خطأ لمجرد أن الناس الخطأ يوافقونه"، وإلى أنه "يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر الحيلولة دون تشكيل أغلبيات لا يريدها أي منا".
وفي سياق متصل اتهم المستشار الألماني الحالي "أولاف شولتس “خلال فعالية انتخابية للحزب الاشتراكي في مدينة زاربروكن زعيم المعارضة فريدريش ميرتس بانتهاك الدستور من خلال خططه لتشديد سياسة الهجرة موضحا "عندما يقترح زعيم المعارضة الآن أن يقوم المستشار الألماني بأمور تتعارض مع دستور البلاد ومع الاتفاقيات الأوروبية، فإن ذلك يقول شيئًا عن قدرته على شغل منصب رفيع في ألمانيا".
وفي إطار متصل صرح رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا" تينو شروبالا"بأنه يتوقع أن توافق كتلة الحزب البرلمانية على الطلبات التي قدمها الاتحاد المسيحي المحافظ (الذي يتزعم المعارضة في ألمانيا) في البرلمان بشأن تشديد سياسة الهجرة حتى وإن كان نص الطلب يحتوي في الوقت ذاته على انتقادات لاذعة للحزب.
وقبيل مناقشات الكتلة البرلمانية للحزب اليميني الشعبوي، أشار "شروبالا" إلى وجود توصية بهذا الشأن من قيادة الكتلة، وقال إنه سيتوجه إلى جلسة الكتلة بهذه التوصية، وأردف:" لكنني أعتقد أن هناك ميلاً إلى أن نوافق على هذه الطلبات".
وذكر "شروبالا" بعض النقاط الواردة في طلبات الاتحاد المسيحي، مثل فرض رقابة دائمة على الحدود والإعادة الشاملة لجميع طالبي اللجوء عند الحدود الألمانية، لافتا إلى أن هذه الإجراءات تمثل "لهجة جديدة تمامًا على الاتحاد المسيحي"، ومطالب ظل حزب البديل يدعو إليها منذ سنوات. وأضاف:" لن نعارض هذه النقاط، وسنوافق عليها".
والجدير بالذكر أنه تم الكشف عن مسودة لطلب الاتحاد المسيحي في وقت سابق، وجاء في هذا الطلب فقرة تقول إن "حزب البديل يستغل المشاكل والقلق والمخاوف التي نشأت بسبب الهجرة الجماعية غير القانونية لإثارة مشاعر الكراهية تجاه الأجانب ونشر نظريات المؤامرة". وأضاف النص أن حزب البديل ليس شريكًا بل هو خصم سياسي.
وفي رده على سؤال عن حد الألم (جراء هذه الانتقادات) الذي يمكن لحزب البديل أن يتحمله للموافقة على مثل هذا الطلب، قال شروبالا إن حزب البديل معتاد على الألم "ولن ينزلق إلى فخ هذه المناوشات".