الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"تسونامي سياسي يفقدها شرعيتها"..صحيفة عبرية: إسرائيل أصبحت دولة معزولة بينما يتلقى الفلسطينيون الدعم من الغرب.. وتؤكد :قرار الأمريكيين بإنشاء الميناء البحري على ساحل غزة تعبير عن عدم الثقة في تل أبيب

الأحد 10/مارس/2024 - 03:01 م
صورة ارشيفية غزة
صورة ارشيفية غزة

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه بعد مرور أكثر من 5 أشهر على أحداث 7 أكتوبر الماضي، بدأ التعاطف العالمي مع إسرائيل يتضاءل، بل أصبحت إسرائيل دولة معزولة، بينما يتلقى الفلسطينيون الدعم من الغرب.

 

وتابعت «لقد مرت خمسة أشهر منذ ذلك الحين، ويبدو أن إسرائيل تفقد هذا التعاطف تدريجيا وتواجه حاليا تسونامي سياسيًّا حقيقيًّا، في حين أن صبر أفضل صداقاتنا -الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- بدأ ينفد أيضًا».

 

ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية دخلت الحرب على غزة وهي تواجه تراجعًا في شعبيتها، سواء بفعل وجود شخصيات يمينية أمثال بن غفير وسموتريتش، وهو ما قدمها كحكومة متطرفة دينيًّا تحلم بالضم وليست مستعدة حتى للحديث عن حل الدولتين.

 

كذلك أججت اقتحامات بن غفير الحرم القدسي، وتصريح سموتريتش حول بناء المستوطنات قلق الغرب، إضافة إلى المظاهرات الحاشدة ضد التعديلات في قانون السلطة القانونية التي سعى الائتلاف الحكومي لإحداثها، والتي صورت الحكومة الإسرائيلية كحكومة غير شرعية وتعلن الحرب على الديمقراطية.

 

واستطردت: «في السابع من أكتوبر، كان الذين حصلوا على دعم العالم هم مواطنو إسرائيل، وليس الحكومة، وقامت الدعاية الإسرائيلية بعمل جيد في بداية الحرب، وجاءت المشكلات في وقت لاحق، مثل التصريحات المتطرفة لوزراء الحكومة، مثل تصريح الوزير عميحاي إلياهو بأن إسقاط القنبلة الذرية على غزة لا ينبغي رفضه، ودعوات الوزراء لتشجيع الهجرة الطوعية من غزة، ما جعل الكثير حول العالم يؤكدون أن هذه هي حكومة المتطرفين.

 

أسباب فقدان إسرائيل الدعم 

رأت «يديعوت» أن هناك عدة أسباب لفقدان هذا الدعم والتأييد الدولي، وهي كالتالي:

  • الحرب تسير بوتيرة أبطأ، واستغرقت وقتًا أطول مما وعدت به إسرائيل حلفاءها، كما أنها لم تسفر عن أي إنجازات حقيقية، إذ لم يتم إطلاق سراح المحتجزين أو اغتيال قادة حركة حماس.
  • مع استمرار الحرب، بدأت الاهتمام العالمي يتجول من ألم الإسرائيليين بعد الهجوم، إلى معاناة الفلسطينيين بسبب الحرب، إذ يعيش سكان القطاع في جوع، وسط انعدام الخدمات الطبية، دون مساكن ويعيشون في خيام، واحتلت تلك المعاناة صدارة الصحف العالمية، وبات العالم يرى في إسرائيل قوة احتلال مسؤولة عن القطاع.
  • الافتقار إلى رؤية تتعلق باليوم التالي للحرب، إذ لا يوجد أي استعداد إسرائيلي في الأفق للدخول في المسار السياسي، وأكدت الصحيفة «الافتقار إلى رؤية اليوم التالي هو خطؤنا نحن، وهو نتيجة لتطرف الحكومة الإسرائيلية ورفض نتنياهو الالتزام بعملية سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية».

 

ورأت أنه لو تقبّل نتنياهو رؤية الدولة الفلسطينية ووضع سلسلة من الشروط لكان الوضع مختلفًا، لكن استبعاده الكامل لتلك الرؤية يزيد الأمور تعقيدًا، متابعة: «العالم يقول لنا: دمروا حماس، ولكن بعد ذلك باشروا عملية سياسية وأنهوا هذا الصراع الدموي الذي لا نهاية له، ولكن الحكومة الإسرائيلية ليست مستعدة لسماع ذلك».

 

  • الضغوط من المسلمين في أوروبا والتقدميين في الولايات المتحدة، إذ يتزايد ضغط الرأي العام في العالم ضد تصرفات إسرائيل.
  • الاعتبارات السياسية أيضًا في الداخل الأمريكي، حيث تشير تقديرات إلى أن بايدن قد يخسر الانتخابات أمام ترامب، ويحدد موقف الحكومة الإسرائيلية على أنه يضر بدرجة كبيرة بفرص إعادة انتخابه.

 

وخلف الكواليس، هناك شك لدى بايدن بأن نتنياهو يريد فوز ترامب، وفي هذا السياق ينبغي الانتباه إلى تصريح نائبة الرئيس، كامالا هاريس، التي تميز بين حكومة إسرائيل وشعبها، حيث قالت هاريس، خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية، إنه «من المهم للغاية التمييز بين الحكومة الإسرائيلية ومواطني إسرائيل، الذين لهم الحق الكامل في الأمن، مثلهم مثل الفلسطينيين».

 

بقيادة نتنياهو، ارتكبت إسرائيل أخطاء سياسية جسيمة 

أكدت الصحيفة أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، ارتكبت أخطاء سياسية جسيمة في الأشهر الأخيرة، وبدلًا من احتضان الأصدقاء، دعم نتنياهو اليمين المتطرف، ويعلن بناء المستوطنات، ويدير الحرب كأنه شخص يريد لها أن تستمر إلى الأبد.

 

كما أن تزايد أعداد الضحايا الفلسطينيين يشوه صورة إسرائيل في العالم.

 

وخلا زيارة الوزير بحكومة الحرب، بيني غانتس، لواشنطن، ظهر دعم له وبدأ البعض يرون فيه بديلا عن نتنياهو، وأوضح غانتس أنه فوجئ بمدى الإحباط من نتنياهو، وأن الأميركيين لم يعودوا يثقون به ويخشون من أنه يحاول إطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى.

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. رويترز
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

 

ورأت «يديعوت» أن قرار الأمريكيين بإنشاء الميناء البحري على ساحل غزة هو تعبير عن عدم الثقة بإسرائيل في كل ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأن الأميركيين سئموا من حقيقة أن إسرائيل لا تعتقد أن من مسؤوليتها، باعتبارها القوة المحتلة، ضمان عدم موت الشعب الفلسطيني في غزة جوعًا.

 

واعتبرت تصريحات بايدن في خطاب «حالة الاتحاد» بأنه لا ينبغي النظر إلى المساعدات الإنسانية كورقة مساومة هو بمنزلة «صفعة مدوية على وجه إسرائيل».

 

وأكدت الصحيفة أن مسألة المساعدات الإنسانية برمتها فشل إسرائيلي ذريع، حيث قدمت إسرائيل للعالم أن كل الفلسطينيين في غزة هم بالنسبة إليها حماس، مشيرة إلى أنه بعد الانتقادات التي لاحقت غانتس خلال زيارته للولايات المتحدة، فلن نتفاجأ إذا رأينا حظرًا على الأسلحة لإسرائيل من أوروبا، ووفقًا للتقارير، بدأت الولايات المتحدة أيضًا في دراسة مسألة الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

 

وبينما لا تزال إسرائيل تتمتع بدعم قوي نسبيًّا في استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة والغرب، فإن هذا التأييد آخذ في التناقص ويركز بنحو أساسي على الجماهير المحافظة، من الرجال والكبار، وأصبح شباب العالم ضد إسرائيل.