الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

من قتل حلمي بكر؟

السبت 02/مارس/2024 - 11:27 م

لم يكن مجرد موسيقار مهم في تاريخ الموسيقى العربية في القرن العشرين، و لكنه كان واحد من أهم الشهود على زمن جميل عاش فينا و تأثرنا به. 

 

حلمي بكر ذلك الموسيقار الكبير الذي طالما نري ظهوره الدائم علي الشاشات العربية يروي حكايات و ذكريات و قصص و أسرار في كواليس حياة كبار نجومنا في عالم الغناء و الموسيقى. 

 

حلمي بكر ذلك الفنان المبدع الذي تغنى بألحانه كبار فناني مصر و الوطن العربي، ليلي مراد و صباح و وردة و نجاة و سميرة سعيد و محمد الحلو و أصالة و غيرهم. 

 

  إلي جانب قيامه بوضع الموسيقى التصويرية لعشرات الأفلام و المسلسلات التليفزيونية و الإذاعية و المسرحيات وتلحين فوازير رمضان نيللي و شيريهان و سمير غانم، ولكن يظل لحن " ياحبايب مصر " للمطربة التونسية عُليًا هو تاج أعمال هذا الموسيقار الكبير. 

 

أكثر من 1000 عمل فني قام به هذا الموسيقار الكبير الذي كان واحد من أهم حراس الفن و المحافظة على تاريخنا و ثقافتنا و هويتنا المصرية و خاض معارك ضارية مع مدًعييًن الفن منذ منتصف الثمانينات و حتي آخر يوم في عمره، حلمي بكر الذي ملأ شاشات التلفزيون بأرشيف فني تاريخي موثق لا نظير له. 

 

حلمي بكر شغل الرأي العام في أيامه الأخيرة بسب ما آلت إليه حالته الصحية و أصبح هناك تبادل التهم بين زوجته الأخيرة و إبنه الأكبر بشكل لا يليق بتاريخ و قيمة هذا الفنان الكبير. 

 

وما بين إتهامات إبنه ضد زوجته الأخيرة بإنها تحجب عنه كل زملائه و تلاميذه الذين يريدون رؤيته و الإطمئنان عليه و تقديم المساعدة له بأي شكل حتي لو يتم علاجه في الخارج و زوجته أودعته في مستشفى لا تليق به و تتعمد أن لا يتواصل معه أحد. 


ويقف مع إتهامات إبنه لزوجته الأخيرة الكثير من الفنانين علي رأسهم نقيب المهن الموسيقية الفنان مصطفى كامل، وما بين إتهامات زوجته الأخيرة هي الأخري لإبن الموسيقار حلمي بكر وهي إتهامات بعدم السؤال عنه أو الإطمئنان عليه و تنفي كل ما يقال عنها من كل من إتهمها بالإهمال و عدم العناية بحلمي بكر و ترفض زيارات الفنانين له و عدم الرد على تليفوناتهم للإطمئنان عليه. 

 

إتهامات هنا و هناك و الرجل طريح الفراش لا حول له ولا قوة و لا يستطيع أن يرد سواء بالنفي أو الإثبات بعد ما كان هو صاحب الردود القوية و العنيفه و قائد لثورات فنية كبيرة و تصريحات في منتهي الخطورة و الجرأة ولا أحد يستطيع أن يواجه أو يقف أمامه في حوار من هذا النوع، والسؤال هنا.. هل مات حلمي بكر من المرض أم من الظلم و الجحود و القهر؟..  

 

فترة مرضه الأخيرة التي إمتدت لأكثر من سنة  

لم نري موقف حاسم من إبنه الوحيد المهاجر لأمريكا فقد كان في إستطاعته أن ينزل فوراً إلى القاهرة ليقف بجوار والده سواء بالسفر معه لأمريكا أو البقاء معه هنا في القاهرة حتي يطمئن عليه و لكنه لم يظهر إلا في آخر ساعات حلمي بكر. 

 

النقابة ممثلة في النقيب مصطفى كامل وهو علي دراية كاملة بالحال الذي آل إليه حلمي بكر منذ فترة طويلة كان من الممكن و في إستطاعته أن يذهب لمحل إقامة حلمي بكر مع زوجته في محافظة الشرقية و معه يذهب إليه ولو بقوة القانون الذي يمثله كنقيب و يطمئن عليه بنفسه بعيداً عن المكالمات الهاتفية مع زوجته التي كانت ترفض الرد على هذه المكالمات . 


كان دور النقابة هو الأجدر علي حل هذه الأزمة ولو بالقوة و ليست بالدموع أمام الشاشات، أما زوجته الأخيرة فالها من الله ما تستحق بسبب ما آلت إليه حالة زوجها الصحية فكانت تستطيع أن تبتعد عن كل المشاكل و الضغائن التي بينها وبين إبنه الوحيد أو النقابة و تتخطي كل هذا من أجل صحة و حياة زوجها و أبو إبنتها و راعي إبنتها الكبري من زوجها الأول و لكن أصرت ان تختفي و معها زوجها و تودعه مستشفى لا تليق بحالته الصحية الحرجة ولا بمكانته الكبيرة فتدهورت حالته الصحية مع حالته النفسية. 

 

أين هم زملاءه و من إكتشفهم و ساندهم و قدمهم للجمهور فأصبحوا كواكب لامعه في عالم الغناء إكتفوا فقط بكتابة نعي له علي صفحاتهم الشخصية علي مواقع التواصل الإجتماعي عقب سماعهم بخبر وفاته. 

 

وفي النهاية مات حلمي بكر مقتولاً بسهام أقرب الناس و أحبهم إلى قلبه قبل أن يطعنه سهام المرض و عجز الشيخوخة.. فليرحمه الله رحمه واسعة و يسكنه فسيح جناته.