الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

كاتبة عبرية تطرح تساؤلا عبر "هأرتس": ماذا سيفعل سكان قطاع غزة عقب اجتياح الملاذ الأخير؟.. المكان الآمن بالنسبة لجيش الاحتلال هو فخ الموت لمئات الآلاف

السبت 10/فبراير/2024 - 01:41 م

نشرت صحيفة هأرتس العبرية اليوم ، السبت مقالا للكاتبة الاسرائيلية أميرة هس تتحدث فيه على السيناريوهات المحتملة لإجتياح رفح من قوات الاحتلال الاسرائيلي ، حيث قالت أنه يتركز معظم سكان قطاع غزة الذي ربما يصل عددهم حوالي 1،4 مليون نسمة في هذه المدينة اليوم .

 

 ويواصل عشرات الألاف الفرار من خان يونس حيث القتال هناك ، و يزداد الرعب لديهم أيضا لاستنتاجهم أنه لا يوجد  في العالم من يمكنه أو يريد أن يثني إسرائيل عن ذلك من تنفيذ نيتها ولا حتى أمر المحكمة الدولية في لاهاي بأن على إسرائيل أن تمنع الإبادة الجماعية.

 

وقالت أميرة أن المراسلون العسكريون في إسرائيل يقولون أو يفترضون أن الجيش الاسرائيلي ينوي إصدار أمر لسكان رفح بالانتقال إلى منطقة آمنة ، فمنذ بداية الحرب، ظل الجيش يلوح بأمر الإخلاء هذا ، الذي صدر بكل الوسائل كدليل على منع الأذى  عن المدنيين غير المتورطين ، وتشير الكاتبة الاسرائيلية أيضا أن المنطقة الآمنة التي تفرضها إسرائيل بدأت تتقلص وهى الان شريط ساحلي جنوبي تبلغ مساحته حوالي 16 كيلو مترا مربعا.

وتخيلت الكاتبة السيناريو المحتمل حدوثه لسكان رفح عقب الاجتياح  فإن تداعيات هذا الاشتباك سوف تكون غير إنسانية ، فكيف سيكون وضع 62،500 شخص لكل متر مربع في منطقة مفتوحة بلا منازل لإيواءهم و لا ماء ولا خصوصية ولاسبل  للعيش بلا مستشفيات أو عيادات بلا كهرباء ولا هواتف محمولة ولا مكان للنوم .

 

فإن بضعة آلاف منهم يستلقون على الأرض بينما الباقون واقفون مستيقظون ، إن أزيز الطائرات بدون طيار في الأعلى  ، وضرب الأطفال الذين ولدوا أثناء الحرب والذين ليس لدى أمهاتهم حليب أو لا يحصلن على ما يكفي منه ، سوف يثير أعصاب الجميع.

 

وأوضحت الكاتبة أن الحياة في رفح الآن عبارة عن معاناة ، حيث يعاني المليون ونصف المقيمين هناك الآن من الجوع و سوء التغذية والعطش والبرد والأمراض والالتهابات التي تنتشر وتصيب جلدهم وشعرهم وتشعرهم بالحكة طوال الوقت بالإضافة إلى الإرهاق الجسدي والعقلي وقلة النوم المزمنة ، فهم يتجمعون في المدارس والمستشفيات وفي المساجد ، وفي الخيام وفي الشقق التي تؤوى العشرات من أفراد الأسر النازحة ومنهم من يتعرض للإصابة ومن بينهم من بترت أطرافهم جراء التفجيرات أو العمليات الجراحية بما في ذلك الأطفال والرضع وكبار السن ومنهم من نفذت أمواله وممتلكاته ومن فقد أسرته وأقاربه وأصدقاءه ومنهم من هول الصدمة والفزع والرعب يفقد ذاكرته أو عقله فيصبح لا يتذكر حتى اسمه.

وأشارت  انه اذا كان هناك غزو بري بالفعل ، فإن الجيش الاسرائيلي سيعطي تحذيرا لمدة ساعتين فقط للسكان للإخلاء، وتتساءل الكاتبة هل هذه مدة زمنية تسمح للنزوح؟ 

 

كما تخيلت الكاتبة  ما الذي سيحدث نتيجة الذعر الجماعي للنساء والاطفال وكبار السن والمرضى والمعاقين والجرحى ، و أن المحظوظ منهم ستنقله عربات تجرها الحمير أو عربات يدوية ، والاخرين سوف يغادرون سيرا على الاقدام حاملين معهم أمتعتهم و ما تمكنوا من جمعه من بطانيات وأغطية بلاستيكية للمأوى وملابس للتدفئة وطعام .

 

وتابعت أن هذه الصورة ستتكرر  خلال الأيام القليلة القادمة أكثر من مرة في كل مرة يعلن فيها الجيش عن منطقة أخرى من المفترض أن يخلي سكانها بينما تتقدم الدبابات والمشاه نحوها ، وتؤكد أن القصف والمعارك ستقترب أكثر وأكثر من المستشفيات حتى لا يستطيع المصابين العلاج، وستحاصرهم الدبابات ويأمرون جميع الأطباء والجرحى بإخلاء المشفى وستنقطع عنهم جميع وسائل الاتصال ليبقوا منعزلين عن العالم.

وأكدت على أن جنود الاحتلال وقادته يفسرون أمر الإخلاء بطريقة مختلفة فإن أي شخص يبقى في منطقة الغزو لا يعتبر مواطنا بريئا وليس  غير متورط ، فإن الاشخاص الذين سيبقون في منازلهم ويخرجون لجلب المياه من منشأة في المدينة لا تزال تعمل أو من بئر خاصة ، وفرق تمريض سيتم استدعاؤها لعلاج المريض، ونساء حوامل سيسيرن إلى مستشفى قريب للولادة هناك- كل ذلك وفقا لتجربة هذه الحرب وحتى السابقون "مجرمون" في نظر الجنود – فإن إطلاق النار وقتلهم يأتي في إطار تعليمات ، حيث سيقصف كل هدف حتى لو من بين مئات الالاف وبالتالي سيكون المكان الآمن هو فخ الموت لمئات الآلاف .