السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

لقاءات بروكسل مستمرة.. نشاط مكثف للخارجية المصرية.. وسامح شكري يلتقي سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي ورئيسة البرلمان الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي لبحث تطورات الأوضاع في غزة

الثلاثاء 23/يناير/2024 - 12:23 م
سامح شكري وزير الخارجية
سامح شكري وزير الخارجية

التقى  سامح شكري وزير الخارجية بالسيد " ينس ستولتنبرج " سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، مساء أمس الاثنين ، وذلك على هامش زيارته الحالية التي يقوم بها للعاصمة البلجيكية بروكسل لرئاسة الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي. ويأتي اللقاء في إطار الاهتمام بالتشاور مع الحلف بشأن تطورات التعاون الثنائي وتطورات الأزمات الإقليمية الراهنة، جاء ذلك في تصريح أدلي به السفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية.

 

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن اللقاء أعاد التأكيد على الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر والحلف، وتثمين مستوى التعاون القائم، وهو ما انعكس في زيادة وتيرة تبادل الزيارات رفيعة المستوى خلال العام الماضي.  كما تناول الجانبان سبل تعميق آليات التشاور المتبادل تجاه القضايا محل الاهتمام، والجهود الجارية لتدشين برنامج الشراكة المُصمم بشكل فردي Individually Tailored Partnership Program (ITPP)، الذي ينظم العلاقات بين الجانبين. وقد أعرب الوزير شكري والسكرتير العام عن التطلع لتدشين البرنامج في أقرب فرصة، بما يمهد لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما في مجالات بناء القدرات ونقل الخبرات، مكافحة الارهاب ومكافحة العبوات الناسفة والمرتجلة C-IED، بالإضافة إلى التعاون في مجال إزالة الألغام، أخذًا بعين الاعتبار التوسع الجغرافي للمناطق الحضرية بالقرب من حقول الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، وعلى ضوء الإمكانات والخبرات التي يتمتع بها حلف الناتو في هذا المجال. هذا، وقد حرص سكرتير عام حلف الناتو على تأكيد تثمينه للشراكة القائمة بين مصر والحلف، وتقديره للدور المحوري الذي تضطلع به مصر في المنطقة ومساهمتها في تعزيز الأمن والاستقرار بها.

 

وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اللقاء تطرق أيضاً إلى تبادل الرؤى والتقييمات لعدد من القضايا في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة الجارية في غزة ومستقبل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى التطورات الجارية في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، حيث أطلع الوزير شكري سكرتير عام الناتو على محددات الموقف المصري إزاء تلك القضايا وجهود مصر على صعيد هذه الملفات، وكذا في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة. كما استمع السيد الوزير إلى تقييم السكرتير العام بشأن تطورات الأزمة الأوكرانية.

 

وفي سياق متصل، استعرض وزير الخارجية في ختام اللقاء إمكانات مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام CCCPA، وجهود بناء القدرات التي يضطلع بها المركز في أفريقيا ولاسيما في موضوعات تغير المناخ، باعتباره أحد مراكز التدريب والتعليم الشريكة لحلف الناتو Partnership Training and Education Centers PTEC. ومن جانبه، ثمن سكرتير عام حلف الناتو الجهود التي يضطلع بها المركز، معربًا عن اهتمامه بالتعاون مع مصر في جهود بناء القدرات في أفريقيا.
 

وزير الخارجية يلتقي برئيسة البرلمان الأوروبي ببروكسل

التقى  سامح شكري ايضا، برئيسة البرلمان الأوروبي "روبرتا متسولا"،

وذكر السفير أحمد أبو زيد، أن اللقاء يأتي في إطار حرص وزير الخارجية على التواصل والحوار مع مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي، حيث أكد الوزير شكري لرئيسة البرلمان الأوروبي على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بما في ذلك البرلمان الأوروبي، لاسيما في إطار العمل الجاري على توطيد وترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

 

وأكد الجانبان خلال اللقاء على الرغبة المشتركة في تعزيز الحوار البناء والموضوعي بشأن مجالات التعاون المشترك. وشدد الوزير شكري في هذا الصدد على أهمية أن يستند جوهر هذا الحوار إلى أسس الصداقة والاحترام المتبادل والتفهم لحجم التحديات التي تحيط بمصر والأعباء التي تتحملها جراء التحديات الدولية والإقليمية الراهنة. كما نوه بأهمية دور البرلمان الأوروبي في إيلاء الدعم اللازم لمصر للاستجابة للتحديات الاقتصادية التي تواجهها نتيجة للأزمات الإقليمية والدولية المتلاحقة وما تفرضه من تحديات متزايدة.

 

وأضاف السفير أبو زيد، بأن وزير الخارجية استعرض خلال اللقاء ملامح عملية التحديث الشاملة التي تشهدها مصر على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية وتعزيز منظومة حقوق الإنسان وتمكين المرأة والشباب، منوهاً إلى أهمية تعزيز التعاون المثمر بين مصر والجانب الأوروبي، خاصة في مجال تمكين الشباب وعلي صعيد التبادل الطلابي والاستفادة من البرامج التي يوفرها الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

 

ومن جانبها، أكدت رئيسة البرلمان الأوروبي على أهمية واستراتيجية علاقات الاتحاد الأوروبي بمصر وأهمية أن يتم توظيفها لخدمة مصالح الجانبين ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة بعد التنسيق والتشاور. كما أكدت على الدور الإقليمي والمحوري الذي تضطلع به مصر إزاء المنطقة وجهودها المستمرة في تحقيق الأمن والاستقرار بها، والذي يصب أيضاً بالتبعية في صالح أمن القارة الأوروبية.

 

هذا، وكشف المتحدث الرسمي بأن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة والتهديدات الراهنة لأمن الملاحة في البحر الأحمر، حيث حرصت رئيسة البرلمان الأوروبي على الاستماع لتقييم الوزير سامح شكري للموقف الحالي لأزمة قطاع غزة وسبل إنهاء تلك الحرب. ونوه الوزير شكري في هذا السياق بأهمية الدور الذي يمكن أن يضطلع به البرلمان الأوروبي باعتباره صوت وضمير المواطن الأوروبي، في المطالبة بوقف إطلاق النار، والالتفات إلى معاناة الشعب الفلسطيني غير المسبوقة على مدار ما يزيد عن مائة يوم من الحصار والتجويع والاستهداف. هذا، وتطرقت المناقشات أيضاً إلى الأوضاع في اليمن والسودان.

 

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على حوار مباشر ومتواصل بين الجانبين المصري والأوروبي بشكل يسهم في تعزيز التفاهم المشترك وتناول كافة القضايا ذات الاهتمام من خلال الحوار البناء.
 

 

 وزير الخارجية يلتقي رئيس المجلس الأوروبي

التقي  سامح شكري، ايضا مع رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل"، وذلك خلال زيارته الحالية إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لرئاسة وفد مصر في الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي.

 

وأوضح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة وسبل تعميق الشراكة الوثيقة القائمة بين الجانبين، حيث أكد رئيس المجلس الأوروبي على الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقته مع مصر وكون مصر شريكاً استراتيجياً هاماً للاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات المشتركة، وأن الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون يؤكد عُمق هذه الشراكة الحقيقة ما بين مصر والاتحاد الأوروبي.

 

كما أكد " ميشيل" دعم المجلس الأوروبي لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لمستوي الشراكة الإستراتيجية الشاملة، والتي من شأنها أن تنقل التعاون الثنائي بين الجانبين إلى آفاق أرحب تتوافق مع الزخم السياسي الذي تشهده العلاقات المصرية الأوروبية. وشدد رئيس المجلس الأوروبي على أن التحديات الإقليمية الراهنة أثبتت الدور المحوري والإقليمي لمصر كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة التي أصبحت تموج بالاضطرابات، كما أثبتت كون مصر شريكاً يمكن الاعتماد عليه والوثوق به في مواجهة هذه التحديات.

 

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية على تعويل مصر على دعم المجلس الأوروبي لمسار ترفيع العلاقات بين الجانبين، لما ستمثله هذه الخطوة من نقلة نوعية في التعاون المؤسسي بين الجانبين وفقاً لأولوياتهما المشتركة.

 

هذا، وأضاف السفير أبو زيد، بأن التطورات الإقليمية، ولاسيما الأوضاع في غزة، خيمت على المناقشات بين الجانبين، حيث استعرض وزير الخارجية جهود مصر الحثيثة في حلحلة الأزمة الراهنة في قطاع غزة، وضمان النفاذ المستدام لأكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع، مشيراً في هذا السياق إلى المعوقات التي تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات والتي تعقد من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة الذي أصبح أغلب سكانه من النازحين. كما أعاد السيد سامح شكري التحذير من مغبة استمرار الأزمة في غزة واتساع دائرة الصراع والزج بالمنطقة في سيناريوهات وشيكة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وبدأت تظهر ملامحها في التوترات التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر وتأثيراتها على أمن الملاحة الدولية. وشدد على حتمية إيجاد مسار سياسي لتسوية القضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين للوصول إلى حل شامل ومستدام لها باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تبادل الجانبان أيضاً التقييمات بشأن الأوضاع في السودان والصومال.

 

وأردف المتحدث الرسمي، بأن رئيس المجلس الأوروبي أعرب خلال اللقاء عن تقديره البالغ لعلاقة الصداقة التي تجمعه مع السيد رئيس الجمهورية، وحرصه على التواصل المستمر مع السيد الرئيس تقديرًا لدوره وحكمته في إدارة الأمور والتعامل مع مختلف القضايا والأزمات على المستويين الاقليمي والدولي، كما أكد الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي للتنسيق مع مصر لارتباط أمن واستقرار مصر والمنطقة بأمن واستقرار القارة الأوروبية.

 

هذا، وفى نهاية اللقاء اتفق الجانبان على استمرار التواصل والتشاور حول سبل تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي بما يعكس الزخم السياسي الذي تشهده العلاقات، فضلاً عن استمرار التنسيق الوثيق بشأن التطورات والتحديات الإقليمية والدولية الراهنة.