الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

ناجٍ من الهولوكوست.. إسرائيل ترسل أكبر قانونييها إلى لاهاي

الأربعاء 10/يناير/2024 - 11:20 ص
 أهارون باراك
أهارون باراك

تعقد محكمة العدل الدولية غدا الخميس جلسات للنظر في قضية رفعتها جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية  في حرب غزة، وتطالب بوقف عاجل لحملتها العسكرية.

 

ولهذا الغرض ترسل إسرائيل كبار الخبراء القانونيين، منهم أحد الناجين من الهولوكوست والمثير للجدل، إلى لاهاي لمواجهة الاتهامات، بحسب "أسوشيتيد برس".

 

ناجٍ من الهولوكوست

فقد عينت إسرائيل، التي يحق لها باعتبارها أحد الأطراف في القضية، إرسال خبير قانوني، رئيساً سابقاً للمحكمة العليا الإسرائيلية للانضمام إلى أعضاء المحكمة الأساسيين الخمسة عشر الذين سيبتون في هذا الاتهام.

 

واختارت إسرائيل أهارون باراك، الدعامة الأساسية للقانون في البلاد لعقود، للانضمام إلى لجنة القضاة الدوليين.

 

وكان باراك المدعي العام السابق ومفاوض السلام الذي شغل منصب رئيس المحكمة العليا في إسرائيل من عام 1995 حتى عام 2006، وحكم في قضايا تتعلق بتعامل إسرائيل مع الفلسطينيين.

 

كذلك حصل باراك البالغ من العمر 87 عاماً، والذي يتمتع بشهرة عالمية، على شهادات فخرية من جامعات عريقة، منها جامعتا ييل وأكسفورد.

 

وقال إنه أحد الناجين من الهولوكوست، وتم إرساله إلى كوفنو غيتو في ليتوانيا عندما كان في الخامسة من عمره. وقد تكون هذه التفاصيل الشخصية مهمة في مناقشاته مع القضاة الآخرين.

 

القاضي اهارون باراك (أسوشيتيد برس)

القاضي اهارون باراك 

 

انتقده نتنياهو وحرض ضده

لكن قبل بضعة أشهر فقط، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاؤه بتشويه سمعة باراك بينما كانوا يمضون قدما في خططهم لإصلاح القضاء الإسرائيلي.

 

ونظم متظاهرون اعتصامات أمام منزله في تل أبيب، وانتقده سياسيون في خطابات في الكنيست. لكن في مواجهة القضية في لاهاي، تغير موقف نتنياهو بسرعة، في مفاجأة حتى لمنتقديه.

 

مخاوف إسرائيلية

وتأمل إسرائيل أن يتغلبوا بخبرتهم على ادعاء جنوب إفريقيا بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ، وأن تمنع صدور أمر من المحكمة لإجبار إسرائيل على وقف القتال.

 

التعامل مع محكمة العدل الدولية أمر غير معتاد بالنسبة لإسرائيل، التي تعتبر عادة الأمم المتحدة والمحاكم الدولية غير عادلة ومتحيزة.

 

كذلك يعكس قرار المشاركة بدلا من المقاطعة مخاوف إسرائيلية من أن يصدر القضاة أمرا لإسرائيل بوقف حربها ضد حماس وتشويه صورتها دوليا.

 

قد تستمر لسنوات

يذكر أن جنوب إفريقيا، التي طالما انتقدت بشدة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، أقامت الدعوى أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة في هولندا.

 

في حين ترفض إسرائيل بشدة مزاعم الإبادة الجماعية، قائلة إنها تخوض حربا للدفاع عن النفس وتقول إن تحركاتها تتوافق مع القانون الدولي، وإنها تبذل قصارى جهدها لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، وتلقي باللوم على حماس في التمركز في المناطق السكنية.

 

ومن المرجح أن تستمر القضية لسنوات. لكن مذكرة جنوب إفريقيا تتضمن طلبا من المحكمة أن تصدر بشكل عاجل أوامر مؤقتة ملزمة قانونا لإسرائيل "بتعليق عملياتها العسكرية على الفور في غزة وضدها".

 

يشار إلى أن الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي غير المسبوق أدى إلى استشهاد أكثر من 23200 فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، وفق مسؤولي الصحة في قطاع غزة.

 

كما أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى نزوح ما يقرب من 85 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وبات العديد منهم لا يملك منازل للعودة إليها، كما يتضور أكثر من ربع السكان جوعا.