الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

تقرير أمريكي: أمام نتنياهو خيارين "السجن والملاحقة" أو مواصلة الحرب

الثلاثاء 09/يناير/2024 - 03:39 م
 بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

كشف تقرير أمريكي أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون أنهم في ورطة حقيقية في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "المنبوذ" والملاحق داخلياً والباحث عن مصالح إسرائيل، لكن لا مفر من التعامل معه لمحاولتهم احتواء الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقاً لتقرير نشره موقع "بوليتكو" الأمريكي.

 

وبحسب الموقع، يحاول الزعيم الإسرائيلي البقاء في منصبه وتجنب السجن بتهم الفساد، وهما رغبتان مرتبطتان جعلتاه منذ فترة طويلة يخضع لمطالب أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم. والآن، فإن حكم المحكمة العليا الإسرائيلية ضد جهوده لإصلاح السلطة القضائية قد يجعله أكثر عرضة للخطر، بحسب "بوليتيكو".

 

ولدى الشخصيات اليمينية المتطرفة، ولا سيما الوزيرين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، "وجهات نظر عميقة معادية للفلسطينيين" وتقاوم المقترحات الأميركية التي يعتبرانها "ودية للغاية تجاه الفلسطينيين". وإذا تخل هؤلاء عن ائتلاف نتنياهو، فقد يخسر رئاسة الوزراء، مما يزيد من المخاطر القانونية التي يواجهها. وبالتالي هذا الوضع جعل نتنياهو متردداً في الأخذ بالنصيحة الأمريكية بشأن الحرب، وهو إشارة إلى أن التوترات الأمريكية-الإسرائيلية سوف تتزايد في الوقت الذي يكافح فيه الفلسطينيون من أجل النجاة من القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.

 

قتلى إثر قصف إسرائيلي على غزة

قتلى إثر قصف إسرائيلي على غزة

 

وفي هذا السياق قال مسؤول أميركي مطلع على المناقشات الأمريكية-الإسرائيلية: "ليس من الواضح دائماً من يقود القطار في إسرائيل، لقد كانت هناك أوقات ألمح فيها نتنياهو أو حتى كان أكثر وضوحاً في قوله لنا: يداي مقيدتان كما تعلمون ولدي هذا التحالف.. إنها الضرورات السياسية التي أواجهها".

 

من جهته وصف آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط، نتنياهو بأنه "يائس بشكل متزايد.. فهو الرجل الذي طالما صور نفسه على أنه أفضل أمل لإسرائيل لتحقيق الأمن في منطقة صعبة وهي الصورة التي تضررت بشدة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر والذي أشعل فتيل الحرب". وأضاف: "إنه مثال رهيب لزعيم خلط بين بقائه السياسي وبين ما يعتبره المصالح الفضلى لهذا البلد. إنه مزيج رهيب ويؤدي إلى اتخاذ قرارات رهيبة".

 

ويُعتبر نتنياهو رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل، حيث شغل هذا المنصب بشكل متقطع لمدة 16 عاماً تقريباً. والآن قد تكون فرصه في البقاء في السلطة أعلى كلما طال أمد الحرب، كما قال بعض المحللين والمسؤولين الأمريكيين.

 

وعلى الرغم من الغضب الكبير الذي يشعر به الإسرائيليون تجاه نتنياهو بسبب الفشل الأمني الذي حدث في 7 أكتوبر، فإنهم قد يفضلون الاستقرار السياسي، على الأقل خلال هذه المرحلة من القتال العنيف.

 

وفي الواقع، قد يأتي العامل المنقذ لنتنياهو من أن الصراع أدى إلى شعور جديد بالوحدة بين الإسرائيليين الذين كانوا في السابق منقسمين بشدة حول الإصلاح القضائي الذي حاول إجراءه إلى حد كبير بناءً على طلب من حلفائه الأكثر ميلاً إلى اليمين.

 

كيربي: يجب زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

 

 

وفي السر، يشعر البعض في إدارة جو بايدن بالغضب من أن نتنياهو لا يزال الرجل على رأس الحكومة الإسرائيلية، ويعتقدون أن "مدة صلاحيته السياسية محدودة"، ولم ينسوا كيف أن نتنياهو، من وجهة نظرهم، لم يحترم باراك أوباما وتودد لدونالد ترامب مستغلاً الانقسامات الحزبية في أميركا. لكن المسؤولين الأميركيين لا يتخلون عن نتنياهو وسط هذه الأزمة، بحسب "بوليتيكو".

 

ورداً على سؤال للتعليق على موقف نتنياهو في إسرائيل والعلاقات الحالية مع إدارة بايدن، قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لن نعلق على السياسة الداخلية لدولة أخرى"، لكنها أشارت إلى أن بايدن ونتنياهو لديهما علاقة طويلة الأمد.

 

من جهته رفض مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية فكرة "إضعاف نتنياهو"، وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "إنه قوي كما كان دائماً ويقود هذه الحرب بمهارة وحكمة. نحن نقدر دعم الرئيس بايدن وصداقته لإسرائيل وزعيمها".

 

هذا وقال اثنان من المسؤولين الأمريكيين لـ"بوليتيكو" إن نتنياهو غير راغب في الموافقة على بعض الطلبات الأميركية. وعلى سبيل المثال، حثت الولايات المتحدة إسرائيل على الإفراج عن جزء كبير من عائدات الضرائب المخصصة للسلطة الفلسطينية، ويبدو أن نتنياهو غير مستعد لمخالفته.

 

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أيضاً أن الضغط السياسي من اليمين المتطرف هو أحد الأسباب التي تجعل نتنياهو يتراجع عن طلبات الولايات المتحدة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعاني العديد من الفلسطينيين من الجوع. وفي هذا السياق قال المسؤول الأمريكي: "إنه أمر محبط للغاية".