السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

قراءة في مقالات الصحافة العالمية.. هآرتِس:اليهود والفلسطينيون "ضحايا العنصرية الغربية"... الجارديان: من غزة إلى أوكرانيا.. ما رأي رواد حقوق الإنسان في عالمنا اليوم

الخميس 14/ديسمبر/2023 - 04:14 م
صورة ارشيفية غزة
صورة ارشيفية غزة

جولة الصحف الأجنبية والعربية اليوم تبدأ بـ"عنصرية" الغرب التي أضرت بكل من اليهود والفلسطينيين، ثم تمر بدروس الاحتفال بمرور 75 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مع تواصل الحرب في غزة وأوكرانيا، لتنتهي بأن ما يحدث في غزة ليس سوى "تهجير".

 

ونبدأ بمقالة صحيفة هآرتِس الإسرائيلية التي كتبها سلافوي جيجيك، ويلوم فيها الغرب على ما زال يعانيه اليهود والفلسطينيون على السواء من "عنصرية".

 

ويبدي الكاتب في مقالته اهتماما بينا بما يسميه الروايات التاريخية للأحداث التي لا يمكن بدونها فهم تلك الأحداث والاكتفاء فقط بالتعبير عن صدمتنا بها وحزننا بسببها.

 

ويرى الكاتب أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" .. لكنه، كما يقول، لايتعاطف "مع تصرفات إسرائيل وحكومتها الحالية"، مؤكدا أنه ليس لإسرائيل "الحق الكامل في تدمير حماس".

 

 

لماذا كان هجوم حماس وقصف إسرائيل لغزة مؤلما؟

ويتساءل: "لماذا تكون نتائج القصف الإسرائيلي لغزة مؤلم إلى هذا الحد؟

 

ويرجع ذلك إلى "السياق التاريخي: فإن قتل المواطنين الأبرياء على يد  اسرائيل  يثير ذكرى المحرقة، في حين يعيش الفلسطينيون قصف غزة باعتباره نكبة ثانية".

 

ويقر بأن القرن العشرين شهد "فظائع أسوأ من تلك التي شهدها يوم 7 أكتوبر".

 

ويرى الكاتب أن ثمة إشكالية كبيرة في قبول "تمييز بعض المنتقدين بين هجوم حماس في السابع من أكتوبر  والقصف الإسرائيلي لغزة" .. إذ يمثل الأول .. "قسوة متعمدة، بينما يعد الأخير 'أضرارا جانبية' غير مقصودة".

 

ويعقد الكاتب مقارنة بين ما يصفه بـ"التطهير العرقي التدريجي في الضفة الغربية والمجزرة الوحشية والمفاجئة التي ارتكبتها حماس".

 

ويقول إن الفرق بينهما هو الفرق بين "العالم الأول والعالم الثالث. في العالم الأول .. المتقدم، تحدث الهجمات من الخارج في الغالب في شكل أحداث مفاجئة من الوحشية الصادمة، مثل هجمات 11 سبتمبر ومذبحة عام 2015 في مسرح باتاكلان في باريس، وهجوم حماس في 7 أكتوبر".

 

أما "في بلدان العالم الثالث، فتكون الفظائع في الغالب عمليات طويلة ومؤلمة .. تستمر أحيانًا لأجيال وتصبح جزءا من روتين الحياة".

 

 

"ليس هناك معاناة أكثر أو أقل بشاعة"

ويعرض لما تتعرض له العائلات الفلسطينية من "مجموعات من المستوطنين اليهود بانتظام" .. من تهديد وضرب .. وقتل.

 

ويتساءل الكاتب: "وماذا كان الرد الرسمي؟"

 

"يقول الجيش الإسرائيلي إن عددا من الفلسطينيين استشهدوا في اشتباكات بين مستوطنين يهود وفلسطينيين في القرية التي كان من المقرر أن تقام فيها جنازة وإن التحقيق جار".

 

أوروبا ضحية حرب غزة

ويرى الكاتب أن "الكارثة هي أن إسرائيل، التي تأسست نتيجة لشعور أوروبا الهائل بالذنب في أعقاب المحرقة في محاولة يائسة لمنح اليهود ملاذا آمنا، أصبحت الآن رمزا للقمع والاستعمار الأوروبي".

 

ويقول: "الخطيئة الأصلية هي خطيئة دول أوروبا الغربية، التي حاولت التكفير عن المحرقة بمنح اليهود قطعة أرض كان معظمها مأهولا بآخرين منذ مئات السنين".

 

ويرى الكاتب أن "الضحية الأكبر للحرب في غزة ستكون أوروبا .. لأنها أضاعت الفرصة التي أتيحت لها لإسماع صوتها الفريد عندما انضمت .. إلى الولايات المتحدة في تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل".

 

لكنه يرى بصيص أمل في إسرائيل في "الارتفاع البطيء للتضامن بين المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل واليهود الذين يعارضون الحرب المدمرة".

 

ويختتم مقالته بنصح الجانبين بالتضامن "معا لأنهم كانوا (ولا يزالون) ضحايا للعنصرية الغربية".

 

 

"من غزة إلى أوكرانيا، ما رأي رواد حقوق الإنسان في عالمنا اليوم؟"

 

ومع مرور 75 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كتب فيليب ساندس مقالة في صحيفة الجارديان تحت عنوان: "من غزة إلى أوكرانيا، ما رأي رواد حقوق الإنسان في عالمنا اليوم؟"

 

ويربط الكاتب بين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948 من أجل "حماية الأفراد"، ويجب "أن نناضل من أجل الدفاع عنه وتوسيع نطاقه"، واتفاقية منع الإبادة الجماعية، التي وقعت في عام 1948 نفسه، والتي تسعى إلى "حماية الجماعات".

 

ويشير الكاتب إلى كتابين صدرا عام 1944، أحدهما "حكم المحور في أوروبا" الذي كتبه رافائيل لمكين، وصاغ فيه تعبير "إبادة جماعية". أما الآخر فهو "الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان" التي وضعها هيرش لوترباخت، ونُشرت بعد بضعة أشهر، وطرح فيها الأفكار التي استرشدنا بها في مجال حقوق الإنسان و"الجرائم ضد الإنسانية".

 

وطرح فيليب ساندس بعد ذلك عددا من التساؤلات أبرزها: "كيف سيكون شعور الكاتبين اليوم بعد مرور 75 عاما؟"

 

"كيف سيكون شعورهما إزاء الوفيات الفظيعة التي تلت ذلك في غزة؟" .

 

ويقول الكاتب إنه من الصعب التكهن بالجواب، لكنه يحدثنا عما يشعر به هو. فهو يرى أن "هذه ليست لحظة احتفال، بل لحظة اعتراف بما لا يزال يتعين علينا القيام به .. وبما هو مختلف اليوم".

 

 

دروس مهمة

ويقول إن ثمة نقاطا مهمة "تتبادر إلى ذهني في هذه الأوقات الكئيبة، في هذا العالم الذي ينعدم فيه القانون".

منها: حماية ما لدينا، وما أنجز في تلك اللحظة الرائعة من عام 1948.

 

والبناء على المساءلة للجميع، ودعم اتفاقية لجنة القانون الدولي بشأن الجرائم ضد الإنسانية، ودعم المساءلة عن الجرائم الدولية كافة، ومن بينها جريمة العدوان. ودعم "محكمة جنائية دولية تحاسب الجميع، وليس فقط الأضعف".

 

 

"ما يحدث في غزة: هو تهجير .. هو تهجير"

وننهي جولتنا بما كتبته فيحاء عبد الهادي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية تحت عنوان: "ما يحدث في غزة: هو تهجير".

 

وترى الكاتبة أن ما يحدث في غزة بعد "السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجازر مروّعة، وإبادة جماعية، وإرهاب ممنهج، وبث للرعب والهلع والخوف، وتدمير لشبكات المياه والمجاري والكهرباء .. والمستشفيات، وأماكن العبادة .. ما هو إلاّ امتداد لتاريخ طويل، ومخطط قديم للاستيلاء على أرض فلسطين، وتهجير الفلسطينيين .. بدأ مباشرة بعد صدور قرار التقسيم في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، وما زال مستمراً بأشكال ومسمّيات ووجوه متعددة".

 

 

مصطلحات للتبرير والتجميل

وتقول إن المصطلحات غير الدقيقة المستخدمة في وصف عملية التهجير .. ليست "سوى محاولة لتجميل وتبرير موضوع التهجير والترحيل، الذي هدف منذ بداياته وحتى الآن، إلى تطهير عرقي لفلسطين كلها".

 

وتقول إن "وصف التهجير بأنه قسري لا يضيف إلى معنى الكلمة شيئا، لأن كلمة تهجير دالة في ذاتها لوصف عملية الاقتلاع والترحيل بالقوة والعنف، سواء .. تحت القصف بعشرات الآلاف من الأطنان من القنابل المحرمة دوليا، أو ضرب الرصاص، أو إطلاق القذائف .. أو تمّ نتيجة تحويل الحياة الطبيعية إلى جهنم على الأرض ..".

 

"لا بد من تفعيل الذاكرة لإيقاظ العالم"

وترى الكاتبة أنه إذا كان "المحتل .. قد استطاع أن يعمي عيون العالم وضميره عمّا جرى عام 1948، فهو لن يستطيع أن يفعل ذلك الآن".

 

"ما يجري .. في القدس وجنين ونابلس وطولكرم والخليل ومدن وقرى ومخيمات فلسطين كلها، وخاصة في غزة، يفتح باب الذاكرة على مصراعيه بشأن ما حدث عام النكبة الأولى من جرائم ضد الإنسانية".

 

وتدعو الكاتبة في نهاية مقالتها إلى تفعيل الذاكرة "من أجل إيقاظ العالم من سباته وتحيّزه وازدواجية معاييره"، .. إذ "لا حلّ ولا سلام ولا أمان إنسانيا في العالم بأسره، دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال الوطني".