الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

مستشفيات غزة ما بين حصار وقصف.. خمس مجمعات طبية خارج الخدمة.. والمنظمات الدولية تقف مكتوفة الأيدي أمام بطش إسرائيل

الخميس 23/نوفمبر/2023 - 04:36 م
صورة ارشيفية لاحدي
صورة ارشيفية لاحدي مستشفيات غزة

مع تواصل الهجمات الإسرائيلية على غزة لليوم الـ48، اليوم الأربعاء، ووسط حديث عن تحرك الجيش باتجاه الجنوب المكتظ أصلاً بالنازحين من الشمال، واستشهاد  أكثر من 14 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 31 ألفاً آخرين، ما زالت مستشفيات القطاع التي خرج أكثر من نصفها عن الخدمة، تطلق صيحاتها نحو المنظمات الإغاثية لوقف استهداف الجيش الإسرائيلي المباشر لها.

 

ويستفيد سكان محافظات القطاع من الخدمات الصحية في 35 مستشفى، بمعدل 1.59 مستشفى لكل 100 ألف نسمة، 13 مستشفى منها حكومي و17 مستشفى غير حكومي، ومستشفيان يتبعان وزارة الداخلية والأمن الوطني، وثلاثة مستشفيات خاصة.

 

وتتوزع المستشفيات على خمس مناطق، 18 منها داخل مدينة غزة، وستة في خانيونس، وخمسة تقع شمالي القطاع، وثلاثة مستشفيات في دير البلح، ومثلها في رفح.

 

أول منشأة طبية في قطاع غزة

تشير مراجع التراث الطبي العربي في غزة إلى أن أول منشأة طبية في غزة كانت تسمى "بيمارستان غزة" ما يعني (دار الشفاء)، وأنشأه علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي الفقيه عام 1344، الذي تولى إدارة غزة عام 1311 ميلادية.

كان "بيمارستان غزة" يقع على مساحة 3 آلاف متر مربع، في المنطقة المقابلة للجامع العامر الكبير من جهة الشرق حتى شارع البوسطة، ومن الشارع الضيق شمالاً حتى شارع عمر المختار جنوباً.

ويُشار إلى مستشفيات غزة على أنها امتداد لـ "بيمارستان غزة".

 

 

مجمع الشفاء الطبي

هو أكبر مجمع طبي في شمال غزة، وهو مجمع حكومي يضم ثلاثة مستشفيات رئيسية وهي: مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنية ومستشفى النساء والتوليد. ويقع المجمع في حي الرمال على الساحل الغربي، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1946 إبان الانتداب البريطاني في فلسطين.

وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سريراً، في حين يستقبل المجمع منذ بدء الحرب على غزة يومياً ما يزيد عن 3 آلاف وهو ما يفوق أضعاف القدرة الاستيعابية له. ويعمل فيه حوالي 1500 موظف.

 

 

اقتحم الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء 15 من نوفمبر الماضي، مجمع الشفاء الطبي، بعد حصار دام أياما وغارات ليلية استهدفت محيط المجمع وطوقت الدبابات الإسرائيلية كل الطرق المؤدية إلى المجمع الطبي، كما ضيقت الخناق على بوباته.

واتهم الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باستخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية، وتحدث عن وجود شبكة أنفاق ومركز قيادة للحركة داخل المجمع، ونشر صور أسلحة وذخائر لما قال إنها تعود لحركة حماس، من داخل المستشفى. وهي رواية سرعان ما فُندت من قبل حركة حماس وأطباء ومسؤولين في المستشفى.

 

 

وما زال المستشفى يتلقى أمرا بالإخلاء، إلا أن الطاقم الطبي في المجمع الذي غادر معظمه خوفاً من الاستهداف، يؤكد أنه لا مجال لإخلاء المرضى والجرحى نظراً لحالتهم الصحية الحرجة وقام السلطات الاسرائيلية بالقبض علي مدير المستشفي محمد أبو سلمية  وعدد من الكوادر الطبية صباح اليوم الخميس 

 

 

المستشفى الإندونيسي

يقع المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة. وافتتح عام 2014 بإشراف وتنفيذ مؤسسة ميرسي الإندونيسية وبتمويل من الشعب الإندونيسي.

 

يعمل المستشفى بسعة 110 أسرة (جراحة وباطنية وعظام)، منها 10 أسرة عناية مركزة. كما يضم جهاز أشعة مقطعية CT هو الأحدث في قطاع غزة.

 

 

اليوم يشهد المستشفى كغيره من مستشفيات غزة تهديدات وإنذارات ومطالبات من قبل الجيش الإسرائيلي بضرورة الإخلاء.

 

وفي 28 و29 أكتوبر الماضي، قُصف محيط المستشفى بعد أوامر إخلاء صدرت عن الجيش الإسرائيلي.

 

 

وعرض الجيش الإسرائيلي صوراً عبر الأقمار الاصطناعية لما قيل إنها قاعدة إطلاق صواريخ تابعة للحركة تقع على بعد 75 متراً من المستشفى.

 

وإلى جانب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المستشفى، أسفر استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفى عن مقتل 12 شخصاً من ضمن النازحين والجرحى الذين يبلغ عددهم قرابة 2600، خلال اليومين الماضيين.

 

 

ودفع هذا إندونيسيا إلى استنكار الهجوم الإسرائيلي على المستشفى، وقالت إن "هذا الهجوم انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني".

 

المستشفى المعمداني

هو أقدم مستشفى في قطاع غزة. وتم تأسيسه عام 1882، على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.

 

 

يقع في حي الزيتون في شمالي غزة، بالقرب من كنيسة القديس برفيريوس شمالاً. ويقع مسجد الشمعة شمال شرق المستشفى، الذي تديره الكنيسة الإنجليكانية.

 

 

يُقدم المستشفى الذي يضم حوالي 80 سريراً خدماته من خلال أقسام الطوارئ، والجراحة العامة وجراحة العظام، والعمليات، والولادة، والحروق، والعيادات الخارجية، والتصوير الإشعاعي للثدي، والصيدلية، والمختبر، والعلاج الطبيعي والأشعة.

 

 

تعرض المستشفى المعمداني أثناء الحرب العالمية الأولى للتدمير، لكن أعيد بناؤه ثانية في عام 1919، وأطلق عليه اسم المستشفى الأهلي العربي.

 

 

وفي عام 1976، أوقفت الأونروا المساعدات عن المستشفى ما أدى إلى تراجع عمله وتقلص عدد موظفيه. ومع نهاية عقد السبعينيات وبداية الثمانينيات، تولى إدارة المستشفى الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس.

 

 

تصدر المستشفى أخبار الصحف والعناوين في السابع عشر من الشهر الماضي، بعدما تعرض لما يقول الفلسطينيون إنه قصف إسرائيلي أوقع قرابة 500 قتيل معظمهم من الأطفال والنساء، بينما تنفي إسرائيل ذلك وتقول إنه انفجار وقع بسبب صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي.

 

 

وفي ظل نقص المستلزمات الطبية ونفاد الوقود، وحصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى في 16 نوفمبر، وفقا لما أعلنته مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني، خرج المستشفى عن الخدمة.

 

مستشفى القدس

هو أحد مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في قطاع غزة، تبلغ قدرته السريرية نحو 120 سريراً، وافتتح عام 2001، في حي تل الهوى بمدينة غزة.

 

 

يقدم المستشفى خدمات صحية شاملة تتضمن عبر أقسام الباطني، والأطفال والولادة، والحضانة، والعناية المركزة، والأشعة، إضافة للعيادات الخارجية بتخصصاتها كافة.

 

 

خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008، استهدف الجيش الإسرائيلي مجمع النور الطبي الذي يضم مباني إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالإضافة إلى مستشفى القدس بعدة قذائف؛ مما أدى إلى اندلاع النيران في طوابق المستشفى. أُخلي المستشفى ونُقل المرضى إلى مجمع الشفاء الطبي.

 

 

وقبل قرابة الأسبوعين، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل بعد نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

 

 

جاء ذلك تزامناً مع استمرار عزل المستشفى عن محيطه بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إليه وتواصل القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير بعض المباني والشوارع المحيطة بالمستشفى.

 

 

مستشفى كمال عدوان

هو مستشفى حكومي يقع في منطقة بيت لاهيا في شمالي غزة، تم افتتاحه عام 2002، ويعد المستشفى الأكبر في شمال قطاع غزة.

 

سُمي المستشفى باسم السياسي الفلسطيني كمال عدوان، الذي كان أحد أبرز قادة حركة فتح، واتهم الفلسطينيون إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله في بيروت عام 1973. ولعب عدوان دوراً مهماً بصفته مسؤولاً عن مكتب الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية.

 

وفي السادس عشر من مارس الماضي من هذا العام، قامت وزارة الصحة بافتتاح أقسام الطوارئ المحدثة في المستشفى لتمكينه من تقديم الخدمة لنحو 100 ألف مواطن في شمال القطاع.

 

 

وتعرض محيط المستشفى إلى استهداف مباشر من قبل الطيران الإسرائيلي منذ الأيام الأولى من حرب غزة، وتلقى تحذيراً من قبل القوات الإسرائيلية يطلب إخلاءه. 

 

وجدير بالذكر ان  منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن كل مستشفيات شمال قطاع غزة لا تعمل الآن وخرجت من الخدمة تمامًا، لافتا إلى أنه توجد مراكز صحية فقط لتقديم الإسعافات الأولية للمدنيين.

 

 

وقال "البرش"، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية، اليوم الخميس، إن الأمم المتحدة لا تقوم بأي دور لحماية مستشفيات القطاع الذي يعاني حصارًا مطبقًا منذ 48 يومًا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم.

 

 

وأضاف، أن الوزارة قررت وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية بسبب عجزها عن حماية طواقمنا، موضحًا أن كل مستشفيات شمال غزة لا تعمل الآن وتوجد فقط مراكز صحية لتقديم الإسعافات الأولية.

 

 

وتابع: الاحتلال يستهدف المستشفى الإندونيسي ولا نستطيع حتى دفن جثث الشهداء المنتشرة بساحات المستشفى، مضيفًا أن مستشفيات خان يونس غير قادرة على توفير العلاج اللازم لمرضى غسيل الكلى في قطاع غزة، مطالبًا بتوفير المواد الطبية والمحاليل بشكل عاجل بالإضافة إلى أطباء أخصائيين من خارج غزة في كل التخصصات.