الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

بعد اجتماع الزعيمان في بكين.. بايدن في حاجة لإقناع الأمريكيين بأن حواره مع الصين يصب في مصلحتهم

الإثنين 20/نوفمبر/2023 - 01:02 م
 جو بايدن  وشي جين
جو بايدن وشي جين بينج

نادرا ما تؤدي قضايا السياسة الخارجية لفوز رئيس أمريكي حالي يشغل المنصب في انتخابات لتولي فترة رئاسية جديدة ، ولكنها يمكن بالتأكيد أن تتسبب في خسارتهم أو على الأقل إبراز مواقفهم في تلك القضايا بشكل مكثف، حسبما ترى المحللة الدكتورة يانت الثويس ،الباحثة ببرنامج الولايات المتحدة والامريكيتين والمحللة الدكتورة ليزلي فينجاموري عميدة اكاديمية الملكة اليزابيث الثانية بمعهد تشاتام هاوس البريطاني ( المعهد الملكي للشؤون الدولية) .

 

 

وقالت المحللتان الثويس وفينجاموري في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس ، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتمع في الخامس عشر من الشهر الجاري مع نظيره الصيني شي جين بينج على هامش القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي عُقدت في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، سعيا للحفاظ على حوار دبلوماسي ومنع مزيد من التدهور في العلاقات مع الصين ،بينما يظهر قوة عزيمته لمواطنيه بالداخل. وهي عملية موازنة محفوفة بالمخاطر.

 

 

وعقدت القمة بعد مرور عام تقريبا بالضبط على لقاء الرئيسين في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا ، عقب قيام الصين بتعليق التعاون ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان في آب/أغسطس عام 2022.

 

 

وشهدت العلاقات مزيدا من التوترات بسبب حادث منطاد تجسس صيني عبر سماء الولايات المتحدة في وقت سابق العام الجاري . وتطلب الأمر العديد من الزيارات للصين من جانب مسؤولين أمريكيين لإعادة التواصل الدبلوماسي إلى مساره.

 

 

وأضافت الثويس وفينجاموري أنه رغم أن العلاقات أظهرت دلالات على الاستقرار في الأشهر الأخيرة ، بذلت إدارة بايدن جهدا كبيرا مبكرا للحد من مستوى التوقعات فيما يتعلق بالاجتماع.

 

 

ويبدو أن النتائج ضئيلة ولم يكن من الممكن سياسيا إصدار بيان مشترك في ظل عدم وجود اتفاق بشأن المسائل الرئيسية بما في ذلك تايوان وبحر الصين الجنوبي والسياسة الأمريكية بشأن أشباه الموصلات.

 

 

وأشارت المحللتين إلى أن المخاطر عالية بالنسبة للرئيس بايدن : حيث أن الإقدام على عقد مثل هذا اللقاء رفيع المستوى مع الرئيس شي محفوف بالمخاطر ،عندما يرى خصومه بوضوح فرصة في مهاجمة إدارته باعتبارها "متساهلة بالنسبة للصين ".

 

 

ومع اقتراب عام الانتخابات ، سوف تزداد كثافة النقاش السياسي . وأصبح/ التشدد في التعامل مع الصين /  شرطا لأن يستطيع مرشحو الرئاسة تقديم أنفسهم كقادة أقوياء يسعون لخدمة المصالح الأمريكية .

 

 

وفي الفترة السابقة لاجتماع شي و بايدن ، نشر أعضاء الحزب الجمهوري في اللجنة البرلمانية المختصة بشأن الصين في مجلس النواب والتي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، رسالة تنتقد مسعى إدارة بايدن للقاء ثنائي بوصفه تنازلات متكررة بتكلفة غير مقبولة بالنسبة للأعمال التنافسية أو الإجراءات الدفاعية. وهاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ،بايدن بوصفه "مواليا للصين".

 

 

و حتى داخل الحزب الجمهوري، تعد السياسة الخاصة بالصين أداة انتخابية . ودخل المرشحان الرئاسيان ،السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي وحاكم فلوريدا رون ديسانتس في مواجهة مباشرة في مناظرة الأسبوع الماضي ، حيث تبادلا الاتهامات باتخاذ موقف ضعيف بشأن الصين.

 

 

وعلى ضوء هذا الخلفية ، تعتبر الكيفية التي سيكون عليها حال التعامل مع اجتماع بايدن و شي أمرا غير مؤكد. وفي الولايات المتحدة زاد قلق الناخب إزاء التهديد الذي تشكله الصين في السنوات الأخيرة.

 

 

وتشعر غالبية من البالغين الأمريكيين بقلق حيال التوترات الثنائية ويعتبرون الصين تهديدا للمصالح الحيوية للولايات المتحدة. و رأي50% أن الصين هي الدولة التي تشكل التهديد الأكبر للولايات المتحدة .

 

 

ورغم أن الموضوعات ،التي تم مناقشتها في الاجتماع ، بما في ذلك الاتصالات العسكرية وتعهد باستئناف التعاون في مجال المناخ ، والمحادثات عن السباق التكنولوجي، تعد إساسية في إدارة العلاقات الامريكية الصينية ، تتصدر القضايا الداخلية مثل الاقتصاد والهجرة وحقوق الإجهاض والجريمة جدول الأعمال في عام الانتخابات.

 

 

وكان على رأس جدول أعمال اجتماع الخامس عشر من الشهر الجاري، الإعلان عن اتفاق بوقف تصدير الصين لمنتجات مرتبطة بانتاج الفنتانيل ، وهى مادة الأفيون المخلقة التي تسبب الإدمان ،وتعد سببا رئيسيا للجرعات الزائدة للمخدر في الولايات المتحدة. ويتسبب هذا المخدر في ثلث الوفيات بين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34عاما .

 

 

وذكرت الثويس وفينجاموري إن نجاح بايدن في خفض تدفق الفنتانيل عبر الحدود المكسيكية إلى الولايات المتحدة ،سوف يؤثر بشكل كبير على الآراء في الداخل بشأن علاقته مع الصين.

 

 

وإذا حقق نجاحا ، فإنه قد يقوى أيضا موقفه في النقاش المثير للخلاف بشأن كيفية إدار ة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ، حيث يهاجم الجمهوريون الرئيس كونه ضعيفا بشان الهجرة.

 

 

ومع ذلك ، فإنه حتى التوصل لاتفاق ناجح بشأن الفنتانيل ربما لا يكون كافيا لاقناع الناخبين الأمريكيين بأن إطار عمل بايدن لتحديد وإدارة التعاون مع الصين هو الطريق الصحيح للمضي قدما إلى الأمام.

 

 

وفي وقت التوترات المتزايدة وتراجع الدبلوماسية ، يكون خطرالمواجهة الأمريكية الصينية المدفوعة بسوء الفهم وسوء الحسابات وإساءة تفسير كل طرف لدوافع الآخر، مرتفعا.

 

 

وأدت استراتيجية بايدن بشأن المنطقتين الهندي والهادئ ، وبصفة خاصة استثمارها في شراكات إقليمية مثل كواد (التي تضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا) وتحالف أوكوس (الذي يضم أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا) ، إلى زيادة مخاوف الصين إزاء نوايا الولايات المتحدة ، مثلما زادتها القدرات العسكرية الأمريكية في المنطقة والدبلوماسية الأمريكية الحديثة الهادفة لإقامة صلة ثلاثية أقوى بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

 

 

وسوف يكون لنتائج أي مواجهة، تأثيرات كارثية على الناخبين الأمريكيين والاقتصاد العالمي.

 

 

وتؤدي الدبلوماسية دورا رئيسيا في إدارة التوترات وتعد اجتماعات من هذا القبيل مع شي جزءا من استراتيجية بايدن ليقلل إلى أدني حد احتمال تصعيد عرضي للتوترات، ووضع أساس للتعاون بشأن قضايا مثل تغير المناخ.

 

 

وكان المؤتمر الصحفي النادر، الذي عقده بايدن بعد ذلك مباشرة والذي تحدث فيه عن إجراء المحادثات من أجل مصلحة الشعب الأمريكي ، جزءا من جهده لإقناع الأمريكيين بالمكاسب الجوهرية لمثل هذه المحادثات.

 

 

وفي عام 2024،يتعرض بايدن ، المتأخر عن ترامب في استطلاعات الرأي الخاصة بنوايا الناخبين الأمريكيين ، لتهديد جراء حديث ترامب من جديد عن تراجع الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن ، وهو حديث مرتبطة به بشكل أساسي السياسة الخاصة بالصين.

 

 

واختتمت المحللتان تقريرهما بالقول إنه يتعين على بايدن أن يستعيد زمام المبادرة ، ويبرهن على أن الدبلوماسية مكون حاسم في أي استراتيجية لدعم المصالح الأمريكية فيما يخص الصين، وسوف يحتاج إلى إظهار القوة ولكن أيضا التقدم إذا كان يرغب في الاحتفاظ بالبيت الأبيض، ويمنع رئيسا جمهوريا من إلغاء الكثير من العمل الذي قام به.