الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

بلومبرج: انهيار صورة نتنياهو كـ "رجل أمن" إسرائيل

الثلاثاء 31/أكتوبر/2023 - 12:34 م
رئيس الوزراء الحكومي
رئيس الوزراء الحكومي

قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  في حملته الانتخابية عام 2015،  نفسه للناخبين باعتباره المرشح الأفضل لضمان أمن إسرائيل وأطفالها، وفي فيديو دعائي في تلك الحملة ظهر وهو يقول "هذه الانتخابات، ستختارون الشخص الأفضل لرعاية أطفالكم"، بل إنه وفي إطار الحملة كان يطرق أبواب المتزوجين حديثا في إسرائيل ليقول لهم "أنتم طلبتم بيبي سيتر (جليسة أطفال) وأنا بيبي سيتر" في إشارة إلى اسم شهرته وهو بيبي.

 

وبعد مرور 8 سنوات على تلك الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء، بدأ منافسوه استخدام شعاراتها وفيديوهاته  ضده، حيث يتم بث تسجيلات نتنياهو وهو يتحدث عن قدرته على ضمان أمن إسرائيل ورعاية أطفالها، وتتخللها مشاهد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة  يوم 7 أكتوبر الحالي، ويشارك في هذه الحملة التي تستهدف تحميل نتنياهو المسؤولية عن الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في هذه الهجمات، ليس فقط خصومه السياسيين وإنما أيضا الكثير من شركائه السابقين وبعض الرؤوساء السابقين  لأجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

 

وفي تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء قال الكاتب إيتان برونر و الكاتبة جاليت ألستاين  إن نقطة التحول في الموقف من نتنياهو بالنسبة للكثيرين في إسرائيل جاءت يوم الأحد الماضي عندما نشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" تويتر سابقا، وتبرأ فيها من المسئولية عن اقتحام الفلسطينيين للحدود مع غزة  ومقتل 1400 واختطاف 230 إسرائيلي وأجنبي.  وبمجرد أن ألقى المسؤولية على أجهزة الأمن والمخابرات بدأ التمرد عليه.

 

ورغم أن نتنياهو الذي يقدم نفسه باعتباره «رجل الأمن» بالنسبة لإسرائيل، حذف هذه التغريدة ونشر اعتذارا عنها بعد ساعات، فإن دعوات استقالته تصاعدت بشدة، لكنه رفض هذه الدعوات وقال "الشيء الوحيد الذي اعتزم إقالته هو حماس" متعهدا بمواصلة القتال ضد الحركة "حتى ننتصر في المعركة".

ويقول موشيه ياعلون وزير  الدفاع الإسرائيلي سابقا  في مقابلة إذاعية إن رئيس الوزراء "منشغل فقط بالمناورات السياسية وشعاره هو دع الامة تحترق، وأنا لا أثق في قدرته على قيادة الحملة العسكرية" الحالية ضد حماس.

 

في المقابل فإن هجوم حماس خلق في البداية حالة من الوحدة الوطنية في إسرائيل، وشكل نتنياهو حكومة طوارئ تضم زعيم المعارضة بني جانتس، وقال إن تحديد المسؤول عن الإخفاق سيأتي بعد الانتصار في المعركة. واستمرت هذه الحالة لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا، لكن الأمور بدأت تتغير الآن، ويقول المعارضون إن الرجل الذي أصبح أطول رئيس وزراء بقاء في الحكم في تاريخ إسرائيل تجاهل نوايا حماس الحقيقية.

 

 وتراجعت نسبة التأييد الشعبي لنتنياهو الذي يحاول المحافظة على بقاء حكومته وتحرير المحتجزين لدى حماس  وهزيمتها. وخلال ساعات من الرسالة التي نشرها نتنياهو على موقع إكس  تفجر رد فعل عنيف متجاوزا حدود الانقسامات السياسية. وكان جانتس الذي شغل في الماضي منصب وزير الدفاع من أوائل من طالبوا نتنياهو بالتراجع عن هذه التصريحات.

 

وقال جانتس عبر موقع "إكس" عندما نكون في حرب يتعين على القيادة إظهار مسؤوليتها  واتخاذ القرارات الصائبة وتقوية قواتنا بأي طريقة تمكنها من إنجاز المطلوب منها،  أي تصرف أو بيان آخر من شأنها أن يضر بقدرة الشعب على الصمود وعلى قوته". وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت عقب هجمات حماس تدهور شعبية نتنياهو وارتفاع شعبية جانتس.