الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
سوشيال

مدرس بالأزهر مدافعا عن "يعقوب" لا يحق لأحد التدخل فى حياته الشخصية"

الأحد 20/ديسمبر/2020 - 12:37 م
مصر تايمز

قال الشيخ محمد الحسانين، "أبو عيناء" المدرس مساعد بقسم الحديث جامعة الأزهر، إن جملة "أنت مابتصليش ليه؟" التي عمرها 20 عاما، خير دليل على بصمة الداعية محمد حسين يعقوب في مجال الدعوة .

 

جاء ذلك خلال رد الشيخ محمد الحسانين، "أبو عيناء" المدرس مساعد بقسم الحديث جامعة الأزهر، علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي مدافعا عن الداعية الشيخ محمد حسين يعقوب وقال: "لا يحق لأحد التدخل فى حياته الشخصية" .

 

وجاء نص ما كتبه الشيخ محمد الحسانين، "أبو عيناء" على صفحته كالتالي:

 

"تأملتُ الهجمة التافهة على شيخنا المفضال أبى العلاء محمد حسين يعقوب؛ وكنت أتابع متأملًا افتراءات خصوم الدعوة والدعاة من الصحافة الصفراء وأصحاب الأقلام المسمومة الذين أحسنوا بيع الضمير ولا يعرفون الإنصاف؛ يُثيرك العجب من تناولهم؛ لا لأنهم لا يتعاملون بدين؛ بل ولا بأخلاقيات المهنة وأصولها" .

حين يَتلقف المُرجفون خبرًا كاذبًا أثاره كارهٌ للدعاة؛ فى عام ٢٠٠٧ بقوله: (أن الشيخ يعقوب تلاقيه متجوز دلوقتى ٢٢ واحدة)، وهذه طريقة مُلفِّق فى الطرح قد حُرم من التوفيق حتى فى تُهمة إخوانه؛ جَدد المُرجفون الكذبة وروجوها زعمًا منهم أن هذا يُثير غضب الشيخ أو يُؤثر على تاريخه الدعوى أو يُفقده محبته فى قلوب الجماهير؛ والحق أقول: أن هؤلاء مساكين يستحقون الإشفاق؛ لأنهم لا يعرفون أن الكذب مَركَبٌ صَعب يَهوى بصاحبه فى أخزى المَخازى؛ إنهم يستحقون الإشفاق لأنهم لا يعرفون شيوخنا وأصول دعوتنا؛ يستحقون الإشفاق لأنهم لا يُدركون أن ما فى قلوب أشياخنا من اليقين يجعلهم بكل اتزان لا يُحركون ساكنا ولا يَعبؤن بشئ من هذا الخبث الإعلامى، بل ولا يَهز فيهم شعرة من أصابع أقدامهم؛

إن شيخنا الفاضل محمد حسين يعقوب وغيره من العلماء والدعاة الربانيين الأكابر؛ لا ينشغلون بالرد على التوافه؛ ولا ينشغلون بالخصوم؛ لأنهم مشغولين بالله؛ والمشغولُ لا يُشغَل؛ والموصول بالله لا ينقطع؛ إن الأكابر من دعاتنا المنشغلين بالتربية والإصلاح يتميزون فى هذا الباب جدًا؛ ولا ينسحبون لساحة الخصوم فيردوا كأنهم فى قفص الإتهام؛ لأنهم غير ملومين .. إن المتعامل مع الله لا يُشغله الخلق؛ ولا يفرح بثنائهم؛ ولا يحزن بذمهم؛ بل يسعى فى طلب رضا الخالق وحده .

 

وكان من الإنصاف المعدوم أن يقال: "لا يُضير الدعاة أن يتزوجوا ولا أن يُكثروا من الزواج؛ فتلك حرية شخصية والزواج حلال؛ وليس من حق أحدٍ أن يتدخل فى حياتك الشخصية وقراراتك المعيشية؛ بل ولا يُخِل ذلك بزهد الزاهد ولا بتدين المتدين".

 

لكن حين يَترك أصحاب الأقلام المسمومة ولُقطاء الكتابة بعض من صَدرتهم الساحات الإعلامية على أنهم وُجهاء المجتمع وهم يفتخرون بالمُساكنة الحرام بلا زواج؛ ويُمرغون الفضيلة بحجة العشق والهيام؛ ويُسيغون هذا لشبابنا شرابًا مُرًا مُذابًا فى كأس المدنية والنجومية والحرية الشخصية؛ وفى المقابل يلومون أهل الدين ويحجرون على حُرياتهم؛ حينها نقول: مااااالكم! .. كيف تحكمون؟ .. أين الإنصاف؟ .. وأين الضمير؟ .. وأين شرف المهنة؟ .. يا سادة؛ لقد مَرَّغتم بياض الأقلام فى الوحْل. . سبحان ربى؛ ( لا تحسبوه شَرًا لكم؛ بل هو خير)؛ رُب ضارةٍ نافعة.

 

لقد استخرج الشباب تراث الشيخ وتلقفوه بالنشر محبةً فى الله لمن علمهم الحُب فى مطلع كل محاضرة؛ بقوله: (والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إنى أحبكم فى الله) .. إن تاريخ أشياخنا لا تُسقطه كذبة ساقط؛ ولا مقالة من أفاك؛ ولا مانشيت فى صحيفة؛ ولا تويتاية دنيئة؛ ولا بوست مكذوب مشؤم .. فالشيوخ لهم تارييييييييخ؛ هذا هوا الواقع؛  والتاريخ لا تهدمه الكلمات؛ فضلًا عن أن تكون كَذِبات.

 

أقول بحُبٍ وإنصاف: إن سيدى الشيخ محمد يعقوب الذى أعرفه عن قُربٍ وأطالع تاريخه الدعوى مطالعةً متأنقة؛ استطاع أن يَصنع تاريخًا مجيدًا من المحاضرات والكتابات والكتب والسلاسل الدعوية التى يرجوا ويحلم أى داعية أو طالب عالم مجتهد أن يلقى الله بها؛ وفى تاريخ الشيخ بصمااات مؤثرة فى جبين الدعوة وقلوب الناس؛ بدايةً من شريط( لماذا لا تصلى؟) الذى كان سببًا فى تبسيط قضية دعوة الناس إلى الصلاة بطريقةٍ دعويةٍ مُبهرةٍ فدخل كل بيت ووصل لكل زاوية من زوايا البيوت وأثر فى الكثيرين فكانت بداية التزامهم وحبهم للصلاة هو كلمات سيدى الشيخ فى ( لماذا لا تصلى) .. ولا زالت عبارة : ( انت مبتصليش ليييييييه؟) تُدوى فى الآذان؛ ولم تنساها القلوب والذاكرة بعد مرور أكثر من عشرين عاما؛ وكأنها عبارة تنتقل عبر الزمن لتقول: أنا عِبارةٌ مُخلِصةٌ لها تاريخ؛ مرورًا بشريط حرب التدخين الذى كان سببًا فى إقلاع الكثيرين عن داء الدخان؛ وسلسة التوبة وعللها ( كيف أتوب؟) والتى كانت سببا فى التزام الكثيرين من أبناء جيل كانت بدايته مع الله هذه الكلمات؛  وسلسلة( الإخلاص) المُكونة من أربعة أشرطة انتفع بها الخاص والعام من طلبة العلم ؛ استفادوا منها فى تحقيق الإخلاص من خلال نَفَسٍ ربانيٍ نادرٍ ملموسٍ؛  مرورا بدروس السيرة التى ذاب الشيخ فيها بأحبابه حُبا وشوقًا وأدبًا وتربيةً بهَدى سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛  ومرورًا ب( همسات وصرخات) الذى كان سببًا فى التزام الآلاف من بنات المسلمين .

 

ومرورًا ب ( صفات الأخت المسلمة)؛ وهي محاضرة فَذة لإصلاحٍ ربانيٍ رقيق دون مواربة؛ بأسلوبٍ مؤثر وتأصيلٍ قوي نادر .. ومرورًا ب ( اسمعينى) والذى كان بمثابة النقلة النوعية الهادئة فى مسار أسلوب الشيخ الدعوي؛ وكَم اهتدت بهذه المحاضرة آلاف الأخوات .. ومرورًا ب ( أصول الإلتزام) الذى يأخذ بقلب المُقبل على ربه إلى بوابة الإلتزام الصحيح بالدين مع بيان كيفية التخلص من رواسب الجاهلية .. ومرورًا ب (أصول الوصول إلى الله) الذى يأخذ الشيخ بقلبك فيُعرفك فيه كيف تصل إلى ربك من طريقٍ صحيحٍ  .. ومرورًا ب( أسرار المُحبين ) الكتاب الروحاني الرائق الذى لا تَمل منه حالًا ومُرتحلا؛  ومرورًا بمدرسة الحياة من خلال دروس (صَيد الخاطر) التى تحلو سماعها وتفاصيلها .. ومرورًا بدروس (مختصر منهاج القاصدين ) التى يُرسخ الشيخ فيها دعائم الرباني السالك إلى الله .

 

ومرورًا بمدارج السالكين الذى أحيا الشيخ ومضاته بالشرح والتعليق والتوضيح والتدقيق؛ بل كتابات ابن الجوزي وابن القيم كلها؛ فللشيخ معها صولات وجولات مشهودة كالشمس؛ لا يُنكر عناية الشيخ وانفراده متألقًا فى هذا الباب إلا جاحد .. أكثر من سبعين سلسلة دعوية .. وأكثر من خمسة آلاف محاضرة مسموعة ومرئية تحكى عن تاريخ الشيخ _حفظه الله وحماه؛ وأدام بالعِز سيرته ومسيرته .

 

وختامًا أقول: أشهد شهادة الحق أن سيدنا الشيخ من أحسن الناس عبادةً؛ ومن أصدق مَن عرفتُ لهجةً؛ ومن عُبَّاد أهل زماننا؛ وأرَقِّهم قلوبًا؛ جهبذ أصيل سليم الاعتقاد؛ عَف اللسان؛ يعرف الأصول ويراعيها ويحفظ الود لأهله؛ كما أننى أشهد بالحق أنى دخلت بيوت الكثيرين من العلماء والدعاة؛ واختلطت بأولادهم؛ ورأيتُ سلوكياتهم؛ ولكن ممن يُبهرك بصنعته التربوية فى تربية أبنائه خصوصًا وتلاميذه عمومًا؛ واعتنائه بسلوكياتهم وعبادتهم وديانتهم هو سيدنا الشيخ محمد يعقوب؛  مع كثرة أولاده _ باركهم الله وحرسهم_ إلا أنهم منظومة موفقة من الأدب العالى الذى يُثير دهشتك ويُضاعف إعجابك بذا المُربي الكبير _حفظه الله؛ ومتع المسلمين.