كيف يؤثر الانسحاب الروسي من اتفاق الحبوب على أسعار الغذاء في مصر؟.. خبراء يجيبون
أعلنت روسيا انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، والتي بموجبها تسمح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وسط تلويح روسي بعدم تمديد الاتفاق، حيث أكدت وزارة الخارجية الروسية، عدم وجود أسس لتمديد صفقة الحبوب.
كيف يؤثر الانسحاب الروسي من اتفاق الحبوب على أسعار الغذاء في مصر؟.. خبراء يجيبون
ما هي اتفاقية الحبوب؟
يعد اتفاق تمديد الحبوب هو بمثابة وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، تم توقيعها في العام الماضي، بإسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة".
وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمي، بشرط إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
ما أهمية اتفاقية تمرير الحبوب؟
وتعود أهمية الاتفاق، لانه يسمح بتصدير الحبوب الاوكرانية إلى مختلف دول العالم، وتعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر موردي الحبوب، ويعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي للقمح الأوكراني إذ تنتج أوكرانيا ما يقرب من 10% من إجمال إنتاج القمح عالميًا.
ما هي الشروط الروسية الـ5 لتمرير الحبوب الأوكرانية
تحدث الدكتور حامد فارس خبير العلاقات الدولية، حول تداعيات انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب قائلا :"المشهد يتجه للتعقيد أكثر وأكثر خاصة بعد انسحاب روسيا وعدم إقدامها على التجديد فى ظل تمسكها بالشروط الخمسة التى وضعت من الجانب الروسى للموافقة على تمديد الحبوب مع الجانب الأوكرانى".
وأضاف حامد فارس، أن روسيا تنظر إلى هذه الاتفاقية على اعتبار أنها اتفاقية إذعان لم تضر طرف على حساب الآخر، وهناك شروط مجحفة تنظر إليها روسيا من طرفها، وبالتالى ستكون التأثيرات كارثية على دول العالم والجانب الأوروبى بشكل مباشر والذى حصل على أكثر من 43% من ناتج هذه الاتفاقية.
وأكد حامد فارس أن روسيا متمسكة بتنفيذ شروطها الخمسة، وهي "عودة البنك الزراعى الروسى إلى نظام سويفت، أو الحصول على قطع الغيار اللازمة لاستمرار الوضع داخل روسيا بالنسبة للزراعة الروسية، وتشغيل الخط الرابط بين مدينة تولياتى الروسية و مدينة أوديسا الأوكرانية، وفك تجميد القيود والحجوزات الموجودة على الشركات الروسية".
خبير أمن غذائي: أسعار القمح ارتفعت بمقدار 12 % بعد انسحاب روسيا من اتفاقية تمرير الحبوب
قال الدكتور فاضل الزعبي، خبير الأمن الغذائي، إن انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، الموقعة مع أوكرانيا سيكون لها تأثير مباشر على سوق الغذاء العالمي، مشيرا إلى أهمية صادرات الحبوب الأوكرانية وخاصة من محصول القمح في ضبط توازن الأسعار في سوق الغذاء العالمي.
وأضاف الدكتور فاضل الزعبي، أن بورصة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية شهدت بالأمس ارتفاعا بمقدار 12% في أسعار القمح، وبورصة باريس بنحو 9.5% وذلك في غضون 3 أيام من انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، مشيرا إلى أن ذلك يفرض تكلفة غضافية على الدول منخفضة الدخل التي تستطيع لا تستطيع ميزانيتها تحمل فرق الأسعار.
وتابع خبير الأمن الغذائي، أن تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب سيكون محدودا ولن يكون بنفس تأثير بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا الانتباه إلى أن بعض الدول اتخذت إجراءات احترازية وزدات من مخزونها الاستراتيجي من الحبوب وخاصة القمح، منوها بأن اتجاه البروباغندا لتضخيم تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب يأتي لأسباب سياسية بحتة.
هل ستتأثر مصر بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب؟
وقال الدكتور محمد عبد الهادي أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة عين شمس: بعد قرار انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب، ستحدث معوقات في الاستيراد والنقل ويتبعها ارتفاع في الأسعارالعالمية لكن مصر لديها سيناريوهات بديلة.
"وفي حالة عدم توفير القمح سواء الذي يتم استهلاكه من المنتج المحلي ومن الاستيراد سينعكس على ارتفاع أسعار الدقيق، وكذلك سنحتاج إلى استيراد كميات كبيرة من الذرة الصفراء بسعر مرتفع بالتالي سينعكس على ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية أيضًا بأنواعها وبمنتجاتها.
وأضاف الدكتور محمد عبدالهادي، أن الدول تستهدف تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل التي تستورد من الخارج، ويتم ذلك من خلال تفعيل منظومة الزراعة التعاقدية في هذه المحاصيل مع رفع سعر توريد، وهو ما تقوم به الدولة بضمان سعر مجز للمزارعين في عدد من المحاصيل الغذائية الرئيسية.
وزير التموين والتجارة الداخلية يكشف تداعيات انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب على مصر
قال الدكتور على مصلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، أن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب لم يكن نبأ سعيدا، مضيفًا أن لا توافق روسيا اتفاقية الحبوب لمرور الحبوب من اوكرانيا لمضيق البوسفور ثم لمختلف دول العالم.
وأضاف "مصلحي": أن الدولة المصرية قامت خلال الفترة الماضية بتنويع مناشئ استيرادها حيث تم الاستيراد من فرنسا وألمانيا ورومانيا وروسيا وأوكرانيا وبلغاريا والولايات المتحدة، مشيرأ إلى ضعف التأثير على السوق المصري بنسب ضعيفة تتراوح من 5 إلى 8%.
وأردف: "نحن نعلم أن هذا النوع من الصراع مستمر ولابد من الأخذ في اعتبارنا استمرارها سواء صراع اقتصادي أو بصورة نزاعات"، مؤكدا أنها ستؤثر على الدول الضعيفة تأثيرا سعريا خاصة في اللوجستيات والنقل والأمن، لافتا إلى ارتفاع تكاليف النقل مع تغيير مسارات وصعوبة توافر خطوط النقل.
