هل تؤثر عقوبات واشنطن على الصراع السوداني؟ .. خبراء يجيبون
منذ بداية أزمة الصراع المسلح في السودان، منتصف أبريل الماضي، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات ضد طرفي الصراع، خاصة مع تعثر المفاوضات وفشل الجهود الدبلوماسية على المستوى الدولي والإقليمي في احتوائها الأزمة.
هل تؤثر عقوبات واشنطن على الصراع السوداني؟ .. خبراء يجيبون
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات اقتصادية وقيود على التأشيرات على الأطراف المتصارعة في السودان، في محاولة لوقف الصراع المسلح وعودة كافة الأطراف المتنازعة لطاولة المفاوضات.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان في بيان الخميس الماضي: إنّ أعمال العنف في هذا البلد تشكل "مأساة ينبغي أن تتوقف"، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية عن العقوبات.
ومن جهة آخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، جاءت رداً على عدم وفاء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالتزاماتهما، واستهدفت شركتين مرتبطتين بالجيش السوداني وشركتين مرتبطتين بقوات الدعم السريع إحداهما تعمل في تعدين الذهب.
ويرى محللون أن العقوبات الأمريكية بداية لإعادة وضع السودان على قوائم الإرهاب أو وقف التعاملات الاقتصادية والسياسية معه، بينما اعتبره آخرون مجرد إجراء محدود وروتيني في ضوء الأزمة المحتدمة.
بعد تعليق البرهان مفاوضات جدة.. هل القرار تكتيك تفاوضي أم تصعيد عسكري؟
وقال الدكتور طارق فهمي خبير دراسات الأمن القومى وعضو مركز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن، إن فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على مجموعة من الشركات التابعة للجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع لن تغيير شئ بالنسبة طرفى الصراع فى السودان، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية غير موفقة في إتخاذ هذا القرار.
وأكد "فهمي" فى تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن الإدارة الأمريكية تتبع أسلوب "العصا والجزرة" على حد تعبيره، مؤكدًا أن الولايات المتحدة فرضت العقوبات كخطوة أولى لتؤكد على موقفها الرافض باستمرار العمليات العسكرية.
وأوضح " فهمي" أن الولايات الأمريكية لا تهتم بتغيير المشهد السياسي والعسكري بالسودان، وإنما تهتم بتفعيل الهدن الإنسانية وتحويلها إلى هدن أمنية وعسكرية، مؤكدًا على إن المملكة العربية السعودية قادرة على تفعيل الهدنة الإنسانية بالسودان والوصول إلى حل سياسي للصراع العسكري.
أسماء الحسيني: العقوبات الأمريكية على السودان خطوة أولى قد تؤدي تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
وقالت الكاتبة أسماء الحسيني المتخصصة بالشأن الإفريقي، أن تحديد طبيعة المفاوضات والإشكالية الرئيسية مرتبطة بما تقترحه الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت العقوبات كخطوة أولى لنقل رسالة بأن التهديدات بها نوع من الجبرية، والأمر الآخر مرتبط بما يمكن أن يؤدي إلى استمرار العمليات العسكرية، خاصة أنّ قوات الدعم السريع مصرة على الاستمرار في المشهد، وبالتالي القضية ليست في عملية التغييرات، وإنّما لها ارتباط بالضغط الأمريكي بالهدن الإنسانية وتحويلها إلى هدن أمنية وعسكرية.
وأكدت "الحسيني" في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن تمتلك الإدارة الأمريكية المزيد من الإجراءات العقابية؛ ومنها احتمالية إعادة السودان إلى قائمة الإرهاب، وبالتالي زيارة بلينكن سيكون لها تبعات خطيرة على كل من الجيش السوداني والدعم السريع.
وأشارت أسماء الحسيني، إن فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على مجموعة من الشركات التابعة للجيش السوداني والدعم السريع قد يؤدي بطرفي الصراع في السودان عن وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأوضحت المتخصصة في الشأن الإفريقي، أن العقوبات الأمريكية تأتي كبداية، وفي حالة عدم التزام القوات المتصارعة ربما يتم فرض المزيد من العقوبات على الأطراف المتصارعة، مؤكده أن الاتحاد الإوروبي هدد بفرض عقوبات في حالة استمرار الاشتباكات المسلحة.
وأضافت الكاتبة أسماء الحسيني، أنه قد يتم تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؛ والذي يسمح بتدخل قوات أجنبية بالسودان، موكدة على إن الصراع السوداني سينعكس على نظام الدفاع والأمن العربي؛ لذلك على الدول الفاعلة في المنظومة العربية العمل لإيجاد حل وتدعيم الوساطة الثنائية في جدة والعمل على تقديم مقترح عربيًا لملئ فراغ الثقة بين الطرفين المتصارعين في الخرطوم.
