الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

رئيس جامعة القاهرة فى حوار لـ"مصر تايمز": تصدرنا التصنيفات العالمية نتيجة خطة إستراتيجية للدخول لعصر جامعات الجيل الثالث.. وخصصنا 100 مليون لدعم الكليات للتحول إلى التعليم الإلكتروني والدراسة عن بعد

الخميس 10/ديسمبر/2020 - 04:18 م
الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان الخشت

الخشت: سوف تجري الامتحانات ورقيًا وإلكترونيا من خلال منصة الجامعة التعليمية الذكية

الخشت: إدراج علمائنا الأفضل بالعالم نتيجة دعم الدولة للبحث العلمي



شهدت جامعة القاهرة خلال الأعوام الثلاث الماضية، وبالتحديد منذ تولي الدكتور محمد عثمان الخشت، رئاسة الجامعة، طفرة في التصنيفات العالمية لكليات الجامعة وللتخصصات العلمية المختلفة، كما جاء إدراج 55 عالمًا وباحثًا من جامعة القاهرة ضمن أفضل 2% من علماء العالم، ليتوج هذا الجهد الكبير الذي بُذل خلال هذه الفترة، بناء على التاريخ العريق لجامعة القاهرة التي تعد أحد أهم وأشهر الصروح التعليمية فى العالم أجمع.


لذلك حرصنا فى "مصر تايمز" على أجراء هذا الحوار الشامل والمستفيض مع الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ليبوح خلاله بالعديد من الأسرار والكواليس التي جعلت جامعة القاهرة تتصدر الكثير من التصنيفات العالمية، فى ظل العديد من التحديات.


بعد مرور أكثر من 3 سنوات كيف يقيم دكتور محمد عثمان الخشت هذه الفترة ؟

أدينا بشكل ممتاز وحققنا مشروعات كثيرة من الخطة الاستراتيجية التى وضعناها للدخول بجامعة القاهرة إلى عصر جامعات الجيل الثالث، وآخرها مشروعات إطلاق منصة جامعة القاهرة التعليمية الذكية Smart CU التى تعد من أقوى الأنظمة التعليمية الذكية فى العالم والتى تتضمن مجموعة من الأنظمة المتكاملة من أهمها نظام Blackboard .. كما أنجزنا معدلات كبيرة فى عدد كبير من المشروعات الأخرى، ومن المقرر الإنتهاء من الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى للفرع الدولى للجامعة منتصف عام 2021، لبدء انطلاق العملية التعليمية به 2021، ونعمل على سرعة الإنتهاء من المعهد القومي للأورام الجديد 500500 بالشيخ زايد، حيث تم إنجاز ما يقرب من 30 % من أعمال إنشاءات المرحلة الأولى خلال الشهور الأخيرة، وبدأت المباني فى الظهور بالرغم من ظروف جائحة كورونا، كما تم الإنتهاء من أعمال خرسانات وواجهات المبنى الأمامى للمستشفى والتى تضم جميع العيادات الخارجية والخدمات الرئيسية.



ونعمل أيضا منذ فترة على تطوير المعهد القومي للأورام القديم بمبانيه الشمالي والشرقي والجنوبي، وتطوير البنية الأساسية للمبنى الجنوبى وتجهيزه بأحدث المواصفات العالمية لزيادة الطاقة الاستيعابية، والآن نحن في مرحلة التشطيبات من مشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس والعاملين بمدينة السادس من أكتوبر، أضافة للتطوير بالمستشفيات الجامعية وأقسام الإستقبال والطوارئ ومشروع تطوير العقل المصرى وفرع الخرطوم .


ما هي نسبة ما تم تطبيقه من برنامج رئاستك للجامعة؟

طبقنا أكثر من 90% 




جامعة القاهرة كانت من أولى الجامعات الحكومية في تطبيق فكر التعليم الأونلاين العام الماضي أثناء كورونا.. كيف كانت الاستعدادات وكواليس اتخاذ القرار؟

تجربة التعليم عن بُعد ليست بتجربة جديدة على جامعة القاهرة ولم تطبق خلال جائحة كورونا فقط، بل أننا أول جامعة مصرية تضع في خطتها الاستراتيجية منذ أغسطس 2017 التحول إلى جامعة ذكية من الجيل الثالث تتجاوز الرقمية والإلكترونية، واستهدفت الخطة تحويل 20% من المقررات إلى إلكتروني، كما أننا أول جامعة يتم اعتماد لوائح كلياتها في التدريس والامتحانات لتصبح بنظام التعليم الإلكتروني الذى يجمع بين التعليم عن بُعد والتعليم الحضوري المباشر.. وفي ظل جائحة كورونا وضعنا خطة شاملة لإدارة العملية التعليمية منذ بداية الأزمة ولأى سيناريو محتمل، لاستكمال الدراسة عن بعد، حيث خصصنا 100 مليون جنيه لدعم الكليات للتحول إلى التعليم الإلكتروني والدراسة عن بعد من خلال رفع المقررات الدراسية والأسئلة الخاصة بكل كلية إلكترونيًا، وإتاحتها للطلاب.


ومع بداية الأزمة تم عقد ورشة عمل بمركز الخدمات المعرفية والإلكترونية، لجميع منسقي الكليات لتدريبهم على أساليب الدراسة عن بعد، وتطوير طرق تدريس المقررات، ومناقشة المشاكل التى قد يواجهها الطلاب في تصفح الإنترنت، وتم إجراء امتحانات الفرق النهائية والدراسات العليا في ظل إجراءات احترازية مشددة وعوامل أمن وسلامة صحية على أعلى مستوى.




ما هي استعدادات جامعة القاهرة لامتحانات الفصل الدراسي الأول في ظل الإجراءات الاحترازية ؟

جامعة القاهرة مستعدة لإجراء امتحانات الفصل الدراسي الأول وفق الجداول الخاصة بالكليات، والجامعة سوف تجري الامتحانات ورقيًا وإلكترونيا من خلال منصة الجامعة التعليمية الذكية Blackboard التي تُعد من أقوى أنظمة التعليم الذكي في العالم، بعد أن تم الانتهاء من تدريب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة على استخدامها، حيث بدأت الجامعة الإطلاق التجريبي لمنصة الاختبارات الإلكترونية على هذا الرابط  http://exams.cu.edu.eg، مما يتيح لأعضاء هيئة التدريس إنشاء أنواع مختلفة من الاختبارات سواء الإلكترونية أو الورقية وبأكثر من لغة، وإنشاء وتصحيح جميع أنواع الأسئلة، ومراقبة الاختبارات وعرض تقارير تحليلية مفصلة عن النتائج والدرجات وجودة الاختبارات والأسئلة .


ما هي العوامل التي عملت الجامعة على تطويرها خلال الفترة الماضية؟

تصدرت جامعة القاهرة الجامعات المصرية والأفريقية في العديد من التصنيفات الدولية، وهذا لم يأتي عبثا بل جاء نتيجة اتخاذ العديد من الإجراءات التى كان من شأنها تحقيق هذا التقدم غير المسبوق فى كافة التصنيفات العالمية، واحتلال الجامعة موقع الصدارة على مستوى الجامعات المصرية، واستطاعت أن تحقق منافسة قوية مع الجامعات العالمية الكبرى بل وتتفوق على العديد منها بقوة برامجها، وأساتذتها، وجودة مناهجها، وكفاءة العملية التعليمية، كما تُعد من أفضل 1% على مستوى الجامعات العالمية.. وقد اتخذت جامعة القاهرة خلال الـ 3 السنوات الأخيرة أكبر حزمة من القرارات والإجراءات التى ساهمت بدرجة كبيرة فى تقدمها بشكل غير مسبوق فى التصنيفات العالمية المعتمدة، وبذلنا جهودا كبيرة للنهوض بمكانة الجامعة والإرتقاء بمستوى مخرجات المنظومة التعليمية، وذلك فى إطار اتباعها سياسات جامعات الجيل الثالث لتوظيف ما تملكه من إمكانات اساتذتها وعلمائها ومعاملها وكل متطلبات البحث العلمى والنشر الدولى.




ما هى المعايير التى عملت عليها ؟

حرصنا على العمل نحو تحقيق عدة معايير أساسية لتحقيق التقدم والريادة فى التصنيفات الدولية، ومنها تحسين السمعة العالمية للجامعة، والعمل على جذب الطلاب الوافدين، وزيادة السياحة التعليمية وتدفقات النقد الأجنبى، وزيادة فرص خريجى الجامعة فى الحصول على فرص عمل إقليمية ودولية، وزيادة فرص شباب الباحثين فى الحصول على منح للدراسات العليا بالخارج.. وعملنا على زيادة التعاون الدولى وبناء الشراكات الدولية مع الجامعات العالمية المرموقة من خلال برامج علمية مشتركة لزيادة الدرجات العلمية المشتركة، وإتاحة التبادل الأكاديمي والطلابى، واستقدام أساتذة أجانب، وإدخال برامج ونظم تعليمية جديدة بمعايير عالمية، والتوسع فى تخصصات وظائف المستقبل مثل الذكاء الاصطناعى، والشبكات الأمن السيبرانى، والاعلام الرقمى والأمن المعلوماتى.


وماذا عن البحث العلمى؟

فيما يتعلق بالبحث العلمي والنشر الدولى قمنا بزيادة مكافآت النشر الدولى لأعضاء هيئة التدريس المنشورة بحوثهم فى المجلات والدوريات العالمية بنسبة 100% بعد ضبط المعايير الخاصة بالنشر الدولى للبحوث العلمية، وزيادة تمويل النشر الدولى بنسبة 100%، وتقديم الدعم المادى للكليات لنشر بحوثهم فى المجلات الدولية.. وعملنا أيضا على إنشاء منصة للنشر الدولي يكون دورها مساعدة الكليات، وبخاصة كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية لنشر بحوث أعضاء هيئة التدريس باللغة الإنجليزية فى المجلات والدوريات العالمية، والمساعدة فى ترجمة الأبحاث المستحقة للنشر الدولى من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، والعمل على تحويل المجلات العلمية بكليات الجامعة إلى مجلات دولية.. كما حرصنا على عمل تصنيف داخلى بالجامعة للكليات والأقسام يقوم على حزمة من المعايير المشتركة بين أهم التصنيفات الدولية، كالسمعة الأكاديمية والحوكمة، بما يساهم فى دعم المنافسة الداخلية بين الكليات والأقسام . 


كيف استقبلت جامعة القاهرة خبر إدراج 55 عالمًا ضمن أفضل 2٪ فى العالم؟ وهل هناك تكريم لهؤلاء العلماء؟

نشعر بالسعادة فى جامعة القاهرة عقب إدراج علمائنا داخل أفضل 2% من علماء العالم فى قائمة جامعة ستانفورد جراء جهودهم فى البحث العلمي والعملية التعليمية ورفع اسم ومكانة جامعة القاهرة، وفى الواقع هناك عدة أسباب أدت إلى ذلك من أهمها دعم منظومة البحث العلمى والنشر الدولى خلال الـ 3 أعوام الماضية، ووضع خطط تنفيذية محددة والعمل عليها، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة للتحول نحو جامعات الجيل الثالث والوصول إلى العالمية، ودعم أعضاء هيئة التدريس والباحثين من خلال حزمة إجراءات من بينها زيادة تمويل ومكافآت النشر الدولى بنسبة 100%، وتشكيل الفرق البحثية ودعمها معنويًا وماديًا ولوجستيًا، وإنشاء المعامل وتطويرها وتزويدها بالتقنيات الحديثة لتيسير إجراء الأبحاث فى مختلف التخصصات العلمية، بالإضافة إلى اهتمام الجامعة بتطوير جودة ونوعية الأبحاث العلمية المنشورة دوليًا من حيث الكم والكيف، والحرص على توجيه الأبحاث العلمية لأن تكون تطبيقية تحقق عائدًا ملموسًا على الاقتصاد والمجتمع وليس مجرد نشر دولي للأبحاث.


إضافة إلى التركيز على مجالات بحثية لم يكن لها تواجد على خريطة النشر الدولى، والعمل على إنشاء تخصصات جديدة، ومواكبة الأبحاث المنشورة للتطور في مختلف المجالات والتخصصات العلمية، وإصدار المجلات العلمية الدولية باللغة الإنجليزية ما بين ورقية وإلكترونية، وتحويل مجلات بعض الكليات إلى مجلات دولية، وإنشاء منصة للنشر الدولي لنشر بحوث أعضاء هيئة التدريس فى المجلات والدوريات العالمية، بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون بحثى مع جامعات ومراكز علمية داخل أفضل 50 جامعة ومركزا على مستوى العالم، واستقدام الباحثين الأجانب بالتخصصات العلمية المختلفة.. ومن المقرر أن تكرم الجامعة هؤلاء العلماء في "عيد العلم" حتى يخرج التكريم بالشكل اللائق الذي يتلائم مع الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه.




شاهدنا خلال الفترة السابقة اهتمام دكتور الخشت بمستشفيات الجامعة وتطوير قصر العيني.. ما هي خطة التطوير الفترة المقبلة؟

نعمل منذ فترة على تطوير مستشفيات جامعة القاهرة وفق أحدث الوسائل والنظم وبمعايير دولية وفق برامج زمنية محددة وبالتوازى مع العديد من المشروعات التى تنفذها الجامعة، بإعتبارها الملاذ الآمن لقطاعات عديدة من المرضى وتخدم قطاعا جماهيريا كبيرًا، وخلال الفترة القادمة سوف تنتهى الجامعة من تجديدات مستشفى قصر العيني الفرنساوى وتحويله من وحدة ذات طبيعة خاصة إلى وحدة للعلاج بأجر، حيث أننا بصدد تغيير لوائح المستشفيات وتحويل جميع الوحدات ذات الطابع الخاص إلى وحدات للعلاج بالأجر إلى جانب الجزء المجاني.. ويهدف مشروع تطوير مستشفيات قصر العيني إلى تقليل قوائم الانتظار وتقديم خدمات طبية على أعلى مستوى، وتقديم الخدمة الطبية المتميزة لجميع الفئات والقطاعات المترددة عليها، وبتكلفة تصل إلى 5 مليارات جنيه بالتعاون مع صندوق التمويل السعودي، واستكمال تطوير وحدة الطوارئ وفق أحدث المواصفات العالمية والتي تقدم خدماتها مجانًا لكل المصريين، حيث تمت زيادة المساحة الكلية لمستشفى الطوارئ من 700 متر مربع إلى 7000 متر مربع، والعمل على تجهيزها بأحدث الأجهزة والإمكانيات وميكنة حركة المرضى، مما سوف يعود بالإيجاب والأثر الكبير على المرضى المترددين على طوارئ قصر العيني.


وبالنسبة لباقى مستشفيات الجامعة ؟ 

نعمل أيضا على تطوير مستشفيات المنيل التخصصي، والمعهد القومي للأورام بمبانيه الشمالي والشرقي والجنوبي، والبنية الأساسية للمبنى الجنوبي وزيادة الطاقة الإستيعابية بنسبة 30%، ومستشفيات أبو الريش للأطفال بالمنيرة، وأبو الريش اليابانى، وأبو الريش الجديد، بالإضافة إلى العيادات الخارجية، ومستشفى الطلبة بالجيزة، ومستشفى ثابت ثابت للأمراض المتوطنة، كما تم افتتاح مستشفى الأمراض الباطنة مؤخرًا




وماذا عن مشروع المعهد القومي للأورام الجديد بالشيخ زايد 500500 ؟

نعمل بقوة على تسريع وتيرة العمل بمشروع المعهد القومي للأورام الجديد بالشيخ زايد 500500، حيث تم إنجاز ما يقرب من 30 % من أعمال إنشاءات المرحلة الأولى خلال العشرة شهور الأخيرة، وبدأت المباني في الظهور بالرغم من ظروف جائحة كورونا التى أثرت على معدلات الأداء فى مختلف المجالات، كما تم الانتهاء من أعمال خرسانات وواجهات المبنى الأمامى للمستشفى، والتى تضم جميع العيادات الخارجية والخدمات الرئيسية والمساعدة لعلاج مرضى السرطان.. ويتكون المعهد من مستشفى تعليمي متخصص ومتكامل لعلاج جميع أنواع الأورام ومختلف الأعمار بسعة 1020 سريرًا بالقسم الداخلي، و500 سرير بوحدة علاج اليوم الواحد، و60 غرفة عمليات كبرى، و15 جهازًا للعلاج الإشعاعي، ومركزًا متكاملًا لأبحاث السرطان المتطورة يضم معامل الأبحاث المعملية التى تغطى كل مجالات العلوم الخاصة بالوقاية وتشخيص وعلاج الأورام، كما يشمل المشروع منشأة متكاملة ومعتمدة لحيوانات التجارب الدوائية والجراحية، وبنوكًا للخلايا الجذعية وللجينات الوراثية المرتبطة بالسرطان.


ما هى خطة الجامعة للتجهيزات الطبية خلال الفترة المقبلة؟

وضعنا رؤية مستقبلية يتم من خلالها استهداف إنجاز ملموس وتسريع الأعمال الإنشائية والتجهيزات الطبية لبدء الخدمة العلاجية بالمستشفى واستقبال المرضى بنهاية العامين المقبلين للمساهمة في رفع أكبر عبء ممكن عن مريض السرطان المصري، حيث تم تصميم المستشفى وفقًا لأحدث وأشمل المعايير العلمية والهندسية العالمية بما يضمن تكامل العناية بالمرضى.