الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

تعرف على سر ابتعاد "المايسترو" عن الفن في ‏ذكرى ميلاده

الجمعة 11/سبتمبر/2020 - 06:22 م
صالح سليم
صالح سليم


يُصادف اليوم 11 سبتمبر، ذكرى ميلاد "المايسترو" الراحل صالح سليم، ‏صاحب الإنجازات التي جعلت منه رمزاً للنادي الأهلي، حيث لم يشهد ‏الأهلي نهضة واستقرار مثلما شهد في عصره ، منذ أن كان لاعباً في ‏النادي مروراً بتوليه رئاسة مجلس الإدارة، كما لُقب بـ "المايسترو"؛ ‏بسبب تاريخه الأسطوري في الرياضة، وكان يضع الخطة التي يسير ‏عليها جميع أعضاء النادي الأهلي، ورغم نجاحه المشهود في الكرة، إلا ‏أن النقاد أجمعوا على أنه ممثل فاشل.‏

بدايته الفنية

تسببت شعبية صالح في مجال الرياضة برغبة المنتجين، والمخرجين في ‏إسناد أدوراً سينمائية له في أفلامهم، وخاض سليم التجربة الفنية مقدماً ‏ثلاثة  أفلام حازت إعجاب الجمهور، لكنها لم تنل إعجاب النقاد من ناحية ‏تمثيل صالح سليم.‏

كواليس أفلامه ‏ 
‏(السبع بنات – الشموع السوداء – الباب المفتوح)‏

السبع بنات

بدأ صالح سليم مسيرته الفنية بفيلم "السبع بنات"، أمام نخبة من نجوم ‏الفن أبرزهم: سعاد حسني، ونادية لطفي، وزيزي البدراوي، وأحمد ‏مظهر، والفيلم من إخراج عاطف سالم، وتم ترشيح صالح سليم للدور من ‏قِبل الممثل الراحل "أحمد رمزي"؛ نظراً لعلاقة الصداقة القوية التي ‏كانت تجمعهما.‏
وحصل سليم على  مبلغ 50 جنيهًا "عربون" مقابل توقيعه لعقد فيلم ‏‏"السبع بنات" من أصل مبلغ 150 جنيهًا، ثم كان أول صدام لصالح مع ‏أهل الفن و السينما عندما طلبوا منه الدخول لغرفة المكياج فرفض، لكن ‏فريق العمل أصر، فاستسلم ثم أعلن بعدما خرج منها أنه نظر في المرآة ‏فلم يعرف نفسه.‏

ولم يكن دور صالح سليم في "السبع بنات" كبيراً، بل كان يُعد ضيف ‏شرف، وكُتب اسمه على الأفيش بهذه الطريقة: "ولأول مرة لاعب الكرة ‏الدولي، صالح سليم".‏

الشموع السوداء

قدم صالح سليم دور بطولة لأول مرة في فيلمه الثاني "الشموع ‏السوداء"، أمام المطربة والفنانة الراحلة نجاة الصغيرة، وكان السبب ‏وراء تقديم سليم لهذا الفيلم، هو ترشيح المخرج العبقري "عز الدين ذو ‏الفقار" لصالح سليم، وإصراره عليه.‏

وكان سليم على وشك أن أن يترك العمل أثناء التصوير، وبالفعل سافر ‏إلى الإسكندرية؛ بسبب التزامه بالمواعيد، بينما لا يلتزم بها أهل الفن ‏والسينما، مما أزعج سليم، وكاد أن يوقفه عن التصوير، ولكن عز الدين ‏ذوالفقار لم يتركه، وأرسل له مساعديه إلى باب البيت والنادي، وظل ‏يسترضيه حتى وافق سليم على استكمال تصوير الفيلم.‏

بالإضافة إلى شكوى سليم من صوت نجاة المنخفض، ومن كثرة طلبات ‏إعادة التصوير في كل مشهد‎، ونجح الفيلم عندما عُرض على شاشات السينما والتليفزيون رغم ذلك، ‏وقدم صالح سليم أفضل أدواره السينمائية، والذى ارتفع أجره فيه لـ 300 ‏جنيهًا. ‏

وعندما سئُل صالح سليم في ندوة أقيمت بنادي سبورتنج بالإسكندرية عن ‏كيفية إقناعه للجمهور بدوره كـ "كفيف"، وعن عشقه بكبرياء عندما وقع ‏في الحب، فأجاب صالح سليم أن كلمة السر تكمن في عم رجب؛ حيث ‏اقترح عليه عم رجب أنه سيقف وراء الكاميرا في نقطة معينة بمنديل ‏أبيض، وعلى صالح سليم التركيز على المنديل الأبيض أثناء تأديته ‏الدور، مما ساعده على التركيز، وإتقان الدور.‏

الباب المفتوح

لم يكن صالح سليم ينوي إعادة تجربته السينمائية مرة آخرى، ولكنه وافق ‏على فيلمه الثالث والأخير"الباب المفتوح"؛ من أجل علاقة الصداقة القوية ‏التي كانت تجمعه بسيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، التي ألحت على ‏صالح سليم بقبول دوره في الفيلم، وبالفعل قَبَلَ سليم الدور، وشاركها في ‏بطولة الفيلم.‏

هجوم النقاد

تعرض صالح سليم لهجوم شديد من النقاد السينمائيين منذ عرض فيلمه ‏الأول "السبع بنات"، وكان هذا التصريح أبرز تصريحاتهم ضد سليم : "دخيل على مهنة ‏التمثيل والسينما، ومنهم من قال هنخسر لاعب كرة عظيم، وممثل ‏فاشل"؛ لذلك كان رأي صالح سليم نفسه أنها تجربة فاشلة، وقرر حينها ‏عدم تكرارها.‏

وكان لرأي الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس، دوراً رئيسياً في توقف ‏المايسترو عن مشواره السينمائي، لأنه كان من أشد منتقديه.‏

وأبدى لويس رأيه بعد عرض فيلم " الشموع السوداء" مباشرة، قائلاً: ‏‏"نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته ‏الأضواء حتي صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعي انتباهي ليلة ‏الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه علي هفوته، بل ‏استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه (ممثل فاشل)".‏

كما كتب لويس عن صالح سليم مرة آخرى بعد عرض فيلم "الباب ‏المفتوح"، وجاء في مقالة لويس: "فشل المايسترو، دارت حوله الحوارات أكثر مما ‏دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، أو تمثيل العظماء فاتن حمامة، ‏ومحمود مرسي، وحسن يوسف، أو المخرج العبقري بركات، ففشله ‏السينمائي تأكد للمرة لثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور ‏أُطلق عليه لقب المايسترو، ولعل الكثيرين من أصدقائه سينصحونه ‏بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد ‏مرتين، فترك صالح سليم عالم الفن؛ عملاً بنصيحة لويس جريس.‏