الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

وداعا نبيل فاروق.. الكاتب والأديب الأبرز فى تشكيل وجدان ووعي جيل شباب الثمانينات والتسعينيات.. استطاع إيجاد مثل أعلي للشباب المصري بعيدا عن الغزو الأجنبي فكانت شخصية "أدهم صبري" رجل المخابرات المستحيل

الأربعاء 09/ديسمبر/2020 - 08:07 م
مصر تايمز

فقدت مصر أحد اهم كتابها، الكاتب والاديب "الشاب دائما" نبيل فاروق، الأسم الابرز لدي جمهور شباب الثمانينات، وأوائل التسعينات، الذي شكل وقتها وعي وثقافة جيل كامل لحب القراءة وسط روايات "المغامرة، والتشويق، وقصص الجاسوسية والبوليسية، والخيال العلمي"، فغرس فى عقول هذا الجيل انذاك حب الوطن والانتماء والافتخار بمصريته، وهو الامر الذي كان خلافا لما نعاني منه حاليا من زخم مواقع السوشيال ميديا والفضائيات وأجهزة المحمول التي أصبحت أحد أسباب تغييب وعي وثقافة عدد كبير من شباب الجيل الحالى فى عصر التكنولوجيا المتقدمة.  

 

وجاء خبر الكاتب والأديب الكبير نبيل فاروق اثر أزمة قلبية مفاجئة، كوقع حزين على كل عشاقه من القراءة في مصر والوطن العربي، فهو كاتب وروائي، وُلد في 9 فبراير 1956م في مدينة طنطا المصريَّة، حيث نشأ في عائلة متوسطة الحال، كان يهوى رياضة تنس الطاولة، ومشاهدة الأفلام السينمائية العربية والأجنبية، مفضلًا أفلام الخيال العلمي التي تحمل نظرة فلسفية خاصة، او تحمل نظرة اجتماعيَّة صادقة، حيث أن نبيل فاروق كان ذات روح اجتماعيَّة، واستعانت به المؤسسات الحكوميَّة، والطبية والعلمية فى مصر لكتابة اعمال تنمي روح الانتماء داخل المجتمع المصري، فكتب العديد من القصص، واشتهر بالأدب البوليسي والخيال العلمي، وصدر له مجموعة كبيرة من القصص عن المؤسسة العربية الحديثة في شكل كتب جيب، قرأ له الكثير من الشباب فقصصه كانت تجذب القراء لها حيث أنها لاقت نجاحاًا كبيرًا في العالم العربي، قّدم نبيل فاروق عدة سلاسل قصصيَّة من أشهرها رجل مستحيل، وملف المسقبل، وكوكتيل 2000، والكثير من القصص الناجحة الاخري .

 

انضم نبيل فاروق منذ صغره إلى جماعة الصحافة والتصوير والتمثيل المسرحي في المدرسة الثانوية. قبل تخرجه من كلية الطب بعام واحد حصل على جائزة من قصر ثقافة (طنطا) عن قصة (النبوءة)، وذلك في عام 1979، والتي أصبحت فيما بعد القصة الأولى في سلسلة كوكتيل 2000. بداية التحول الجذري في مسيرة نبيل فاروق الأدبية كانت في عام 1984 عندما اشترك بمسابقة لدى المؤسسة العربية الحديثة وفاز بجائزتها عن قصته أشعة الموت والتي نشرت في العام التالي كأول عدد من سلسلة ملف المستقبل. وفي تلك الفترة أيضاً .

 

وكانت علاقة نبيل فاروق بإدارة المخابرات وطيدة، ما جعله يستوحي شخصية (أدهم صبري) في سلسلة رجل المستحيل التي عرفت نجاحاً كبيرا في العالم العربي، وفي شهر أكتوبر من عام 1998، فاز الدكتور نبيل فاروق بالجائزة الأولى في مهرجان ذكرى حرب أكتوبر عن قصة (جاسوس سيناء: أصغر جاسوس في العالم). ومؤخراً، قام قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة فرجينيا الأمريكية بإنشاء موقع خاص للدكتور نبيل فاروق والذي اعتبره المتخصصون أحد أفضل الكتاب في الشرق الأوسط.

 

كان مشغول دايماً بفكرة إن يكون هناك مثل أعلي مصري للشباب، وإن غياب هذا النموذج عن التواجد فى الساحة لصالح أبطال أجنبية فى الأعمال الدرامية الأمريكية الهولوويدية الغربية أو القصص المصورة الغربية وهي نوع من الغزؤ الثقافي، فكان لازما أن يكون له حل، ومن هنا ظهرت فكرة سلسلة "رجل المستحيل" والبطل "أدهم صبري" اللي كان لها صدي مهم عند القارىء، وبعد نجاح السلسلتين تفرغ نبيل فاروق بشكل كامل للكتابة وترك مجال الطب، وبدأت إبداعاته تتوالي، ومنها "كوكتيل 2000"، و"زهور"، و"زووم"، و"فارس الأندلس"، وغيرها، فكتب أكتر من 500 عدد في سلاسل أدبية متنوعة غير المقالات المختلفة في الصحف المصرية والعربية.