الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

حكاية 7 شباب مصريين ماتوا دهسًا في حادث سير بليبيا.. وأسرهم يروون تفاصيل مؤلمة

الإثنين 24/أبريل/2023 - 11:44 م
مصر تايمز

ودعت قرية منشأة خشبة التابعة إلى مركز القوصية في محافظة أسيوط، 7 من خيرة شبابها، إثر تعرضهم لحادث أليم بمدينة بنغازي بدولة ليبيا، بالدمع والحسرة، معلنة الحداد على أرواحهم في عيد الفطر المبارك، فلم يشعر أحد به من هول الصدمة.

  

حكاية 7 شباب مصريين ماتوا دهسًا في حادث سير بليبيا.. وأسرهم يروون تفاصيل مؤلمة 
 

7 شباب ذهبوا إلى دولة ليبيا بحثًا عن لقمة العيش تاركين أحلامهم وذويهم وكل ما يتعلق بهم، فقط يبحثون عن مصدر دخل يكفل له حياة كريمة، تحملوا العمل في مشقة الصيام حتي ودعوا دنياهم وهم صائمين إثر حادث سير بمدينة بنغازي.

وفي مشهد مهيب شيع أهالي القرية السبع جثامين بدموع الفقد والحسرة، ولكل واحد منهم قصة تدمع عين كل من يسمعها ويتأمل مرارتها، بدأت باليُتم وانتهت بالموت غريبًا في دولة لا يعرف بها سوي من مات معهم.

 

ضحايا حادث الدهس بليبيا

 

وأوضح "عبد الله" أحد أقارب المتوفيين، أن من بين الضحايا شقيقان يتيمان هما "حامد أحمد إبراهيم" عمره 18 عامًا، و"إبراهيم أحمد إبراهيم' عمره 17 عامًا، ولديهم شقيق أكبر يقيم مع الأم، توفى والدهما منذ صغرهما دون مصدر رزق لهم، فقامت الأم بالعمل من أجل لقمة العيش في بيع الطعمية والخضرة، ولضائلة الدخل ترك الشقيقان التعليم والبحث عن فرصة عمل لمساعدة والدتهما، وبعد أن عملا بمصر قررا السفر إلى دولة ليبيا لإيجاد عمل يدخر عليهم المال الوفير، ولكن هيهات لما تمنوا، فقد عادا في الكفن تاركين أسرتهم في حالة من الانهيار والحزن.

 

زف بالكفن.. "أحمد" عريس في الجنة

 

وواصل "عبدالله" الحديث مضيفًا أن شهيد الغربة الثالث هو "أحمد لملوم"، صاحب ال21 عامًا، لديه شقيق يصغره في العمر والاب مسن لايستطيع الحركة، قام بخطبة فتاة من بنات قريته وسافر إلى ليبيا من أجل تجهيز عش الزوجية، والمقرر عقد حفل زفافه عقب عيد الفطر المبارك، فُزف بالكفن بدلًا من حلة العرس.

 

ملحقش يفرح.."محمود" دفن يوم خطبته

 

وأشار المصدر، أن الشهيد الرابع "محمود عبدالله صالح"، عمره 22 عامًا، له 3 أشقاء ذكور، قرر السفر إلى ليبيا من أجل مساعدة الأسرة في نفقات المعيشة وجمع المال اللازم لحفل خطبته على إحدى الفتيات، والذى كان المقرر اليوم الإثنين الموافق يوم جنازته، وبعد تجهيز استعدادات الحفل من الأسرتين وانتظاره لإتمام الحفل عاد بالكفن.

 

أبناءه من ذوى الهمم

 

واستكمل المذكور حديثه أن الشهيد الخامس "سالم مسلم عبدالعزيز"، يبلغ عمره 35 عامًا، متزوج ولديه 4 أبناء أكبرهم يبلغ عمره 13 عامًا، وبينهم طفلين من ذوي الهمم، ومن أجل توفير علاجهم اللازم والذى يتكلف شهرياً 7 آلاف جنيهاً سافر إلى ليبيا، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن فعاد ملفوفًا في الكفن، تاركًا حمل ثقيل للأم.

 

وعن الشهيد السادسة "صلاح مصطفي حسين" 21 عامًا، عائل أسرته بعد مرض والده، سافر إلى ليبيا لتوفير نفقات أسرته وعلاج والده المريض، وكانت الصدمة التي انهت حياة محبيه.

 

وختامًا بالشهيد السابع "حامد إبراهيم عبدالعزيز"، البالغ من العمر 25 عامًا، لديه 6 أشقاء بينهم 4 ذكور و2 من الإناث، في البداية أصيب فى الحادث نتج عنه بتر ساقيه، وتم نقله من ليبيا إلى مصر برًا داخل سيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى مطروح العسكرى، ومنها إلى أسيوط، ولكن أثناء سير سيارة الإسعاف به وهي عائده به لنقله إلى مستشفى أسيوط الجامعي تدهورت حالته الصحية، ولفظ أنفاسه الأخيرة ليلحق بباقي الضحايا.

وشيعت جثامين جميع الضحايا، صباح أمس السبت، بمسقط رأسهم بقرية منشأة خشبة التابعة إلى مركز القوصية في محافظة أسيوط، وسط آهات وصراخ وصدمات أهل القرية، وبحضور آلاف المشيعين، وسط انهيار أسرهم وذويهم وزملاءهم، ومن جميع أنحاء المركز.