الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

"من الذاكرة".. حكاية الشهيد باسم فكري ضحية رصاصات الغدر في قنا.. كان يختم القرآن أكثر من مرة في رمضان ورحل إلى ربه مبتسمًا"

الجمعة 24/مارس/2023 - 10:42 ص
الشهيد باسم فكري
الشهيد باسم فكري

يتميز شهر رمضان الكريم باللمة والمزاح والبهجة على موائد الإفطار، هذا ما حُرمت منه أسر شهداء الشرطة والجيش في أنحاء الجمهورية، خاصة محافظة قنا؛ بعد أن خيم الحزن على كثير من الأسر، لرحيل شهداء عن عالمنا في سن مبكر برصاصات الغدر سواء من الجماعات الإرهابية أو على يد الخارجين عن القانون في الحملات الأمنية، ومن بين هؤلاء أسرة الشهيد باسم فكري الذي حُزنت عليه محافظة قنا بأكملها. 

 حكاية الشهيد باسم فكري ضحية رصاصات الغدر في قنا 

وسط دموع الحزن لفقدانه تسبقها دموع الفرح والزغاريد لاستشهاده، واحتسابه عند ربه من شهداء الواجب الوطني، ترددت تلك الكلمات في الشارع الذي ولد به، وبين أسرته، وجيرانه “ربنا يرحمك يا شهيد ويصبرنا على فراقك”.

والتقى “مصر تايمز”، مع أسرة الشهيد "باسم فكري" رئيس مباحث قوص، الذي استشهد في حملة مطاردة أمنية مع الخارجين عن القانون وهو في عمر ال،35 تقريبًا، من شهر أكتوبر عام 2019 في مركز قفط جنوبي محافظة قنا، تاركًا طفله الوحيد الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 3 أعوام، في شهر رمضان مع أسرته وكيف كان يقضيه معهم؟ والعادات الثابتة الذي كان يحرص  عليها خلال شهر رمضان المبارك.

محطات من حياة الشهيد باسم فكري

  “ربنا يصبرنا ويربط على قلوبنا”.. بهذه الكلمات روت الدكتورة سارة الخطيب محطات من حياة زوجها الشهيد الرائد باسم فكري قائلة:"فراقه صعب تحمله، ولكن بستقوى عندما أنظر إلى ابننا "سليم" الذي أصبح عمره 7 أعوام حاليًا، ويتذكر مواقف كثيرة مع والده والخروج معه لشراء الألعاب، ودائمًا يحكي لزملائه عن بطولات والده وفخره واعتزازه به وصورة لا تفارقه وحنون جدا ويحب أقاربه مثل الشهيد".

 


ووصفت "الخطيب" زوجها بأنه كان ملاك يمشي على الأرض، حيث كان يعيش حياته العادية كأي ضابط شرطة معظم وقته في الشغل وإجازته أسبوع يقضيه ما بين شقيقاته وأقاربه جميعًا يسأل عنهم ويزورهم كل أجازة ومع ابنه الذي كان حنونًا لأبعد الحدود معه كان يتعامل معه طفل مع طفل، كانت روحه فيه ومتعلقًا بشده به يهتم بشراء الألعاب له بصفة مستمرة ويلعب معه، كان حريص أيضًا على مساعدة أي شخص يلجأ له.


وأضافت "زوجة الشهيد"، أنه كان يهتم دائمًا بالصلاة في وقتها وقراءة ورد من القرآن بعد كل صلاة في الأيام العادية بينما في شهر رمضان كان يختم القرآن الكريم أكثر من مرة ويصلي التراويح بإنتظام ولحظة الإفطار كان يحب اللمة والمزاح مع كل أفراد أسرته كان يصنع جو يملأ قلوبهم بالفرحة، مُشيرة بأن شربة العدس وصينية البطاطس بالفراخ كانت من الأكلات المفضلة للشهيد خاصة في رمضان وكانت تحرص على تجهيزهم له بصفة مستمرة.

يوم استشهاد الضابط باسم فكري

رسالة مؤثرة تقشعر لها الأبدان وتدمع لها الأعين، نعت بها الدكتورة "سارة" زوجها الشهيد باسم فكري لحظة استشهاده قائلة: أنا و باسم تقابلنا في أول فبراير 2014، وتزوجنا فى 5/3/2015، وفي يوم استشهاده عام 2019 جاءتني مكالمة تليفونية أن زوجى في مستشفى قفط، لم أدري كيف ذهبت هناك و أنا في قمة انهياري، لأجد أنه استشهد، كم كان المشهد قاسياّ صممت أن لا أتركه حتى أشاهده، قبلت يده الشريفة الطاهرة ووجدته متبسمًا وكأنما أدي كامل واجبه و رسالته في الحياة.

وتابعت: الدولة كرمت باسم بإطلاق اسمه على محور "قوص_ نقادة" وعززت طفله بتكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة ثأرت له بتصفية العناصر الإجرامية المتسببين في استشهاده كل ذلك له أثر طيب بداخلنا.
 

 

واختتمت حديثها لـ"مصر تايمز"، اليوم بعد مرور 4 أعوام على رحيله “كان يتمنى الشهادة ويطلبها لكن افتقدنا الشعور برمضان والشعور بأي شئ من بعده،"ربنا يصبرنا ويربط على قلوبنا”.


يُذكر أن الشهيد باسم فكري تعود جذوره إلى مركز قوص، ومقيم بمدينة قنا ، ووالده صيدلي، تزوج الشهيد في 2015، ومعه طفل يبلغ من العمر حاليًا 7 أعوام، ولديه 4 أشقاء بنات، وعمل الشهيد في أكثر من مكان بمديرية أمن قنا، منها تنفيذ الأحكام، و مباحث قفط ونقادة ، حتى أصبح رئيسا لمباحث قوص، وحصل على دكتوراة في القانون.