الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

ملائكة الرحمة وآلام المرضى

الأحد 19/مارس/2023 - 03:18 م

قبل ما يقرب من شهر ونظرًا لطبيعة عملى كمحررة قضائية، أجريت معايشة صحفية مع ابن فقد والدته بسبب "الأهمال الطبى"، وروي لي تفاصيل معانته، فقد عانت والدته كثيرًا بسبب خطأ فى التشخيص الطبى؛ أضطُرت بسببه دخول المستشفى.

 

في ردهات أحدي المستشفىات سمعت كثير من القصص لأناس عانوا الويلات بسبب إهمال بعض الأطباء والطاقم الطبي، والمتمثل في التشخيص والعناية الطبية اللازمة للمرضي، من ضمنها عمليات الختان التي أصيب بسببها عدد من الأطفال بتشوهات كبيرة، ومنهم من فقد حياته.

 

"بسم الله الرحمن الرحيم أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي. وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عوراتهم، وأكتم سرّهم. وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، الصالح والطالح، والصديق والعدو.. وأن أثابر على طلب العلم، أسخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه.. وأن أوقر من علمني، وأعلّم من يصغرني، وأكون أخًا لكل زميل في المهنة الطبية في نطاق البر والتقوى.. وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقيًا مما يشينني أمام الله ورسوله والمؤمنين.. والله على ما أقول شهيد".

 

هذا قسم عظيم.. أقسم عليه الأطباء وأشهدوا الله عليه، ولكن بعد هذا القسم، كيف يمكن لبعض الأطباء أن يتاجروا بآلام وأهات المرضي؟، كيف يضعون المرضى فى مرمى بورصة أسعار الفحوصات والكشوف؟ وكيف لهم أن يتعاملوا بإستهانة مع آلام المرضى، فيقعون تحت وطأة الخطأ الطبى؟

 

المريض وأهله يضعون جل ثقتهم فى الطبيب كأمانة، ويرصدون ميزانية ليس بالقليلة خاصة إذا كانت الأسرة تعاني الفقر، البعض ربما ينام بلا عشاء  من أجل توفير العلاج لابنه أو ابنته أو والديه، ليوفرونه من قوت يومهم، فلا يمكن أن يتحملوا أخطاء طبية أو مصاريف زائدة.

 

الأمر بات صعبًا على كل الأسر، خاصة مع الظروف الاقتصادية التى يعيشها العالم كله، ولذلك يجب أن نتضامن جميعًا من أجل أن تمر تلك الغمة، والقطاع الطبى ليس ببعيد عن هذا التضامن، وعليه أن يقوم بمبادرات سريعة وعاجلة، لرفع قدر من معاناة المرضى، وأن يضع قوائد قوية للوصول بنسبة الخطأ الطبى لنسبة أمنة.