رئيس فريق الصدر بعين شمس لـ"مصر تايمز": فصل أول حالة زراعة رئة من جهاز التنفس الصناعي بعد 3 أسابيع.. والمريضة حالتها جيدة والمتبرعين خرجوا من المستشفى

نجحت مستشفي عين شمس التخصصي التابعة لجامعة عين شمس، في إجراء أول عملية لزراعة الرئة في مصر، لفتاة تبلغ من العمر 28 عاما بعد معاناتها من الفشل التنفسي، حيث تبرع شقيقاها بفصي رئة، في الوقت الذي أجريت الجراحة داخل 3 غرف عمليات بالتوازي بحضور أكثر من 60 طبيب بالعديد من التخصصات الطبية على رأسها أطباء أمراض صدر وجراحة صدر والتخدير والقلب والأوعية الدموية.

من جانبه قال الدكتور ياسر مصطفي، استاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة عين شمس ورئيس فريق الصدر الباطني لعملية زراعة الرئة، إننا نتعامل مع مرضي يعانون من فشل مزمن في التنفس فهذه الحالات تكون غير قادرين علي التخدير فتحضير هولاء المرضي يكون صعب للغاية ولكن حالة المريضة سحر كانت تعاني من فشل في التنفس والتليف بالرئتين وتوجدت منذ شهرين بقسم الصدر للعلاج.

وأشار مصطفي، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" الي أن الفريق الطبي قام بالتواصل مع أهل المريضة ووجدنا أنهم مستعدين للتبرع وقمنا بالتحضير للعملية ولكن كانت المريضة تعاني أيضا من جلطة في الرئة مما أدي الي ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي فهذا يؤدي إلي صعوبة فرص النجاة لهولاء المرضي.

وأضاف رئيس فريق الصدر الباطني، أن سبب اختيار تلك المريضة لان حياتها كانت مغرضة لخطورة شديدة وربما لم تعيش شهور وكانت تحتاج لزراعة رئة، ووجدنا المتبرعين المناسبين مع وجود توافق الأنسجة بين المريضة والمتبرعين وهذا استغرق فترة تجهيز أكثر من شهر لاجراء التحاليل والأشعة لأن المريض والمتبرعين يمرون بمجموعة من الإشعات لكيفية حساب حجم الفص الذي ينقل من كل متبرع وتوافقه مع المريضة وكافي بالنسبة لها وهذا يحسب من خلال وظائف التنفس الخاصة بها وللمتبرعين.

وأوضح الدكتور ياسر مصطفى، أن مشكلة التبرع من الأحياء تختلف عن التبرع من حالة حديثي الوفاة لأننا نحتاج لكل مريض اثنين متبرعين ويتم استئصال فص واحد من كل متبرع حتي لا يؤثر علي السعة الحيوية للرئة لكل متبرع وفي نفس الوقت يحتاج المريض لفصين مناسبين مع حجم الصدر، وقمنا بتوفير 3 غرف للعمليات بجانب غرفة التحضير الخاصة باستئصال الفص من المتبرع قبل الانتقال الي المريض بجانب توفير 3 أطباء من الجراحين والمساعدين والتمريض، وعند وجود رئة من متوفي لا نحتاج لتلك التكاليف ويكون العمل علي المريض فقط.

وأشار رئيس فريق الصدر الباطني، الي أن العملية استغرقت 11 ساعة بوجود عدد من الأطباء ويحتوي على 15 طبيب بجانب عدد من التمريض ويتم التبديل بينهما وربما يحدث مشاكل أثناء العملية منها قلة الأوكسجين والضغط مع وجود مسئول عن مكينة التروية التي تمد الأكسجين أثناء العملية للمريض لانه يكون بدون رئة وعند زرع الفصين الجدد يكونوا غير جاهزين للعمل.

وأكد الدكتور ياسر مصطفي، أنه يتم نقل الفص الاول من المتبرع الاول وزرعه للمريض وبعد ذلك يتم الانتقال الي المتبرع الثاني ونقل الفص الأيسر وبعد ذلك يتم حفظ هذا الفص في محلول معين لكي نحافظ علي الرئة بالاكسجين والدم أثناء الانتقال.

وأختتم رئيس فريق الصدر الباطني، إن المتبرع لم يحدث لهم اي مضاعفات وحالة للمتبرعين اشقاء المريضة سحر حالتهم جيدة وتم خروجهم من المستشفي خلال أسبوع من وقت العملية وخلال 3 أسابيع سيتم فصل المريضة سحر من جهاز التنفس الصناعي، وبدأت بالفعل منذ يومين في جلسات العلاج الطبيعي بالرعاية المركزة لعودة التنفس والعضلات، وأيضا تم فصل المريضة من جهاز التروية المركزي (إيكمو) في اليوم الخامس بعد العمليه وحالتها الان مستقرة مع وجود تحسن إيجابي، مشيرا إلى أن المريض يعتمد بشكل كامل على جهاز التنفس الصناعي بعد أول أسبوعين من العملية.