والدة ضحية الغدر بسوهاج:"اخواتي سحلوه ابني وقتلوه بدم بارد.. ومش هسيب حقه"
شهدت محافظة سوهاج، حادث مأساوي تجرد فيه 3 أشقاء من كل مشاعر المودة والحب ودفء العائلة وقتلوا نجل شقيقتهم على مرأى ومسمع الناس بالشارع، منذ أيام ماضية ليمكث 18 يوم داخل العناية المركزة بالمستشفى الجامعي ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لتكون "أشهد أن لا إله الا الله".
"محمد الشيمي" ضحية الغدر والقتل على يد أشقاء والدته، بعدما بدأت المشكلة بسبب قطعة أرض زراعية بالوادي الجديد، اشتراها والد الضحية وقام بعمل توكيل أشقاء زوجته مؤتمنة على ماله وعرضه، فما كان جزاء الإحسان إلا التمرد والأذى.
كلمات مأساوية بدأت بها والدة المجني عليه حديثها ل"مصر تايمز"، متماسكة تارة ومنهارة تارة أخري، وقالت "المشكلة بدأت على أرض زراعية جوزي اشتراها وكتب لهم توكيل، قاموا باعوها من غير علمه، لما اكتشفت دا بالصدفة مسكتوش بالعكس تمردوا زيادة وقالوا عاوزين املاكك ولا هنموت ولادك، حاولوا ضربهم فعلًا كذا مرة بس متوقعتش أنهم يقتلوه، قتلوا الغالي".
عريس في الجنة ومش هلبس اسود لحد ما حقه يرجع
بدموع الحسرة والألم الذي يعتصر قلبها، بدأت الأم المكلومة تروي تفاصيل الحادث الأليم والجاني فيه أقرب ما يكون لها، أشقاء خرجوا من رحم واحد وحملتهم ام واحدة، فكيف يكون الدم مياه سائلة مُهدرة؟!
وبداخل البيت الكبير الذي يسيطر عليه الكآبة والحزن، تجد الأم المكلومة ترثي حالها وحال نجلها "عريس الجنة"، ترتدي ملابس ملونة رافضة تغييرها، حيث أنها قامت بشرائها لزفاف الضحية الذي كان يستعد لزفافه الأيام المقبلة من الأسبوع الجاري، قائلة "عريس في الجنة ومش هلبس اسود لحد ما حقه يرجع".
تقول والدة شهيد الغدر "يوم الحادثة ابني نزل يكوي هدومه رايح لخطيبته قاعد عن المكوجي مستنيه الهدوم، نزلوا التلاتة اخواتي ضرب فيه اتنين منهم بشومة والتالت بزجاج، قتلوه بدم بارد وحاولوا تجريده من ملابسه قلعوه التيشرت بس الناس رفضت يقلعوه باقي هدومه وشالوه، سحلوه في الأرض وجسمه متجلط من السحل، كانوا عاوزين يجيبوه ليا من أول الشارع لأخره تحت بيتي ولما الناس شالتهم جم قالولي قتلنا واحد والباقي اتنين، اخواتي قتلوا ابني وسحلوه وقلعوه التيشرت!!".
وبتنهيده كلها ألم وقهر استراحت والدة المجني عليه واستكملت " مش محمد بس اللي حاولوا قتله، ابني الصغير والكبير حاولوا قتلهم برضو، الصغير هرب منهم في زحمة العربيات واتحامي في صاحب محل وربنا يستره حماه، التاني حطوا قفل على الباب بتاع البيت عشان عارفين أنه جوا بحيث يتحكموا في حركته يرجعوله تاني، ربنا حماهم وانقذهم، وبعد ما قتلوه راحوا تحت بيتي ينادوا عليا بصيت من فوق قالولي قتلناه كنت هتجنن وأصرخ وأصوت، حرموني منه حتة من قلبي حبيبي عريس الجنة".
استغاثة للرئيس السيسي ووزارة الداخلية.. انقذوا ولادي
ولم يكتف أشقاء الام بسوء عملهم بل استكملوه باستمرار تهديداتهم بقتل باقي أنجال شقيقتهم وسرقة مخازنهم التي تكن بضاعة للاتجار بها، ففور وقوع الحادث ودخول الشاب العناية المركزة، قاموا بالدخول إلى المخازن وسرقتها وحاولوا فتح باب منزل شقيقتهم الذي يمكث فيه الاب بمفرده _حسب أقوال أهل المجني عليه_.
وتواصل الأم حديثها لتتحدث عن قربه منها وكونه الابن المدلل لها، الذي كان يبيت داخل أحضانها يلقي كل همومه على صدرها ويغمض عينيه، محاولًا اسعادها بكافة الطرق، فتقول "قبل ما يتوفي عملي صورتي هدية على بورترية يعلقها في شقته عشان يفرحني، فرحت بيها وحمدت ربنا عليه نعمة كبيرة ابن بار حنين وقريب مني، هو له أكبر مكانه في قلبي كنت اقوله اوعي تعمل مشاكل مع حد يأذيك انت عارف انك حتة من قلبي يا محمد".
وفي مناشدة صريحة تحمل كل معاني الاستغاثة والمُر الذي ذاقته الام بعد وفاة نجلها، تقول للرئيس السيسي "يا سيادة الرئيس اعتبر ابني ابنك هات حقه أنا بستغيث بيك اسمعني، قتلوا ابني وحرقوا قلبي وكسروا فرحتي، يا وزارة الداخلية اعتبريه ابنك هاتوا حقي، استغاثة للرئيس السيسي ووزارة الداخلية انقذوا ولادي، بيهددوني بقتلهم كل يوم أنا عاوزة ولادي يعيشوا".
وبين معاناة رؤية قاتلي نجلها على قيد الحياة أو رغبتها بقتلهم لتسكن روح فقيدها، تطالب الأم بعقاب عادل يطفئ نار قلبها، قائلة "انا عاوزة عذابين في الدنيا والآخرة، لو المحكمة شايفة الإعدام هو الجزاء راضية، بس أنا عاوزة ٢٥ سنة لكل واحد منهم عشان يتعذبوا هما وولادهم، عشان يدوقوا ناري يتعذبوا ولما يموتوا يروحوا لعذاب الآخرة".
وتختتم الام حديثها قائلة " أنا ابني سافر جيشه وراجع ابني مماتش، أنا رافضة فكرة موته ويوم ما هصدق أنه مات هنتحر، هتلاقوني انتحرت وقتها اعرفوا أني فوقت وعرفته أنه خلاص، ابني اخد شهادة تقدير من الجيش المصري بحسن سلوكه الجيش مش هيعطي ابني شهادة وهو وحش، انا قلبي فيه نار هتبرد لما حقه يرجع".