الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

(الشهادة 3).. سكينة فؤاد لـ"مصر تايمز": أعداء مصر كانوا يريدون تدخل الاسطول السادس في 30 يونيو.. والقرار أنقذنا من التقسيم ومصير دول مجاورة.. الاقتصاد وحل أزمة الحبس الاحتياطي أولوية للحوار الوطني

الأحد 03/يوليو/2022 - 05:12 م
مصر تايمز

ينفرد موقع "مصر تايمز" بشهادات تنشر لأول مرة فى إطار سلسلة حوارات يجريها الموقع احتفالا بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو، ثورة الشعب المصري على جماعة الإخوان الإرهابية لمنع أخونة الدولة المصرية مطالبين بتدخل الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك والذى استجاب لمطالب الشعب المصري وحرر الدولة المصرية من الجماعة الإرهابية، ويواصل "مصر تايمز" فى نشر حوارات مع شخصيات شاركت فى هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخ مصر الحديث، الشهادة الثانية للكاتبة الصحفية الكبيرة سكينة فؤاد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة السابقة. 

 

في كل مرة تلجأ الدولة المصرية إليها تكون في الصف الأول، ممثلا عن المرأة لكن ماذا يمكن أن تقدم السيدة التي عاشت سنوات طويلة بين هجوم وهجوم، قلم وفكر وحكايات وثقافة شكلت وعي الملايين خلفها ومن هنا جاء دورها في الصف الأول،  هي سكينة فؤاد الكاتبة والروائية النسوية.

 

لا تخلو حكايات سكينة فؤاد على طوال مسيرتها الكتابية عن إحداث الفكر، إبراز أهمية العقل، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت صورتها أولى للصفحات النسوية كمثال يحتذى به أو للهجوم من المخالفين لهذه الرؤى والارتكان إلى أشياء لا يعقلها العقل أو تعمل على الفكر.

 

في الثالث من يوليو كان أحد هذه المرات التي تصدرت فيها سكينة فؤاد الصف الأول، في لحظة تمثل فيها القرار واجبًا، فمثلت مقعد المرأة المصرية التي كانت تثور في نفس اللحظة في شوارع المحروسة، وفي المقدمة وزير الدفاع حينها الفريق عبد الفتاح السيسي معلنا بقوة من خلفه من مفكرين وساسة وعقلانيين أن التغيير قد وجب وستظل مصر بعيدة عن الانقسام.

 

في حوار مع "مصر تايمز"، تقول الكاتبة الكبيرة إنه على الرغم من تجسيد المشهد الشهير في مسلسل الاختيار، سيظل الواقع أقوى من أي اجتهاد فني، الواقع واللحظة وما شهدته في الشوارع والميادين في 30 يونيو والناس كأن على رؤوسهم الطير، الناس كانت منتظرة القرار على مدار الثلاثة الأيام في ثورة 30 يونيو مع خوف من الانقسام، مشيرة إلى أن مصر كانت على مشارف حرب أهلية.


لا تخاف سكينة فؤاد التي حاربت الإرهاب بالقلم والفكر إلا من تفكك وطنها، وهذا ما كان يريده أعداء الوطن وواجهه المصريون في 30 يونيو بحسب حديثها، فالمراد كان أن ينقسم الوطن وأهله ويدخل في صراع ، مشيرة إلى أنه مع ذكرها لأهمية دور المرأة المصرية، اللحظة كانت ألا يتمزق هذا الوطن وألا يحترق أبناءه في حرب أهليه كانت مراد لأهل الشر، مرادف لما حدث لبعض البلدان الشقيقة في المنطقة العربية .

 

وترى فؤاد أن الأرصدة الشعبية هي من صنعت 30 يونيو و3 يوليو والثورة العظيمة التي جعلت صحف العالم يكتبون: ثورة شعبية غير مسبوقة، ومن ثم يجب على المصريين القادرين مساعدة غير القادرين.

 

كانوا يترقبون الأسطول السادس، تتداخل قوى خارجية في مصر، لكن الله حافظ لهذا الوطن ووعدها بالسلام والأمان وحماها مما كان مدبر ودخول الوطن في حرب أهلية تمزق وحدة أبناءه الذين لن ينقسموا على اثنين أبدا، هكذا تفسر سكينة فؤاد خطورة الموقف وأهمية ثورة 30 يونيو .

 

من الثبات للبناء.. حوار وطني

ترى سكينة فؤاد أن الحوار هو الوسيلة الرئيسية بعد الثبات في وجه المخاطر والتأكد من التغلب عليها، حتى تأتي خطوة رئيسية بعدها هي البناء والتطور فتشير إلى أنه بخصوص الحوار الوطني في مصر فإنها فرصة يجب أن نستثمرها جيدا وأن نكون جادين في التعامل معها.

 

وأضافت أن كل من يشارك يجب أن يكون على أرضية وطنية حقيقية متاح له التحقق في جملة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي "الاختلاف لا يفسد للوطن قضية"، مشيرة إلى أن ذلك مرتبط بأولويات يجب الوقوف والتأكيد عليها لمناقشتها في الحوار الوطني.


وتشير إلى أن سقف الحريات يجب أن يكون مفتوحا، مشيرة إلى ضرورة تحديد الأولويات خلال الفترة المقبلة لمناقشتها في الحوار الوطني مستشهدة بجملة مهاتير محمد "الأمة التي لا تحدد أولوياتها.. أمة تتعرض لأزمات خطيرة".

 

لطالما عرفت سكينة فؤاد أن تحدد برؤيتها الهامة الأولوية، فالأولوية عندها واضحة حقوق الإنسان، ومرأة حرة مستقلة تستطيع أن تحدد ومن ثم تكون مرتكزا للأسرة ولوطنها، هكذا كانت المرأة قوية في كافة أعمالها، لكنها أوضحت أنه إلى جانب ذلك هناك أولوية رئيسية في الحوار الوطني.

 

حسب سكينة فؤاد، فإن الاقتصاد أولا يجب أن يكون هناك رؤى مستندة للبحث العلمي يستمع فيها لأصحاب فكر حقيقي تناقش قصة الديون وكيف يتم التعامل معها على سبيل المثال باعتبارها أكثر القضايا المؤرقة في الفترة الأخيرة .

 

وتشير إلى أن الاقتصاد الانتاجي ضرورة ملحة يجب على إثرها الحديث عن مشروعات قومية تساعد على مزيد من الإنتاج وليس الترفيه، باستخدام واستغلال قوة عمالية عظيمة يمكن الحديث عن كيفية استثمارها ومساعدتها على مزيد من الإنتاج في هذا النوع من المشروعات .

 

وأكدت أن مصر تمتلك صروح صناعية كبرى يجب الاستفادة منها بشتى الطرق، مؤكدة أنه يجب العمل على تخفيف المشروعات الترفيهية والتركيز على مشروعات الاقتصاد الانتاجي بشكل أكبر، خاصة مع تهديد العالم بالجوع والفقر والأوبئة والأمراض، فإذا لم تكن منتجا فإن هذه الأمراض سوف تجتاحك.

 

وتؤكد سكينة فؤاد أن المشروعات الغذائية في غاية الأهمية فشاهدنا أهمية وجود وفرة في القمح والشعير في ضوء الأزمة الغذائية التي تجتاج العالم في الفترة الأخيرة، فيجب مناقشة الأمر وتزويد المادة الغذائية عن طريق استخدام البحث العلمي.

 

في التعليم، نشاهد مدهشات وتغيرات وعدة أمور لا ترتبط بالتعليم بشكل أساسي وتزيل أعيننا عن القضية الرئيسية لتطوير التعليم، مشيرة إلى أن مصر لديها كفاءات وخبرات ولكن يجب أن نكون موضوعين ونراجع التجربة بشكل عام، الوقوف هنا مهم للتعرف على ما حقنناه بالفعل في تجربة تطوير التعليم في مصر خلال الآونة الأخيرة .

 

وتضيف أن البيروقراطية أزمة كبرى لا تزال تواجهنا وتؤدي لضياع العديد من الفرص خلال الفترة الأخيرة، يجب وضع نظام صارم لاختيار القيادات، وهم الأشخاص الذين يحسنون إدارة دفة قضايا المحليات في حد ذاته من الأمور الألغاز، يجب وضع قانون للمحليات وإقامة الانتخابات بشكل سريع يضمن لنا أفضل الكفاءات في المحافظات والمحليات بشكل عام.


لدينا فرسان القوانين، لكن للأسف هناك آخرين يتلاعبون بالقاونين، وهناك أجهزة رقابية طالبت بسد ثغرات القوانين التي يتم استخدامها من قبل الفاسدين على الدوام للتلاعب والكسب غير المشروع.

 

وتؤكد أن الحوار الوطني فرصة عظيمة لإحداث تغيرات تكنولوجية ورقمية تمنع مقولة "السيستم واقع"، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يدخل الطالب للامتحان ويكون النتيجة "السيستم واقع" فيتم إنجاح 90 ألف طالب مرة واحدة دون امتحان مع مساواة المذاكر وغير المذاكر وهو أمر يدفع لفشل ومزيد من التواكل.

 

وأكدت أننا في مصر نأمل في تغيير حقيقي، يستثمر ما فيها من كفاءات عدة موجودين في كافة المجالات، وهناك قوانين لتدفق المعلومات، لانه لطالما هناك معلومة صحيحة تموت الشائعة على الفور، متساءلة لماذا لا يوجد قانون لتداول المعلومات كل هذه الفترة والذي كان سيسهل بشكل كبير لدحض الشائعات في مصر .

 

وأشارت إلى ضرورة حل أزمة الحبس الاحتياطي الذي لا يمكن أن يتحول إلى عقوبة، ولكن يجب تطبيق القانون بشكل مباشر، مؤكدة أننا في مواجهة مباشرة مع النفس، حيث نهدف لتصحيح المسارات وليس هدم الدولة المصرية، المسارات الصحيحة يجب أن نتبناها عن غير الصحيحة.