الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"استغل براءتها وقالها تعالي أجيبلك حلويات".. والد سجدة طفلة البامبرز بعد تأييد الحكم بالإعدام على مغتصب وقاتل ابنته: " الحمدلله هنام مرتاحين البال، وهروح النهاردة أفرح سجدة وأقولها إن حقها رجع واملأ ا

الخميس 26/مايو/2022 - 01:27 ص
عروس الجنة الطفلة
عروس الجنة الطفلة سجدة

في واقعة تجرد منها أصحابها من كل معاني الإنسانية والرحمة، اعتصرت قلوب أهل محافظة كفرالشيخ حزنًا، بعد سماعهم عن اغتصاب ومقتل طفلة لم تتجاوز الـ 5 سنوات، تعود أحداث الواقعة لشهر يوليو من العام الماضي، عندما اختفت الطفلة "سجدة السيد أشرف" لمدة يوم كامل؛ ليتبادر إلى أذهان عائلتها أنها اختطفت أو تاهت فى شوارع قريتها "قرية الثمانين" بمركز الحامول؛ لكنهم لم يتوقعوا أبدًا أن يعثروا على جثة الطفلة الباردة داخل "شوال" ملقاة أسفل بير السلم الخاص بمنزل أحد جيران جدها؛ لتتشح كافة بيوت المدينة بالسواد حزنًا على الطفلة المقتولة. 


وعلى الفور إتصل أهل الطفلة "سجدة" بالشرطة، وبالفحص تبين سرقة "حلق ذهبي" من أذن الطفلة، كما يظهر على جسدها أثار عنف، وقرر مدير نيابة الحامول، إرسال جثمان الطفلة للطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، بعدما أكد أهل الضحية أنها اختفت لمدة يوم كامل، أثناء لهوها مع إحدى قريباتها، وباشرت النيابة التحقيق للوقوف على كافة أسباب وملابسات الواقعة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مرتكبي الواقعة وضبطهم.



تفاصيل قضية مقتل الطفلة "سجدة"، البالغة من العمر 4 سنوات ونصف، مرت بمراحل عدة كان الفصل الأخير فيها أمام محكمة الجنايات التي أقامت الدليل على الجاني بتهمة القتل العمد، وثبت من أدلة الاتهام أن المتهم استدرج الطفلة من منزل أسرتها مستغلاً براءتها، وزعم أنه سيشتري لها الحلوى، وحاول الاعتداء عليها جنسيًا، وأمام صرخاتها قبض بيديه حول رقبتها فخارت قواها وسقطت على الأرض جثة هامدة.


وفي أحد شوارع قرية "الثمانين" بمحافظة كفر الشيخ، طفلة في الرابعة والنصف من عمرها تُدعى "سجدة"، ودعت والدتها من أجل اللعب في الشارع، وتعلقت نظراتهما ببعضهما، وكأنهما يدركان عدم رؤيتهما لبعضهما البعض مرة أخرى، وبخطوات بطيئة وصغيرة نزلت الطفلة على درج السلم، فالتقت بأقرانها في نفس عمرها، وبدأت اللعب، غافلة عن أعين الذئب البشري الذي يُدعى "جمال"، المتربصة لها منذ وطأت قدمها خارج المنزل، والذي عزم على ألا يترك هذه الطفلة، غافلاً عن كونها طفلة بريئة لا تفهم شيئًا مما يدور حولها، لذلك استغل براءتها في استدراجها لمسكنه في نفس المنطقة.


وافقت "سجدة" على الفور، واتجهت مع المسن الذي تجاوز عمره 59 عامًا لسطح منزله، الكائن أمام منزل جدها الذي كانت تلعب أمامه، وحاول الاقتراب منها وتجريدها من ملابسها، شعرت الفتاة بخوف شديد من هذا المسن، ما دفعها للصراخ، حتى يتمكن أحد من إنقاذها من براثن الذئب البشري، لكنه على الفور كمم فمها بإحدى يديه، مانعًا لها من الصراخ، وباليد الأخرى حاول خنقها، ما تسبب في وفاتها على الفور لصغر سنها.


واتجه الرجل الستيني على الفور لإجراء مكالمة هاتفية مع زوجة إبنه التي تُدعى "نورهان»" صاحبة الـ17 عامًا، حتى أتت مسرعة وبيدها مصل، وشاهدت الطفلة صريعة على الأرض، فقامت بحقنها من أجل إفاقتها، لكنها اختارت أن تترك حياة ملوثة بوجود مثل هؤلاء الأشخاص، لتصعد روحها إلى بارئها، وعندما أدركا مفارقتها للحياة، سرقا قرطها الذهبي وأخفيا الجثة أسفل سلم العمارة السكنية في "جوال"، وخرج كل منهما لممارسة حياته وكأن شيئًا لم يحدث، وبحسب أقوال "نورهان" في تحقيقات النيابة، هددها "جمال" حتى لا ترفض مساعدته في إخفاء جثة الطفلة البريئة، بأنه سوف يخبر زوجها بأنها على علاقة مع مجموعة رجال زورًا، فاضطرت إلى مساعدته وإخفاء الجثة.


وعندما علم الأهل باختفاء طفلتهما قرروا البحث عنها في كل مكان، وانضم إليهم القاتل أملاً في العثور عليها، حتى أطلق صيحة بأنه وجدها أسفل السلم، وبملامح خبيثة تمثل الحزن، وقال إنها توفيت، وقال "السيد أشرف" والد الطفلة "سجدة" لـ "مصر تايمز": " كان بيدور معايا على البنت و عامل نفسه زعلان، ولا كأنه عمل حاجة حسبي الله ونعم الوكيل فيه".




وأسدلت محكمة جنايات كفر الشيخ، اليوم الأربعاء، الستار على قضية الطفلة "سجدة"، حيث قضت برئاسة المستشار مدحت أبوغنيم، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ والدائرة الثالثة، وعضوية المستشارين محمد عبدالله عبدالكريم، وعمرو الششتاوي، بتأييد الحكم بالإعدام شنقًا حتى الموت للمتهم الأول "جمال"، والحبس سنة للمتهمة الثانية "نورهان".

وقبل النطق بتأييد الحكم بالإعدام، وجه القاضي مجموعة من الكلمات للوم المتهم على فعلته الشنيعة قائلاً: " سلكت درب الهاوية وسبحت في بحر قاذوراتك، واستدرجت الطفلة سجدة وسنها دون الخامسة، في مكان بعيد عن أعين الرقباء، ونزعت عنها دثارها، كاشفًا عورتها خادشًا الحياء منها.. هل صحبك شيطانك أم انت الذي اصطحبت؟، ألم يطلب منك أن تكف؟"


وإمتلأت قاعة المحكمة بالتصفيق الحاد فور النطق بتأييد الحكم بالإعدام على المتهم باغتصاب وقتل الطفلة "سجدة"، وقال "السيد أشرف" والد الطفلة "سجدة" لـ "مصر تايمز" خلال البث المباشر: " الحمدلله هننام مرتاحين البال، بشكر القاضي المحترم، قضائنا عادل وكنت واثق إنه هيفرح قلبنا وهيروحنا فرحانين ومجبورين الخاطر، بلدنا بلد قانون وجابتلنا حقنا،  أنا سميت بنتي الصغيرة سجدة، وبقولها الحمدلله ربنا جاب حق أختك وفرح قلبنا، والنهاردة هروح أفرح سجدة وأقولها إن حقها رجع وهملأ المقابر كلها ورد".


وقال "السيد أشرف" والد الطفلة سجدة لكاميرا "مصر تايمز" خلال البث المباشر: " أنا واثق إن قضائنا العادل هيروحنا فرحانين وهيجبر بخاطرنا وهيحكم عليه بالإعدام، وأحب أشكر قضائنا العادل والمحامين المحترمين اللي وقفوا معانا وساندونا في قضيتنا"، وعن المتهم باغتصاب وقتل إبنته قال: "حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه أخد مني فرحتي، قعد يدور معايا عن البنت ولا كإنه عمل حاجة".