السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

روسيا ترسل قوات لحفظ السلام بعد اتفاق وقف النار في قره باغ

الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 11:31 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأت روسيا الثلاثاء نشر نحو ألفي جندي لحفظ السلام في ناغورني قره باغ بعد الاتفاق الذي وقع تحت إشرافها بين اذربيجان وارمينيا وأنهى معارك دامية مستمرة منذ ستة أسابيع.

 

الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ وقعه الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال بوتين إن الطرفين المتنازعين سيحتفظان "بالمواقع التي يسيطران عليها"، ما يعني خسارة الأرمن السيطرة على أنحاء واسعة من الإقليم بعدما دحرتهم منها القوات الأذربيجانية، وأدى هذا الاعلان إلى تظاهرات احتفالية في أذربيجان وأخرى غاضبة في أرمينيا.

 

ومنذ نهاية سبتمبر، اندلعت أكثر الاشتباكات دموية منذ ما يقرب من 30 عاما بين الانفصاليين الأرمن في قره باغ والجيش الأذربيجاني، وهي معارك تحولت لصالح باكو، وأتى تصريح الرئيس الروسي بعد دقائق من إعلان رئيس الوزراء الأرميني على صفحته عبر فيسبوك أنّه وقّع اتفاقاً "مؤلماً"، لكن القرار فرض نفسه بسبب التقدّم الذي حقّقته القوات الأذربيجانية إضافة إلى أن الجيش طالب بذلك، وكتب "إنه فشل كبير بالنسبة لنا، كارثة كبيرة، حزن كبير للأرواح التي فُقدت".

 

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون إلى العمل من أجل إيجاد "حلّ سياسي مستدام يحفظ مصالح أرمينيا" وطالب "تركيا بحزم بوضع حدّ لاستفزازاتها".

ورحبت إيران بالاتفاق مشددة على ضرورة انسحاب "المقاتلين الأجانب" من ناغورني قره باغ، المنطقة القريبة من حدودها.

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"شجاعة" نظيريه الأذربيجاني والأرمني من خلال اتخاذهما هذا القرار الذي سيسمح بـ"تهيئة الظروف اللازمة لتسوية دائمة" في المنطقة.

وأعلنت موسكو ايضا ان طائرات اولى تقلّ قوات روسية لحفظ السلام وصلت الثلاثاء على ان يُرسلوا بعدها إلى ناغورني قره باغ. في المجمل، أرسلت موسكو 1960 جندياً و90 آلية مصفّحة و380 آلية أخرى.

ويُفترض نشرها مع انسحاب القوات الأرمينية من سلسلة أراض استعادت أذربيجان السيطرة عليها.

واستعادت باكو السيطرة على قطاعات في محيط ناغورني قره باغ، تشكل درع حماية للأرمن حول الجمهورية المعلنة من جانب واحد منذ ثلاثين عاماً. وفرضت أيضاً سيطرتها على أراضٍ داخل الإقليم الانفصالي.

وبموجب الاتفاق تبقى الأراضي التي لا تزال تخضع لسيطرة الأرمن، معهم إضافة إلى ممرّ يربط بين الإقليم الانفصالي وأرمينيا.

 

ورأت مديرة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية أولغا أليكر أن هذا الاتفاق "ليس معاهدة سلام شامل" مشيرةً إلى أن "الكثير من التفاصيل لا تزال مبهمة، وبعيد إعلان الاتفاق، تجمّع حشد يضمّ آلاف المتظاهرين الغاضبين ليلاً في محيط مقرّ الحكومة الأرمنية وهتفوا بشعارات من بينها "خونة" و"استقالة" متوجهين إلى رئيس الوزراء، واقتحم المئات من بينهم المقرّ وكسروا زجاج النوافذ وخرّبوا المكاتب، خصوصاً قاعة مجلس الوزراء. وحصل الأمر نفسه في البرلمان، واستعادت الشرطة السيطرة على المبنيين صباحاً .

 

ومن المرجح أن تهدد الهزيمة العسكرية في ناغورني قره باغ مستقبل رئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة من خلال ثورة شعبية في العام 2018.

 

وأسفر النزاع في ناغورني قره باغ عن مقتل ما لا يقلّ عن 1300 شخص منذ 27 أيلول/سبتمبر، وفق إحصاءات جزئية نشرها الطرفان، علماً أنّ أذربيجان لم تعلن عن خسائرها العسكرية، ما يعني أنّ الحصيلة الفعلية لعدد القتلى في كلا المعسكرين يمكن أن تكون بالآلاف.

 

وأتى توقيع الاتفاق بعد ساعات على تقديم باكو اعتذاراً رسمياً لموسكو على إسقاطها من طريق الخطأ مروحية عسكرية روسية كانت تحلق فوق أرمينيا قرب الحدود الأذربيجانية، في حادث أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقم المروحية وهي من طراز مي-24 وإصابة ثالث بجروح متوسطة الخطورة.

 

وفشلت محاولات عديدة سابقة لوقف إطلاق النار برعاية موسكو وباريس وواشنطن التي تتشارك رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ عام 1994 إيجاد حلّ للنزاع.